قد يكون موقف الجنرال عبدالرشيد دوستم، زعيم الأقلية الأوزبكية في أفغانستان، من النزاع المتفاقم في البلاد آخر أمل للائتلاف الحكومي في كابول لوقف تقدم قوات حركة الطالبان الإسلامية المتشددة. ويعتقد الجنرال حميد غل الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية ان احتلال كابول من قبل الطالبان يحتاج ضوءاً أخضر أميركياً، ويحتاج إلى حسم من جانب الجنرال الشيوعي السابق دوستم لموقفه من طرفي النزاع في كابول، وإلا فإن المواجهة بينه وبين الطالبان ستصبح أمراً حتمياً. اتصلت "الوسط" بالجنرال غل وأجرت معه الحوار التالي: هل لدى الجنرال دوستم الرغبة في الانضمام إلى أي من الطرفين المتنازعين في كابول في المستقبل القريب؟ - قد يكون ذلك ممكناً. لكن الجنرال دوستم يتعاطف مع موقف الولاياتالمتحدة، وفي تقديري فإذا لم يحصل على ضوء أخضر من واشنطن فهو لن يتخذ موقفاً. والمشكلة بالنسبة إلى الجنرال دوستم أنه اذا نجح الطالبان في احتلال كابول، فإنه لن يبقى أمامه غير الدخول في مواجهة مع طالبان عاجلاً أم آجلاً. الأمر الذي يعني أن الخيارات المفتوحة أمام دوستم صعبة. ما هو تعليقك على الأنباء التي تحدثت عن اعتقال ضباط باكستانيين يشاركون في القتال إلى جانب الطالبان وذكر أنهم كانوا على متن طائرة نقل عسكرية؟ - لا اعتقد ان هناك ضباطاً باكستانيين اعتقلوا. ربما كان هناك باكستانيون بشكل شخصي، إذ لم يسبق أن حصل تدخل في السابق بهذا الشكل. واستبعد أن يحصل مثل هذا التدخل الآن. باكستان لن ترسل ضباطاً للمشاركة في النزاع الأفغاني. لكن مسؤولين في وزارة الدفاع في كابول قالوا إنهم سيعرضون الضباط على الصحافيين؟ - اعتقد ان ما يسعى إليه المسؤولون في كابول هو ايجاد تبريرات، واطلاق معلومات يعتقدون أنها تؤثر على صدقية قوات طالبان والزعم بأنها تتلقى دعماً خارجياً. هذا بحد ذاته حرب نفسية. هل تتوقع أن يتم التوصل إلى حل للنزاع أو تسوية بين الطالبان وحكومة كابول في هذه المرحلة؟ - حتى لو نجحت طالبان في السيطرة على كابول، فإنها ستعود لخوض الحرب مع الجنرال دوستم وقواته وبقية الأطراف الأفغانية التي لا تشاركها الرأي، والاحتمال الثاني يتمثل في أن تتوقف طالبان عند نقطة معينة بعد أن تكون حققت مكاسب على الأرض تتيح لها التفاوض من موقع أقوى مع حكومة كابول. لكن من المؤكد ان الطالبان الآن في موقع تفاوضي قوي. تتردد أنباء عن احتمال الاستعانة بملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه لتولي قيادة البلاد في مرحلة انتقالية، هل تعتقد ان ذلك ممكن؟ - لا أظن ان الطالبان ستدعو أحداً من خارج البلاد لقيادة أفغانستان إذا سيطرت على كابول. ليس من طبيعة الأفغان ان يسلموا السلطة إلى أحد غيرهم برغبتهم إذا كانوا في مواقع السلطة، هذا لم يحصل في السابق، ولن يحصل في المستقبل. ما هو حجم التعاطف الذي يلقاه الملك ظاهر شاه من الطالبان؟ - هناك بعض العناصر التي تؤيد الملك ظاهر شاه، لكن هذه العناصر ليست في موقع يدفع بهذا الاتجاه. إلى أي مدى تتعاطف الحكومة الباكستانية مع الطالبان؟ - سياسة الحكومة الباكستانية في الأساس حيادية، لكن هناك بعض القيادات التي تربطها علاقات خاصة أو لديها قنوات خاصة، لكن ليس لهذا أهمية كبيرة. خلال توليك إدارة الاستخبارات العسكرية، هل تدخلت إسلام آباد لصالح أي من الفصائل الأفغانية؟ - الدعم الذي كانت الأطراف المختلفة تحصل عليه كانت تقدمه إليها جهات أجنبية، وكانت إسلام آباد تدعم كل القوى عسكرياً لتحقيق أهدافها في طرد الروس واجبارهم على الانسحاب من افغانستان، وحصلت باكستان على دعم من منظمة المؤتمر الإسلامي لتنفيذ سياسة من هذا القبيل ابان مؤتمر إسلامي انعقد في إسلام آباد في أيار مايو 1980.