} بيروت - "الحياة" - يتراوح عدد الفتيات القاصرات الموقوفات اللواتي يقضين فترة محكوميتهن في سجون لبنان المخصصة للإناث وهي أربعة، ما بين 25 و35 فتاة على مدار السنة وذلك بتهم غالبيتها، الدعارة والسرقة. ويشير مسؤول أمني الى أن الأجهزة الأمنية المعنية غالباً ما تترك الفتاة الموقوفة بسند تعهد من الأهل إذا كانوا موجودين. لكن ما يدفع بالفتاة القاصر الى الانحراف حال واحدة: تفكك العائلة والاهمال. "نسرين" موقوفة بتهمة ممارسة الدعارة، هي اليوم في منتصف العشرينات، كانت تعرضت لاعتداء جنسي وهي في سن الخامسة عشرة في احدى قرى الجنوب، فهربت من المنزل، ووقعت ضحية احدى مديرات شبكات الدعارة التي اوهمتها بأنها ستؤمن لها عملاً في مطعم، فكان أن اعتدي عليها مرة أخرى وشغلت في أحد البارات، الا ان الاعتداء أدى الى حملها، وحين وضعت سفاحاً أخذ الوليد منها ولم تره أبداً، وظلت تعمل في البار الى ان ضبطت بجرم الدعارة وسجنت. وحين غادرت السجن، أغراها أحد مديري البارات بالمال الوفير ان هي وقعت "عقد عمل" معه، واكتشفت لاحقاً انه تضمن بنداً يجعلها رهينة هذا الشخص مدى الحياة بسبب الأموال المتوجبة عليها في حال أخلّت بالعقد. داخل عدد كبير من البارات، ولا سيما الموزعة في جبل لبنان، غرف سرية تمارس فيها الدعارة، وبين المومسات عدد من القاصرات غير المصرح عنهن للأجهزة الأمنية، وثمة غير لبنانيات، وانما عربيات اغرين في بلدهن بالعمل في لبنان بمهن شريفة، الا انهن وقعن ضحايا شبكات دعارة التقطت لهن صوراً في أوضاع مشينة وهددتهن بنشرها في قراهن في البلد الذي أتين منه ان حاولن الهرب. وفي أرشيف مخافر بيروت وجبل لبنان قصص عن فتيات لم تتجاوز أعمارهن 18 سنة يملكن شققاً وحسابات في المصارف ولديهن خدم أيضاً. وفي الممارسات السائدة ان "تسعيرة" ممارسة الجنس مع فتاة عذراء يتراوح عمرها بين 14 و15 عاماً قد تتجاوز خمسة آلاف دولار ليخفض المبلغ بعد ذلك الى 500 وألف دولار استناداً الى مقاساتها الجمالية. ولا يقتصر عمل الفتاة على الغرف السرية في البارات، إذ تلجأ شبكات الدعارة الى الشقق المفروشة خوفاً من الملاحقة والى تأجير الفتيات الى زبائن في الفنادق. لكن ما يلفت في حكايا القاصرات انهن دائماً الملاحقات من قبل الأجهزة الأمنية في حين ان مرتكب الفعل، ودائماً هو الرجل في منأى عن التعقب، لأن مفهوم الدعارة، كما قال المسؤول الأمني، ان الفتاة تتقاضى عنه أجراً لذلك هي المذنبة!