في اكثر من 70 دولة من دول العالم يستهلك ملايين البشر منتوجات غذائية تحتوي على مادة كيماوية خطيرة اسمها "اسبرتيم". وتعتبر هذه المادة من اخطر المواد الكيماوية التي تضاف الى الطعام وتباع في الاسواق كأقراص تحلية وداخل بعض الغذاء المتوافر للاستهلاك اليومي. وتتكون هذه المادة من ثلاثة عناصر كيماوية هي: حامض الاسبارتيك وحامض فينيل الأنين وكلاهما من الاحماض الامينية وسائل الميثانول الكحولي السام. وقد وصفه مؤلفا كتاب "وصفات العلاج الغذائي" جيمس وفيليس بلخ بأنه سم كيماوي له اخطاره الكبيرة على المواليد الخدع والاطفال الحوامل وكبار السن والمصابين باعتلالات صحية مزمنة. وكان البروفسور راسل بلايلوك، استاذ جراحة الاعصاب في جامعة مسيسبي الطبية بيّن في احدى منشوراته كيف تتسبب كثرة تناول حامض الاسبارتيك وحامض الغلوتاميك في اضرار واضطرابات عصبية خطيرة ومزمنة تصاحبها اعراض مرضية حادة. واعتمد الدكتور بلايلوك على اكثر من 500 مرجع علمي لاثبات استنتاجاته. فالمعروف طبياً ان احماض الاسبارتيك والفلوتاميك الامينية هي من الناقلات العصبية داخل الدماغ تسهل نقل المعلومات بين الخلايا العصبية وذلك بالسماح للكالسيوم بالدخول اليها. مما يحفز كميات كبيرة من الراديكلات الحرة السامة على مهاجمة الخلايا العصبية وقتلها قبل ظهور اية اعراض مرضية. ومن بعض الامراض المزمنة التي لها علاقة بكثرة تناول حامض الاسبارتيك وحامض الفلوتاميك يمكن ذكر الآتي: مرض الزهايمر الخرف الشيخوخي، مرض باركنسون الرجفة اللاارادية، الصرع، الاضطرابات الهورمونية، فقدان الذاكرة، فقدان السمع، الآفات الدماغية، نقص السكر وتصلب الاوعية والاعصاب. اما التفاعلات الحادة الناجمة عن تعاطي حامض الاسبارتيك فيمكن ذكر الآتي منها: الصداع، الشقيقة، الغثيان، اوجاع البطن، التعب والارهاق، اضطراب النوم والبصر، نوبات القلق والاكتئاب، الربو والضغط الصدري. وبما ان 50 في المئة من مادة "اسبرتيم" مكونة من حامض "فنيل ألانين"، وهي المادة التي يؤدي ارتفاع مستواها وراثياً عند الاطفال لأصابتهم بالتخلف العقلي. فإن ارتفاع مستواها داخل أدمغة مستهلكيها قد يؤدي الى انخفاض مستوى مادة السيروتونين في الدماغ وبالتالي الى اضطرابات عاطفية مثل الاكتئاب والفصام وتقلبات المزاج والهيجان وأوجاع الرأس المزمنة ونوبات الصرع. اما المادة الثالثة الموجود في ال "اسبرتيم" وتشكل 10 في المئة منه فهي الميثانول المعروف بتسميته المميتة والذي يتألف من مركب كيماوي سام للأعصاب هو "فورملديهايد" وحامض الفورميك، ويؤدي التسمم بالميثانول الى اعراض صحية خطيرة قد تسبب فقدان البصر او الموت في اوج حالاتها. اما الامراض الاخرى فتشمل الصداع وطنين الأذنين والدوار والغثيان واضطراب الجهاز الهضمي والتعب وضعف الذاكرة وغشاوة البصر او تعتيمه او فقدانه كلياً. فالفورملديهايد من المواد المسرطنة التي تسبب دمار شبكية العين وتتداخل في عملية توالد المادة الوراثية DNA وتسبب تشوهات خلقية للمواليد الجدد. ويعتقد بعض العلماء ان عدداً كبيراً من أفراد القوات المسلحة الاميركية التي شاركت في حرب "عاصفة الصحراء" عانوا من اعراض صحية شبيهة بأعراض التسمم بمادة "فورملديهايد" نتيجة