تعمل اسرائيل منذ مدة على تنفيذ برنامج مشترك مع الولاياتالمتحدة لتطوير نظام صاروخي متقدم مضاد للصواريخ بهدف توفير القدرة للقوات الاميركية والاسرائيلية على مقاومة الهجمات الصاروخية الباليستية اعتباراً من اواخر هذا العقد. وهي تتفاوض حالياً مع بريطانيا لاقناعها باختيار طراز اسرائيلي جديد من الصواريخ جو - أرض الهجومية البعيدة المدى لتزويد سلاح الجو الملكي البريطاني حاجاته منها خلال القرن الواحد والعشرين. بينما تواصل الصناعات العسكرية الاسرائيلية توفير المعدات والخبرات والمساعدات التقنية المتنوعة للصين لتحديث ترسانتها العسكرية. وتفوز هذه الصناعات في الوقت نفسه بالمزيد من العقود مع دول في اوروبا الوسطى والشرقية والعالم الثالث لتحديث الاسلحة السوفياتية الصنع وإعادة تأهيلها بهدف اطالة حياتها العملية، بينما تستخدم قوات حوالي خمسين دولة اسلحة ومعدات عسكرية اسرائيلية الصنع. وبشكل عام يعتبر قطاع الانتاج العسكري احد اهم قطاعات الاقتصاد الاسرائيلي وأكثرها حيوية، لا من حيث مردوداته المالية فحسب، بل وبفضل ما يؤمنه لاسرائيل من منافع سياسية واستراتيجية لا يمكن التقليل من اهميتها بالنسبة إلى شبكة العلاقات والتحالفات الدولية التي تحرص الدولة العبرية تقليدياً على الاحتفاظ بها وتنميتها. يعود الموقع الاسرائيلي المتقدم في انتاج الاسلحة وتصديرها إلى بدايات متواضعة جداً لم تتجاوز في مراحلها الاولى ورش الجيش الاسرائيلي التي كانت تقوم باصلاح الاسلحة المستخدمة القديمة وإعادة تأهيلها تمهيداً لبيعها في الاسواق الخارجية. وفي معظم الاحيان، كانت تلك الاسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، ومن المعدات التي حصل الاسرائيليون عليها في مرحلة انشاء الدولة العبرية على ارض فلسطين وأثناء السنوات الاولى التي تلت قيامها. وبالتالي، كان بيع تلك الاسلحة يتم بأسعار زهيدة، وغالباً إلى دول صغيرة وفقيرة غير قادرة على الحصول على حاجاتها الدفاعية بواسطة شراء اسلحة جديدة من مصادر انتاجها مباشرة، او إلى دول تعاني عزلة سياسية او اقتصادية. وفي الواقع، سرعان ما تحولت اسرائيل إلى واحدة من اهمل الدول الناشطة في مجال تصدير الاسلحة القديمة والمستخدمة خلال الخمسينات والستينات، واكتسبت منذ ذلك الوقت اسواقاً تقليدية في بلدان العالم الثالث، خصوصاً في اميركا اللاتينية وافريقيا وجنوب شرقي آسيا، وهي اسواق لا تزال الصادرات العسكرية الاسرائيلية تتمتع فيها حتى الآن بموقع بارز، إلى جانب الاسواق الجديدة في اوروبا وأميركا، ومع دول صناعية رئيسية ومتقدمة. والواضح ان اسرائيل علّقت منذ البداية اهمية استثنائية على تصدير الاسلحة واعتبرتها اداة رئيسية في سياستها الخارجية. فالاقتصاد الاسرائيلي كان في حاجة ماسة إلى المداخيل الناجمة عن الصادرات العسكرية، خصوصاً لجهة تحسين الميزان التجاري وتقليص العجز المزمن فيه، وتوفير العملة الصعبة. لكن الفوائد الناجمة عن تصدير الاسلحة والخدمات العسكرية لم تكن مقتصرة على الجوانب التجارية والمالية والصناعية فحسب، بل انها تجاوزت ذلك دائماً إلى صميم السياسة الاسرائيلية