كان لا بد ان يظهر "الوحش" في بلجيكا، عاصمة السوق الاوروبية المشتركة، حتى يفيق العالم مذعوراً من مشاهد اغتصاب الاطفال والفتيات وحملهم على ممارسة الدعارة وتصوير الافلام الجنسية وتنظيم شبكات دولية، وبالتالي تحقيق ارباح هائلة من جراء إجبار اليافعات واليافعين والاطفال الصغار على معاشرة الكبار في القارات الخمس وفي معظم البلدان، من كمبوديا الى المكسيك ومن نيبال الى بروكسيل. وكان لا بد ان تندفع وسائل الاعلام الاوروبية والاميركية الشديدة التأثير الى مقاطعة والوني في بلجيكا لتغطية وقائع التحقيق في قضية "الوحش" البلجيكي، حتى يكتشف العالم ان مؤتمراً دولياً لمكافحة الاتجار بالأطفال والفتيان ومنع استغلالهم جنسياً ينعقد في ستوكهولم، عاصمة السويد، وان التحضير لانعقاد هذا المؤتمر مستمر منذ شهور من دون ان يحظى بأية تغطية اعلامية جديرة بخطورة المواضيع التي يناقشها والقرارات التي يصدرها. اما "الوحش" او "الغول" او "السفاح" فهي تعابير اطلقها الناس في بلجيكا على مارك ديترو المتهم بخطف مجموعة من القاصرات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 8 و17 سنة واغتصابهن وقتل بعضهن، فضلاً عن تهم اخرى من بينها تصوير افلام جنسية لضحاياه والانتماء الى شبكة اوروبية ؟ تتعاطى الاتجار بخطف الفتيات بقصد الدعارة وتشمل نشاطاتها عدداً من دول اوروبا الغربية والشرقية. ولهذا "الوحش" قصة جديرة بأن تروى. قصة الوحش كان مارك ديترو 39 سنة يعمل كهربائياً قبل ان يفقد عمله ويسجل نفسه في دوائر البطالة. وكانت زوجته ميشال مارتان مدرّسة قبل ان تطرد من عملها وتنخرط في حياة زوجها القذرة وتتستر على فظائعه، على رغم كونها اماً لثلاثة اولاد تتراوح اعمارهم بين 12 و5 سنوات و11 شهراً. تعرف رجال الشرطة للمرة الاولى الى ديترو "العنيف والوقح والقوي الشكيمة" في العام 1989. بعدما خطف مجموعة من الفتيات القاصرات في اوقات مختلفة. عاشرهن وصورهن في افلام جنسية ثم اطلق سراحهن... لكنه وقع في قبضة رجال الامن وحكم عليه بالسجن 13 سنة. وتفيد مصادر قضائية بلجيكية انه كان يمكن ان يصدر عليه حكم بالسجن المؤبد لكن ذوي الفتيات القاصرات رفضوا تعريض بناتهم للاستجواب العلني في المحكمة، وهو استجواب كان من شأنه ان يجبرهن على تكرار تفاصيل الاغتصاب والاعتداءات التي تعرضن لها الامر الذي يلحق بهن اذى نفسياً بالغاً. لم يكمل "الوحش" مدة الحكم فقد صدر قانون يجيز اطلاق المسجون بتهم جنسية اذا كان سلوكه حسناً في السجن واذا تبين انه غير قابل لاستئناف اعتداءاته. وافاد "ديترو" من هذا القانون وخرج ليرتكب فظائع اكبر من تلك التي ارتكبها وبدأت السلطات البلجيكية كشفها يومياً. في 24 حزيران يونيو 1995، كانت الطفلتان ابنتا الثمانية اعوام جولي وميليا تتدربان في منزل الثانية تمهيداً لحفلة نهاية السنة في المدرسة، وهما لا تنفصل احداهما عن الاخرى منذ تفتحهما. خرجتا الى حديقة قريبة من المنزل لقطف الزهور لوالدتيهما ثم توارتا عن الانظار... بعدما خطفتهما جماعة الوحش. كان لا بد من انتظار القبض على ديترو لمعرفة بقية التفاصيل. احتجزت جولي وميليا في غرفة صغيرة في مخبأ تابع