تناولهم كميات كبيرة من المشروبات والمرطبات الحاوية على مادة "اسبرتيم" والتي تعرضت للتسخين تحت درجة حرارة فاقت 30 درجة مئوية في الصحراء السعودية. والمعروف ان تسخين مادة "اسبرتيم" يحرر مادة "الميثانول" السامة وما تحتويه من ال "فورملديهايد" مما يساهم في تسميم الجسم ومعاناته من الأعراض سابقة الذكر. ومن المواد لاخرى التي يطلقها ال "اسبرتيم" مادة DKP Diketopiperazine المعروفة بتورطها في حالات سرطان الدماغ وأورام السليلات المخاطية الرحيمة. لذا فإن التحقيق الآتي سيلقي الضوء على الأخطار الرئيسية لتعاطي مادة "اسبرتيم" وكيفية تفاديها واختيار بدائل صحية منها. سرطان الدماغ أدلى الدكتور ادريان غروس، اخصائي السموم في ادارة الاغذية والادوية الاميركية، بشهادة امام مجلس الشيوخ الاميركي صرّح فيها بأن مادة "اسبرتيم" قادرة على التسبب بأورام سرطانية في الدماغ. وأكد على ان التجارب التي اجرتها احدى الشركات المصنعة لتلك المادة لم تكن موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها لأنها حاولت اضفاء صبغة السلامة والامان على استخدام ال "اسبرتيم" في المنتجات الغذائية. في حين اظهرت احدى الدراسات التي اجريت على الحيوانات المخبرية بأورام سرطانية في أدمغتها. ولوحظ في السبعينات ان احدى الشركات المصنّعة لها قد زورت نتائج دراساتها حول تأثير ال "اسبرتيم" بطرق عدة تم اكتشافها لاحقاً بعد ان سرّب بعض العاملين حقائق تلك التلاعبات. ومن اللافت ان عدد الاصابات بأورام السرطان الدماغية بين كبار السن الذين تجاوزوا 65 عاماً قد ازداد بنسبة 67 في المئة بين عام 1973 وعام 1990. وارتفعت نسبة الاصابات بأورام السرطان الدماغية اجمالاً بين كافة الأعمار بحوالى 10 في المئة. السكرين وسرطان المثانة وكانت احدى الدراسات التي اجرتها مفوضية الاغذية البريطانية على 316 نوعاً من المرطبات الغازية او مرطبات الصودا قد بيّنت ان الشركات المصنعة لها تستخدم كميات مرتفعة من مادة السكرين Saccharin فيها. وأن 13 في المئة من تلك الانواع تحتوي على كميات تفوق معدلات السلامة المفروضة قانوناً. والمعروف ان مادة ال Saccharin قد منع بيعها في كندا وأرغم صانعوها في أميركا على وضع تحذيرات صحية فوق كافة المنتوجات الحاوية لها. اذا تبين من خلال ابحاث عملية اجريت على الحيوانات ان هذه المادة تسبب سرطان المثانة عند جرذان المختبرات. ويخشى الخبراء والمسؤولون الصحيون من خطورة كثرة استهلاك مرطبات الصودا الحاوية على "السكرين" من قبل الاطفال، وما يمكن ان يسببه ذلك من اضرار صحية طويلة الأمد. لهذا تم تحذير الشركات المصنعة للمرطبات من اخطار استمرارها في تخطي الحدود الصحية المتعارف عليها قانوناً. مرض السكري من المستغرب حقاً ان تستمر الجمعية الاميركية لمرضى السكري بتشجيع المرضى على استعمال مُحَليّات ال "اسبرتيم" الاصطناعية على رغم ان الابحاث التي اجراها اخصائي امراض السكر وعضو الجمعية ذاتها الدكتور ه. ج. روبرتس، أثبتت ان هذه المادة تزيد من تأصيل مرض السكري عند المرضى الذين يعتمدون على أبر الأنسولين في علاجهم او يتناولون الادوية الضابطة بطريق الفم. وبيّنت الابحاث ايضاً ان ال "اسبرتيم" يزيد من سوء حالة