وعلاقاتها الخارجية، فبطبيعة الحال كان من شأن التعاون التسليحي والامني مع دول خارجية ان يوفر لاسرائيل فرصاً لبسط نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري، خصوصاً في صفوف المؤسسات العسكرية والامنية في تلك الدول. بل ان الاوساط الاسرائيلية الحاكمة كانت تنظر تقليدياً إلى العلاقات العسكرية كدليل إلى مدى نجاح اسرائيل في توثيق علاقاتها الخارجية. ومع تطور القاعدة الصناعية الاسرائيلية نفسها ودخولها في أطر تعاون انتاجي وبحثي مع المؤسسات الصناعية في الدول الكبرى، ولا سيما الولاياتالمتحدة، استطاعت اسرائيل الدخول إلى ميادين جديدة في المجالات الخاصة بالتكنولوجيات الحديثة والمتقدمة. وتعكس الارقام المتوافرة عن تنامي حجم حركة الصادرات العسكرية الاسرائيلية خلال العقود الاربعة الماضية مدى التقدم الذي حققته اسرائيل خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً. فبينما لم يكن مجمل حجم هذه الحركة يتجاوز مبلغ 50 مليون دولار كمعدل سنوي خلال الستينات، ارتفع هذا المعدل خلال النصف الاول من السبعينات بنسبة الضعف تقريباً ليصل إلى حوالي 100 مليون دولار سنوياً. ثم بدأت هذه الحركة بتحقيق قفزات ملموسة اعتباراً من النصف الثاني من السبعينات، حيث وصل حجم الصادرات العسكرية الاسرائيلية في عام 1976 إلى 200 مليون دولار، وارتفع مجدداً في العام الذي تلاه إلى نحو 320 مليون دولار، وتضاعف في اواخر السبعينات ليصل في عام 1979 إلى نحو 600 مليون دولار. واستمرت نجاحات اسرائيل في هذا المضمار خلال الثمانينات، فبلغ حجم صادراتها العسكرية في عام 1980 نحو 750 مليون دولار. وتجاوز ذلك المبلغ للمرة الاولى في عام 1981 حاجز البليون دولار، ليصل في عام 1982 إلى نحو 1.25 بليون دولار، واستقر منذ ذلك الحين على معدل وسطي يتراوح بين بليون و1.2 بليون دولار سنوياً على امتداد الثمانينات. اما منذ مطلع التسعينات، وعلى رغم غياب الاحصاءات الرسمية الدقيقة، فإن حجم حركة الصادرات العسكرية الاسرائيلية إلى الخارج يقدر عموماً بين 1.3 و1.5 بليون دولار سنوياً، في الوقت الذي تأمل فيه اسرائيل برفعه إلى نحو بليوني دولار سنوياً بحلول اواخر هذا العقد ومطلع القرن المقبل، لتكرس بذلك موقعها على قائمة الدول العشر الرئيسية الاولى المصدّرة للسلاح في العالم. ولا تقتصر حركة الصادرات العسكرية الاسرائيلية إلى الخارج على بيع الاسلحة الاسرائيلية الصنع فحسب، بل تندرج في هذا الاطار شبكة واسعة ومتشعبة من أنماط التعاون التسليحي والامني والانتاجي والتكنولوجي والأبحاثي القائمة بين اسرائيل والكثير من الدول. أميركا اللاتينية شكلت دول القارة الاميركية اللاتينية تاريخياً اسواقاً تقليدية للأسلحة الاسرائيلية منذ الخمسينات عندما بدأت القوات الاسرائيلية الاستغناء عن الاسلحة القديمة وتحويلها إلى ورش الجيش الاسرائيلي والى مؤسسات التصنيع العسكري الناشئة لاصلاحها وإعادة تأهيلها ومن ثم بيعها في الاسواق الخارجية، وبالذات إلى دول اميركا الوسطى والجنوبية. واحتفظت اسرائيل منذ ذلك الوقت بهذا الموقع المتميز في اسواق السلاح الاميركية اللاتينية، وهي