لأحد منازل "الوحش" الذي اعتدى عليهما مراراً. وكان يقدم اليهما خبزاً وبعض الفاكهة لمدة شهور الى ان اوقف في كانون الاول ديسمبر 1995 بتهمة السرقة وظل مسجوناً حتى آذار مارس 1996. وعندما خرج من السجن "وجدت احداهما ميتة والثانية احتضرت بين يدي"... وقد توفيتا جوعاً وعطشاً. وحفر "الوحش" لاخفاء جريمته حفرة في حديقة منزله ودفن الطفلتين المقيدتي الرجلين واليدين. وراى انه استدعى بعد ايام برنار انشتين وهو فرنسي متواطئ يعلم ما جرى للطفلتين فخدره ودفنه حياً في المكان نفسه. وعندما عاين رجال الشرطة مكان احتجاز الطفلتين، اكتشفوا رسوماً على الجدران تدل على اثارهما اثناء الاحتجاز واكتشفوا بقايا الخبز والفاكهة المتعفنة وآثاراً اخرى تدل على مرور الفتاتين آن 17 سنة وايفيج 19 سنة اللتين شاء حظهما السيئ ان يصعدا "اوتوستوب" في 22 آب اغسطس مع ديترو الذي يرفض حتى الآن كشف مصيرهما. اسباب تافهة لكن ديترو "الذكي والنبيه" سقط مجدداً في ايدي رجال الأمن لأسباب تافهة. ففي التاسع من شهر آب الماضي كانت لاتيسيا 14 سنة خارجة لتوها من المسبح البلدي لضاحية برتري القريبة من مدينة نوفشاتو في مقاطعة والوني، عندما اقتربت منها سيارة نقل صغيرة وطرح عليها السائق سؤالاً لم تسمعه كفاية وظنت انه يريد الاستفسار عن طريق او مكان عام، فاقتربت من نافذة السيارة... وهنا التف عليها ديترو من الخلف وقيدها ثم دفعها الى الداخل وطلب من شريكه السائق ميشال لوليفر الانطلاق الى احد منازله في ماريسنال على بعد 130 كلم من مكان الخطف. وعلى الطريق اجبر ديترو الفتاة على تناول 7 اقراص فنامت لتصحو بعد ساعات وتجد نفسها في قبو منزل مقيدة الرجلين والعنف مع فتاة اخرى تدعى سابين 12 سنة كان خطفها الوحش في 28 ايار مايو الماضي في مدينة كين الواقعة في الطرف الآخر لوالوني. كانت سابين في طريقها الى المدرسة عندما توقفت سيارة ديترو امامها وطلب منها السائق معرفة اتجاه السير ثم خطفها مع زميله، وهو مشرد يوفر له المأوى والمسكن وفرصة الاغتصاب. في آخر عمليات الخطف، 9 آب الماضي، تنبهت راهبة تسكن بالقرب من منزل الوحش الى صوت سيارة مزعج توقفت بالقرب من المنزل ليلاً وخرجت منها حمولة مريبة. وفي الوقت نفسه تنبه طالب كان يمر في المكان الى السيارة وحفظ رقمها وأبلغت الشرطة بالأمر فاكتشفت ان السيارة يمكلها ديترو المعروف بسوابقه في هذا المجال فقبضت عليه في 13 آب... ومنذ ذلك اليوم وهو يروي فظائعه وجرائمه ضد الاطفال والفتيات الذين خطفهم. ومن روايات المجرم وبعض ضحاياه، انه كان يجبر الفتيات على الاغتسال معه وممارسة الجنس، بعد استخدامه اساليب الترهيب، ويصورهن في افلام جنسية، ويقدم اليهن القليل من الغذاء ويسمح لهن بمشاهدة التلفزيون احياناً، وممارسة لعبة ال "سيغا" التي يحبها الاطفال. شبكة أوروبية لكن فظائع ديترو لم تقف عند هذا الحد، فالاعتقالات اليومية التي ينفذها رجال الشرطة، وأعمال الحفر المستمرة في منازل الرعب التي يملكها الوحش تحمل مؤشرات الى وجود شبكة اوروبية تتعاطى الدعارة والاتجار بالأطفال، وسوقها اوروبا الشرقية وعدد من دول اوروبا الغربية. وتنشر الصحف ووسائل الاعلام