اعتام عدسة العين Cataract واعتلال الشبكية ومرض الاعصاب والشلل المعوي، مع تفعيل التشنجات. وكان البروفسور راسل بلايلوك، استاذ جراحة الاعصاب في جامعة ميسيسبي الطبية صرح بأن ال "اسبرتيم" يوصل مرض السكر ويدعمه عند الاشخاص المؤهلين وراثياً للاصابة به. الاضطرابات العاطفية وفي دراسة حديثة اجراها الدكتور رالف والتون في الولاياتالمتحدة الاميركية على اشخاص يعانون من تقلبات المزاج ويتناولون اقراص "اسبرتيم" والمنتوجات الحاوية لها، لوحظ ان عدداً كبيراً منهم بدأ يشكو من تغيرات في التصرفات ومن نوبات الاكتئاب نتيجة ارتفاع مستوى حامض ال "فنيل ألانين" في الدماغ وهبوط مستوى احد الناقلات العصبية المهمة المعروفة باسم "سيروتونين" الذي يؤدي هبوط مستواه في الدماغ الى مشاكل واضطرابات عاطفية عدة. ونظراً لأن ارتفاع مستوى حامض "فنيل ألانين" عند الاطفال يؤدي الى التخلف العقلي، فإن السماح للأطفال بشرب كميات كبيرة من مرطبات الصودا الحاوية على مادة "اسبرتيم" بمعدل 4 علب يومياً قد يعرضهم لأخطار ترتبط بارتفاع مستوى ذلك الحامض الأميني في دمهم وأدمغتهم. بعد ازدياد حالات التشنج نتيجة تعاطي مادة "اسبرتيم"، قام باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا M.I.T بمراقبة 80 شخصاً ممن عانوا من تلك التشنجات للتأكد من اخطار تناول هذه المادة التي ما زالت ادارة الاغذية والأدوية الاميركية FDA تسمح ببيعها كمُحَليّات اصطناعية ضمن بعض المرطبات والاغذية ذات السعرات الحرارية الزهيدة. ولاحظ الباحثون ان تلك الحالات تتعدى حدود السلامة التي تفرض الFDA منع تداول المواد والمنتوجات التي تسببها. ومن المستغرب ايضاً ان جمعية مكافحة الصرع الاميركية ما زالت متمسكة بسلامة ال "اسبرتيم" على رغم ظهور مقالات تحذر من اخطارها في عدد كبير من المجالات المختصة بطب الفضاء والطيران والطيارين والقوات البحرية والجوية، حيث اظهرت احدى الدراسات المهمة ان اكثر من 600 طيار عانوا من تشنجات خطيرة ودوار شديد داخل مقصورات القيادة اثناء تحليقهم نتيجة تناول مادة "اسبرتيم". احتياطات وبدائل من الواضح ان استعمال مادة "اسبرتيم" في الاغذية والمرطبات المخصصة للراغبين في تخسيس اوزانهم الريجيم او الهاربين من السكاكر الغنية بالحراريات، أمر مثير للجدل وخطير في فحواه اذا ما صدقت الدراسات وتأكدت نتائجها. ومن الغريب فعلاً ان تستمر جهات رسمية مختصة ومسؤولة في الولاياتالمتحدة في السماح بتسويق هذه المادة السامة رغم كافة الاعتراضات والتساؤلات. غير ان التغاضي عن اخطار ال "اسبرتيم" من قبل تلك الجهات لا يعني ان يستمر الانسان في استخدامها خاصة اذا ما شعر بأنه يعاني من اعراض غريبة مشابهة لما ورد ذكره في هذا التحقيق. ويكفي ان يتوقف الشخص عن تعاطي هذه المادة لفترة معينة ليتسنى له مقارنة اوضاعه الصحية بما كانت عليه اثناء استخدامه لها. فإذا لاحظ ان الاعراض التي كان يشكو منها قد اختفت او بدأت تتلاشى فهذا يعني وجود علاقة بين تعاطي تلك المادة والاعراض التي كان يعاني منها سابقاً. وما عليه آنذاك سوى الاستمرار في مقاطعة مادة "اسبرتيم" والاستعاضة عنها ببدائل طبيعية صحية تزوده بالحلاوة التي يشتهيها او بشطر منها