لا تزال في مقدمة الدول المصدرة للأسلحة إلى دول رئيسية في هذه القارة مثل: - الارجنتين: حصلت القوات الجوية الارجنتينية من اسرائيل في اواخر السبعينات ومطلع الثمانينات على 42 طائرة مقاتلة من طراز "نيشر" التي يطلق عليها في الارجنتين اسم "داغر"، وهي مقاتلات تم انتاجها في اسرائيل بالاعتماد على تصميم المقاتلة الفرنسية "ميراج -5". وتبع ذلك حصول سلاح الجو الارجنتيني على 22 مقاتلة فرنسية الصن من طراز "ميراج -3" كانت تعمل سابقاً في سلاح الجو الاسرائيلي قبل استغنائه عنها في مطلع الثمانينات. وخلال الفترة نفسها، اتفقت اسرائيل والارجنتين على شراء هذه الاخيرة 24 قاذفة اميركية من طراز "أ - 4 سكاي هوك" كان سلاح الجو الاسرائيلي قرر استبعادها من الخدمة في صفوفه، لكن تلك الصفقة اصطدمت بمعارضة الولاياتالمتحدة التي كانت فرضت حظراً على تصدير السلاح إلى الارجنتين في اعقاب حربها مع بريطانيا على جزر "الفوكلاند" في عام 1982، ما أدى إلى صرف النظر عنها. لكن التعاون العسكري الاسرائيلي - الارجنتيني ظل قائماً طيلة السنوات الماضية، وكان من أبرز جوانبه قيام الصناعات الجوية الاسرائيلية بتحويل طائرتين اميركيتي الصنع من طراز "إلكترا" كانتا تعملان في سلاح الجو الارجنتيني في مهمات النقل الثقيل إلى طائرتي رصد وإنذار جوي مبكّر أواكس، وتحويل 3 طائرات نقل ثقيلة نفاثة من طراز "بوينغ - 707" إلى مهمات الرصد والاستطلاع والتنصت الالكتروني، وطائرتين أخريين من الطراز نفسه إلى مهمات التموين الجوي بالوقود طائرات صهريج. كما باعت اسرائيل الارجنتين، خلال فترات متعاقبة، اسلحة اخرى اشتملت على 4 زوارق دورية من طراز "دبّور"، و24 راجمة صاروخية من طراز "مار" عيار 290 ملم، وصواريخ جو - جو من طراز "شفرير" لتسليح مقاتلات "نيشر" داغر و "ميراج -3" العاملة لديها، وبنادق آلية من طراز "جليل" عيار 5.56 ملم، ورشيشات "عوزي" عيار 9 ملم، إلى جانب معدات رادارية والاكترونية متنوعة. ومن بين اهم اوجه التعاون العسكري القائم حالياً بين البلدين المساعدة التي تقدمها الصناعات الجوية الاسرائيلية إلى نظيرتها الارجنتينية في برنامج تطوير طائرة التدريب والمساندة النفاثة الجديدة "بامبا" التي بدأ انتاجها لحساب سلاح الجو الارجنتيني اخيراً، والتي تحاول بيونس إيرس إقناع اسرائيل باعتمادها لتزويد سلاح الجو الاسرائيلي بحاجاته المستقبلية من طائرات التدريب والمساندة عندما يحين موعد استبدال طائرات "تزوكيت" وهي طائرات اسرائيلية مطورة عن الطائرة الفرنسية "فوغا ماجستير" التي انتجتها اسرائيل محلياً بموجب ترخيص في الستينات العاملة حالياً في هذه المهمات، على ان يتم انتاج الطائرة "بامبا"، في حال اختيارها، على يد الصناعات الجوية الاسرائيلية بترخيص ارجنتيني رسمي، حيث يقدر ان يصل العدد الذي سيحتاجه سلاح الجو الاسرائيلي منها خلال السنوات العشر القادمة إلى نحو 100 طائرة. - تشيلي: التي تشكل منذ فترة طويلة زبوناً عالمياً رئيسياً لاسرائيل في مجال التسلح والتعاون الامني والتكنولوجي. وتعتمد القوات التشيلية منذ السبعينات على الاقل على العتاد