البلجيكية الصادرة بالفرنسية معلومات عن تورط عدد من رجال السياسة والشخصيات العامة في اعمال هذه الشبكة، وحمايتها. وأشارت احدى ضحايا الوحش الى شخصيتين عامتين تعرفت اليهما خلال مضاجعتها. في حين اعلن المدعي العام البلجيكي ميشا بورليه المكلف بالقضية انه سيلاحق كل الاشخاص الذين تظهر صورهم في افلام الفيديو المضبوطة في منازل ديترو مستدركاً "إذا سمح لي بذلك". ولما كان التلفزيون البلجيكي يبث تصريح القاضي على الهواء مباشرة، فقد سادت شكوك في اوساط الرأي العام في احتمال تورط شخصيات نافذة في الفظائع التي ارتكبها ديترو، الامر الذي حمل ذوي الضحايا على المطالبة بتوفير الحماية القصوى للسفاح كي يبوح بكل ما في جعبته. ملايين الاطفال لكن الوحش البلجيكي ليس فريداً من نوعه في عالم التجارة الجنسية بالأطفال، فقبل كشف فظائعه، كانت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة التي تهتم برعاية الاطفال على الصعيد العالمي، وزعت احصاءات ومعلومات وشهادات عن استغلال الاطفال جنسياً من دون ان تهتم وسائل الاعلام بها، علماً ان قراءتها تثير كوابيس جهنمية، حيث يتبين ان دعارة القاصرات والقاصرين تشمل اكثر من 650 ألف طفل في الفيليبين وحوالي نصف مليون في الهند و300 ألف في الولايات المتحدة واكثر من 200 ألف في الصين ومثلها في تايلاند و60 الفاً في تايوان و40 الفاً في باكستان و30 الفاً في نيبال و30 الفاً في سيري لانكا و25 الفاً في جمهورية الدومينيكان و10 آلاف في بنغلادش و8 آلاف في فرنسا... الخ. وتفيد مصادر "اليونيسيف" ان هذه الارقام تقديرية وان مؤتمر ستوكهولم سيكلف لجاناً دولية اجراء تحقيقات دقيقة في حجم هذه القضية في الدول المعنية بها وعلى الصعيد العالمي. ولعل وحشية الوقائع البلجيكية هي التي دفعت وسائل الاعلام الاميركية والأوروبية العملاقة الى تسليط الاضواء على استغلال الاطفال جنسياً في عدد من مناطق العالم، وبالتالي على كشف المزيد من المعلومات المتصلة بهذه التجارة التي اصبحت محل رهانات مالية ضخمة وبدأت تكتسح بلداناً متخلفة كانت حتى الامس القريب بمنأى عنها. من كمبوديا ففي كمبوديا كان "الخمير الحمر" يعاقبون العصابات المتاجرة بالأطفال، بالقتل فوراً، لكن السلام الذي شهدته البلاد بزعامة الأمير نوردوم سيهانوك اقتضى حلول 22 ألف جندي دولي قبعات زرق في البلاد بدءاً من العام 1991. ومنذ ذلك التاريخ بدأت الدعارة تزدهر في هذا البلد... والاطفال بين ضحاياها. ويستفاد من المعلومات التي نشرتها وزارة السياحة في هذا البلد ان عدد السياح ازداد بنسبة 25 في المئة العام الماضي، وان ربع السياح الجدد لا يهتمون بزيارة المعابد الكمبودية الشهيرة، وانما ببيوت الدعارة العلنية المخصصة للقاصرين والقاصرات والتي تزداد سنة بعد سنة، وتجتذب الى اليافعين المحليين، آخرين تأتي بهم شبكات من فيتناموتايلاندوالصين. وتشير المعلومات الوافدة من هذا البلد ان "دعارة الاطفال" تتم في منطقة تدعى "الكلم" وتتوزع على فئات من الزبائن العاديين والاثرياء. فرجال الاعمال الاجانب، وبخاصة من هونغ كونغ وتايوان وأوروبا، يقصدون هذه المنطقة لشراء قاصرات عذارى