دون تعريض جسده للسموم الكيماوية. ولا يعني ذلك الاعتماد كلياً على السكاكر المكررة مثل السكر الابيض والسكر الاسمر وسكر الفاكهة الفركتوز وسكر العنب الدكستروز وغيرها من المحليات الاصطناعية الاخرى. بل عليه ان يخفف من استخدام هذه السكاكر تدريجاً واستبدالها بمنتجات طبيعية مثل السكر المأخوذ من قصب السكر الصافي الخالي من الماء او الشعير المنبت بالنقع او بودرة نبتة "ستيفيا" المنتشرة في اميركا الجنوبية. كما يمكن الاعتماد على عصير الفاكهة والعسل وعصارة الارز وعرق السوس الذي يستحسن ان لا يتناوله الانسان بكثرة لأنه يسبب احتباس السوائل داخل الجسم وارتفاع ضغط الدم ويؤثر على وظائف الكلى عند بعض الناس. ويمكن استخدام سكر "أماساكي" المستخرج من الارز الاسمر الحلو. يبقى ان اي اختيار طبيعي يقرره الانسان سيكون مؤكداً في مصلحته لأنه سيخلصه من اخطار ال "اسبرتيم" ومضاعفاتها. وتجدر الاشارة الى ان ما اثير حول مادة ال "اسبرتيم" سابقاً وحاضراً سيبقى موضع بحث ومثار جدل طالما استمرت الادعاءات والادعاءات المضادة. وسيكون المستهلك في النهاية هو صاحب القرار الحاسم في تعاطيها او العزوف عنها تبعاً لما يمكن ان يشعر به من مضاعفات ترتبط مباشرة او عرضاً بها. وهذا ما دفعنا الى طرح ما ورد ذكره في مراجع عدة لاعطاء القارئ فرصة الاطلاع واقرار الخيار. الأغذية والمشروبات والمنتوجات الحاوية على ال "اسبرتيم" أفضل طريقة للتأكد من وجود مادة أسبرتيم" هي قراءة محتويات البضاعة التي يتم شرائها. اما اكثر البضائع التي تتواجد فيها فهي كالآتي: - الاغذية الفورية الذوبان المخصصة للأفطار Instant Breakfasts - النباتات الحبية Cereals - العلكة اللبان الخالية من السكر Sugar free gum - المشروبات الممزوجة بالكاكاو Cocoa mixes - القهوة والشاي الفورية الذوبان Instant coffee or tea - المرطبات الخفيفة Soft drinks - الألبان Yogurt - مرطبات الشاي الباردة Tea beverages - حلويات الجيلاتين جلو Gelatin desserts - خلطات الحليب shake mixes - المحليات الاصطناعية Sweetners - مشروبات الحليب المحلاة Milk Drinks - اقراص الفيتامينات Multivitamins - الملينات Laxatives - المستحضرات الصيدلانية - مبردات الخمور - الحلويات المثلجة بعض الأعراض الناجمة عن تعاطي مادة "اسبرتيم" تتسبب مادة "اسبرتيم" بحوالى 90 عارضاً صحياً نذكر منها الآتي: - الشقيقة الصداع النصفي وأوجاع الرأس الاخرى - التشنجات العصبية - الخدر - زيادة الوزن - الاكتئاب - حدة الطباع - الأرق - فقدان السمع - صعوبة التنفس - عدم وضوح الكلام - طنين الأذنين - فقدان الذاكرة - الدوخة - الغثيان - الدوار - التشنجات العضلية - الطفح الجلدي - الارهاق والوهن - اضطراب البصر - نوبات القلق - الخفقان - اوجاع المفاصل - فقدان حاسة التذوق الامراض المزمنة التي تحفزها مادة "اسبرتيم" او تزيدها سوءاً اكد الباحثون الذين درسوا مضاعفات "اسبرتيم" انها تؤثر على الامراض المزمنة الآتية: - أورام الدماغ السرطانية - الصرع - مرض باركنسون - مرض الزهايمر - مرض تليّف الأعصاب - الأورام اللنفاوية - التخلف العقلي - التشوهات الخلقية - السكري - الارهاق المزمن - الأوجاع الفصلية العضلية.