الاسرائيلي. كما تعتمد الصناعات العسكرية التشيلية بشكل وثيق على الدعم التكنولوجي والانتاجي الذي تحصل عليه من نظيرتها الاسرائيلية، في حين عملت هذه الاخيرة على تطوير طرازات عدة من الاسلحة الجديدة بناء على طلبات محددة من جانب سانتياغو. ومن بين أهم برامج التعاون التي تم تنفيذها بين البلدين اخيراً قيام الصناعات الجوية الاسرائيلية بمساعدة تشيلي على تحويل ما كان لديها من مقاتلات فرنسية الصنع من طراز "ميراج - 50" إلى مقاتلات من طراز "بانتيرا"، وهي عملياً نسخة عن مقاتلات "كفير" الاسرائيلية، حيث تشكل 16 طائرة من هذا النوع حالياً عماد القوة الجوية القتالية التشيلية. كما زودت اسرائيل سانتياغو طائرة رصد وإنذار جوي مبكر أواكس من طراز "فالكون"، وهو طراز طورته الصناعات الجوية الاسرائيلية خصيصاً لسلاح الجو التشيلي، ويتألف من هيكل معدل لطائرة النقل الثقيلة النفاثة "بوينغ - 707" مزود بأنظمة رصد واستطلاع رادارية بعيدة المدى. وحصل سلاح الجو التشيلي ايضاً على طائرتي "بوينغ - 707" تم تحويلهما إلى مهمات التموين الجوي بالوقود، و3 طائرات نقل وارتباط من طراز "عرافا"، وطائرتي نقل حكومي من طراز "وست ويند"، وصواريخ جو - جو من طراز "شفرير"، بينما كانت تشيلي من بين اوائل الدول التي حصلت على صواريخ جو - جو اسرائيلية متطورة من طراز "بايثون" وكذلك على صواريخ "غابرئيل"، المضادة للسفن، وعلى طائرات موجهة عن بعد من دون طيار من طراز "سكاوت". وعلى الصعيد البري، يعتمد الجيش التشيلي على 120 دبابة من طراز "م - 51 سوبر شيرمان" التي طورتها اسرائيل عن الدبابة الاميركية "م - 4 شيرمان"، و24 مدفع ميدان من طراز "سولتام م - 71" عيار 155 ملم، و30 مدفعاً مضاداً للطائرات ذاتي الحركة من طراز "ت. سي. م - 20" عيار 20 ملم، وهاونات من عيار 81 ملم و120 ملم، وقواذف صاروخية مضادة للدورع من طراز "ب - 300" عيار 82 ملم، وصواريخ مضادة للدروع من طراز "ماباتس" هي نسخة مطورة عن الصاروخ الاميركي "تاو"، إلى جانب بنادق الاقتحام الآلية "جليل" عيار 5.56 ملم، ورشيشات "عوزي" عيار 9 ملم. اما على صعيد القوات البحرية، فقد زودت اسرائيل تشيلي زورقين هجوميين صاروخيين من فئة "ريشيف"، وزورقين آخرين من فئة "ساعر"، و6 زوارق دورية من فئة "دبور"، في حين ستكون البحرية التشيلية الاولى خارج اسرائيل التي ستبدأ استخدام نظام الدفاع الجوي الجديد "باراك"، وهو نظام صاروخي مضاد للطائرات وللصواريخ معد لتجهيز القطع القتالية البحرية ويعتبر من بين الاحدث من نوعه في العالم حالياً. - الإكوادور: تعتبر الإكوادور بدورها من الدول الرئيسية المستوردة للأسلحة والمعدات العسكرية الاسرائيلية، إلى جانب انها كانت الدولة الاولى التي اوصت على مقاتلات "كفير" التي يعمل منها حالياً 13 طائرة لدى سلاحها الجوي. وتم تسليحها بصواريخ جو - جو اسرائيلية من طرازي "شفرير" و "بايثون" الاكثر تطوراً. كما حصلت على 8 طائرات من طراز "عرافا" وعلى صوايخ "غابرئيل" و12 مدفع هاون ثقيل من طراز "سولتام - 160". - كولومبيا: التي كانت الدولة الثانية بعد الاكوادور في طلب المقاتلة "كفير" حيث