سكر الأسبارتام هو أحد بدائل سكر الطعام الذي يستعمل على نطاق واسع في الكثير من الأشربة والأغذية والمستخضرات الصيدلانية وغيرها، ويوجد في السوق تحت عناوين عدة مثل: نوتراسويت، كانداريل، دايت سويت، ايكوال... وغيرها، وكانت الصدفة وراء اكتشافه، ففي عام 1965 حاول الباحث جيمس شاتلر إيجاد عقار للقرحة، فقادته تجاربه الى بودرة حاول تذوقها، فتبين له ان طعمها حلو للغاية، فكان هذا الكشف نعمة كبيرة لصانعي الأغذية الذين كانوا في توق كبير لإيجاد بديل يحل مكان السكارين والسيكلامات المحظور استعمالهما في الأغذية، لأن التجارب على الحيوانات لم تأت بما يسر الخاطر. وبعد 16 عاماً على اكتشاف الأسبارتام سمح باستعماله في الأغذية الجافة، وفي العام 1983 أُعطي الضوء الأخضر لإضافته الى المشروبات الغازية. وإذا حاولنا الغوص كيماوياً في سكر الأسبارتام، وجدنا انه يتألف من اثنين من الأحماض الأمينية التي نجدها في المواد البروتينية، هما حامض فينيل آلانين وحامض الأسبارتيك. ويتمتع الأسبارتام بقوة مُحلّية تعادل 200 مرة سكر الطعام، ويترك طعماً مراً نوعاً ما بعد وضعه في الفم، ويمكنه ان يتحمل الحرارة حتى 120 درجة مئوية ومن بعدها يفقد طعمه الحلو. أثار سكر الأسبارتام الكثير من الأخذ والرد، وأسال استعماله كثيراً من الحبر، وفي سجلات منظمة الغذاء والدواء الأميركية آلاف الشكاوى بأنه وراء الكثير من المشاكل الصحية، وهناك من يعتبره المادة الأكثر خطراً وضرراً. ولعل أكبر تهمة موجهة اليه هي انه يحرض على نشوء سرطان المخ، وسرطان الدم، واللمفوما. ولكن إدارة الغذاء والدواء الأميركية والهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء دحضتا هذه التهمة، ونوهتا بأن الأسبارتام سكر محلٍّ منخفض السعرات الحرارية وآمن وغير مسرطن استناداً الى مجموعة واسعة ومن الدراسات. الجرعة المسموح بها من سكر الأسبارتام هي 40 ميليغراماً يومياً لكل كيلوغرام من الوزن، وفي هذا الخصوص أفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بعد دراسة على المستهلكين، بأن غالبيتهم يتناولون فقط 4 الى 7 في المئة من الجرعة المسموح بها يومياً. تبقى الملاحظات الآتية: - الأسبارتام ممنوع على الذين يشكون من مرض البيلة الأسيتونية، وهو مرض وراثي يمنع الاستفادة من حامض فينيل آلانين أحد مكونات الأسبارتام، بسبب غياب الأنزيم اللازم لاستقلابه. - لا ينصح بالأسبارتام للنساء الحوامل ولا للأطفال دون السابعة من العمر. - يستعمل سكر الأسبارتام على نطاق واسع في الحميات الغذائية الخاصة لأنه يملك طاقة زهيدة جداً تسمح بتخسيس الوزن أو بالسيطرة عليه، لكن التحريات بينت ان هذا السكر يحفز الشهية ويجعل آخذه اكثر تلهفاً وشوقاً لتناول الحلويات والسكريات. فالطعم الحلو لهذا السكر يبعث بإشارات الى المخ توعز الى خلايا الجسم كي تخزّن الكربوهيدرات والدهنيات، وهذا بدوره يدفع لاستهلاك المزيد من الطعام. الى جانب هذا، فإن الجمعية الأميركية للسرطان كشفت ان متناولي سكر الأسبارتام يحصلون على زيادة في وزنهم أكثر من آخرين لا يقربونه. - ان سكر الأسبارتام لا يتحمل الحرارة العالية، فهذه الأخيرة تسبب إطلاق عقال مركبات ضارة إن لم نقل سامة للجسم. - لقد سجل الكثير من الآثار الجانبية لدى الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من المشروبات المحلاّة بسكر الأسبارتام اكثر من 8 ليترات في اليوم الواحد، مثل الصداع، ونوبات الصرع، وفقدان الذاكرة، وعوارض هضمية كثيرة، وأخرى جلدية. نشر في العدد: 16743 ت.م: 05-02-2009 ص: 27 ط: الرياض