بمبلغ 600 دولار للواحدة. ويقضي رجل الاعمال اسبوعاً في فندق فخم مع المسكينة ويمكنه الاحتفاظ بها اذا رغب في ذلك، ويفضل في هذه الحالة ان يكون عمر الضحية بين 12 و15 سنة. ولهذا التفضيل اسباب متصلة بالخوف من مرض الايدز المتنامي لدى العاهرات المحترفات، وبمعتقدات جنسية اسطورية خاصة بمنطقة جنوب شرقي آسيا. اما الفئات الدنيا من الزبائن فيدفع الواحد منها 4 دولارات لمعاشرة القاصرة. وغالباً ما تجلب الضحايا من الأرياف المعدمة وضواحي المدن الفقيرة عبر شبكات منظمة لها رحلات بدوائر الشرطة وحرس الحدود ورجال نافذين في الحكم والجيش. والراجح ان امتداد هذه الشبكات الى الحكم يجعل من الصعب مكافحة هذه التجارة الشنيعة وبالتالي سن قوانين قاسية ضد المجرمين المحليين ما دام ان الزبائن الاجانب لا يمكن التفكير في معاقبتهم نظراً الى حاجة البلاد الى العملات الصعبة. لذا تفيد المعلومات الواردة من هذا البلد ان العقوبات التي تطاول تجار دعارة الاطفال ما زالت خفيفة وغالباً ما يتم التساهل حيالها. الى مكسيكو من كمبوديا الى مكسيكو لا تختلف الصورة كثيراً وتتكرر المعطيات نفسها تقريباً، مع اختلاف الجنسيات. فهنا تجتذب دعارة الاطفال الاثرياء ورجال الاعمال والسياح من الولايات المتحدة خصوصاً، حيث تقوم شبكات خاصة بتشغيل الاطفال من الذكور والاناث في بيوت للدعارة سرية او شبه سرية، وتأتي لهم بالزبائن او ترسلهم الى منازل وفنادق "على الطلب". وينظم تجار الافلام الجنسية زيارات عدة لمكسيكو حيث يستأجرون فيلات فخمة ويجهزونها بآلات تصوير سينمائية واجهزة فيديو ويستأجرون فتيات وفتياناً تتراوح اعمارهم بين 10 و15 سنة، وينظمون حفلات مضاجعة، ويصورونها افلاماً تغزو الاسواق العالمية وتحقق لهم ارباحاً خيالية. ونيبال وتزدهر في نيبال دعارة الاطفال التي يختلط فيها الفقر بالتاريخ وبالأساطير المحلية، وذلك على رغم وجود قوانين صارمة. لكن الشبكات والعصابات التي تقتاد الاطفال الى المباغي في الهند وبومباي خصوصاً تعتمد طرقاً عدة، وحيلاً كثيرة مستفيدة من الفقر والأمية المتفشية في صفوف اليافعات واليافعين. ذلك انها تعمد الى شرائهم من اهلهم او اقاربهم او حتى جيرانهم احياناً وترسلهم للعمل القسري في بومباي، وتختار من بينهم من تدخلهم سوق الدعارة. والراجح ان التقاليد المستمرة تساعد على نمو هذه الظاهرة، فانجاب الفتاة يعادل العار بحسب التقاليد، وهي تمارس اشغالاً شاقة. وكانت التقاليد تقضي بمنح الوجهاء وعلية المجتمع عشرات الفتيات اللواتي يعملن في القصور والبيوت الغنية ويحققن رغبات هذا الوجيه او ذاك والضيوف او الموظفين الكبار في قصره. ولعل ازدياد الفقر يدفع احياناً بعض العائلات المنهارة الى بيع بناتها القاصرات كحل وحيد لانقاذ العائلة. وقد يبادر الأب نفسه الى بيع ابنته ليحل مشاكل الآخرين في الاسرة ما دام انه في الاصل لم يكن يتمنى ان ينجب طفلة ويلعن حظه العائر من جراء انجابها. وما دام ان احداً لا يعاقبه على فعلته! الانترنت لا تلخص الامثلة السابقة كل ابعاد هذه القضية وان كانت تشير الى حجمها المرعب خصوصاً في آسيا حيث تذكر التقديرات ان الاتجار بالأطفال واستخدامهم في سوق الدعارة تشمل مئات الآلاف من الفتيات والفتيان القاصرين. ووصل امتداد هذه الظاهرة الى شبكة "انترنت"، ودخلت في برنامج شبكات الهاتف الجنسية المعروفة باسم "الشبكات الوردية"، وهو أمر تعرفه السلطات الاوروبية والاميركية التي تملك اسلحة قانونية فعالة تتيح لها وضع حد لهذه الممارسات لو ارادت ان تضع حداً لها. مؤتمر ستوكهولم ولمواجهة هذه الآفة العالمية وتلكؤ الحكومات المختلفة، عمدت منظمة "اليونيسف" بالاشتراك مع الحكومة السويدية الى تنظيم مؤتمر دولي عقد الاسبوع الماضي لهذه الغاية في ستوكهولم، وشارك فيه اكثر من ألف مندوب يمثلون 126 بلداً، وحضره 50 وزيراً وممثلون لمنظمات حكومية وغير حكومية. وناقش هؤلاء خلال 4 أيار 26 - 31 آب الماضي عناوين متصلة باستخدام الاطفال لغايات جنسية وتهريبهم وبيعهم وتصويرهم في افلام إباحية. ومن حسن حظ المؤتمرين ان كشف قضية "الوحش" البلجيكي تزامنت مع انعقاد المؤتمر، الامر الذي ادى الى تسليط الاضواء العالمية على جلساته ومداولاته، وبالتالي كشف الجرائم التي ترتكب في حق الاطفال في كثير من دول العالم. ما يعني ان فضيحة بلجيكا لم تحجب الحجم الضخم لهذه القضية وأبعادها العالمية. واذا كان مؤتمر ستوكهولم انعقد بالاستناد الى ميثاق حقوق الطفل الذي اقرته الاممالمتحدة بالاجماع في العام 1989، وهو ينص على حماية الاطفال من كل اشكال العنف بما فيها العنف الجنسي، فإن المؤتمر الاخير يشكل خطوة متقدمة على طريق مكافحة دعارة الاطفال في القارات الخمس وذلك للأسباب الآتية: 1- تمكن المؤتمر من فتح اعين الرأي العام على فظائع تجارة الاطفال. 2- اتخذ المؤتمر اجراءات ملموسة للتعاون الدولي في مكافحة هذه التجارة، وذلك من خلال انشاء بنوك للمعلومات قبل العام 2000 تهتم بالتحقيق في مصير الاطفال المهددين بالانخراط في اسواق الدعارة وبالشبكات التي تسخرهم لممارسة الجنس. 3- اتخذ المؤتمر مقترحات لحماية العائلات وأطفالها في المناطق التي تنتشر فيها هذه الظاهرة. ونبه الى ضرورة شمول الوقاية المجالات السياحية والتربوية، مشدداً على توافر ارادة سياسية دولية لمكافحة هذه الظاهرة. 4- ركز المؤتمر على حماية الاطفال من خلال قوانين وعقوبات صارمة تشمل المسؤولين عن تجارة الجنس والزبائن والوسطاء والمتورطين ومنتجي الافلام الاباحية. 5- شدد المؤتمر على تشكيل وحدات خاصة بمكافحة دعارة الاطفال في العالم. 6- ركز على انشاء مراكز لاعادة تأهيل الضحايا ومعالجتهم طبياً ونفسياً وتوفير بدائل اخرى لاعادة دمجهم في المجتمع. لكن هذه الانجازات على اهميتها تظل قاصرة عن ايجاد العلاج الجذري للأسباب العميقة التي تؤدي الى انتشار هذه الظاهرة، ومن بينها الفقر والتدفق السياحي الغربي على البلدان المتخلفة لأسباب جنسية، وارتباط الظاهرة بمصالح وشبكات دولية، وبمنتجي الافلام الاباحية وموزعيها الذين يحققون ارباحاً طائلة تقدر بمليارات الدولارات. قد يكون مؤتمر ستوكهولم خطوة كبيرة على طريق مكافحة دعارة الاطفال الدولية لكنها خطوة على طريق الألف ميل وصولاً الى تفكيك "لوبي الجنس الدولي" الذي تختلط فيه وتتشابك مصالح معقدة على امتداد القارات الخمس.