تعمل منها حالياً 14 طائرة في سلاحها الجوي، إلى جانب صوارخ جو - جو "شفرير"، و3 طائرات نقل وارتباط من طراز "عرافا". كما تستخدم القوات المسلحة وقوات الامن الكولومبية رشيشات "عوزي" الاسرائيلية على نطاق واسع. فنزويلا: تضمنت صادرات الاسلحة الاسرائيلية إلى فنزويلا 20 راجمة صاروخية من طراز "لار" و24 قاذف اطلاق صواريخ مضادة للدورع من طراز "ماباتس" و100 مدفع هاون خفيف وبنادق "جليل" ورشيشات "عوزي"، و7 طائرات نقل وارتباط "عرافا"، و3 طائرات نقل حكومي "وست ويند"، إلى جانب قيام الصناعات الجوية الاسرائيلية بتحويل طائرتي نقل من طراز "بوينغ - 707" إلى مهمات التموين الجوي بالوقود. آسيا والشرق الأقصى اتسع حجم الانتشار العسكري والتسليحي الاسرائيلي في القارة الآسيوية، خصوصاً الشرق الاقصى، خلال العقدين الماضيين، وأصبحت اسرائيل من الدول البارزة جداً في مجال توريد الاسلحة والخبرات العسكرية إلى تلك المنطقة. اما اهم اوجه هذا النشاط الاسرائيلي فيمكن تحديدها كما يأتي: الصين: على رغم النفي الشديد الذي تكرره الصين واسرائيل منذ سنوات حول وجود تعاون عسكري بينهما، فإن المصادر تكاد تجمع على ان البلدين يرتبطان منذ مطلع الثمانينات على الاقل بعلاقات وثيقة في هذا الميدان، وان ظلت محاطة بستار كثيف من الكتمان. والأمير الثابت تقريباً حتى الآن ان الصين اعتمدت بدرجة كبيرة على الدعم الاسرائيلي في تطوير عدد من الاسلحة الجديدة ولا يزال هذا التعاون مستمراً، ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل زودت الصين تكنولوجيا مدافع الدبابات من طراز "فيكرز ل - 7" عيار 105 ملم لتسليح الدبابات الصينية من طراز "تايب - 69" عوضاً عن المدافع السوفياتية القديمة من عيار 100 ملم التي كانت تزود الدبابات الصينية الاقدم عهداً من طراز "تايب - 59"، والتي كانت اساساً نسخة عن الدبابة السوفياتية "ت - 54/ 55". وتسلح المدافع نفسها وهي في الاصل تصميم بريطاني اعتمدته اسرائيل منذ اوائل السبعينات لتسليح الدبابات العاملة في قواتها الدبابة الصينية الجديدة "تايب - 80/ 85". المزودة ايضاً أنظمة رؤية وتهديف وقيادة انتجتها الصين بالتعاون مع اسرائيل. ويعتقد ايضاً ان الصين اعتمدت على المساعدة الاسرائيلية في تصميم مدفعها الميداني الجديد من عيار 155 ملم، الذي يتشابه إلى حد بعيد مع المدفع الاسرائيلي "سوتام م - 71" عيار 155 ملم، وكذلك في تصميم الذخائر الخاصة به. وينطبق الامر نفسه على الصاروخ الصيني المضاد للدروع "ه. ج - 8" المشابه للصاروخ الاسرائيلي "ماباتس" المطور عن الصاروخ الاميركي م/ د الشهير "تاو". وهناك ايضاً قدر لا يستهان به من التكنولوجيا الاسرائيلية في تصميم صواريخ "سي - 601" و "سي - 801"، وهي صواريخ سطح - سطح مضادة للسفن بدأت الصين انتاجها خلال اواسط الثمانينات، وكذلك الامر بالنسبة إلى صواريخ جو - جو "ب. ل - 5" التي يفترض ان الاعتماد في تصميمها كان على اساس الصاروخ الاسرائيلي "شفرير"، والصاروخ الجديد "ب. ل - 8" الذي تفيد المعلومات ان الصين صممته بالاستفادة من التكنولوجيا الاسرائيلية المستخدمة في الصاروخ "بايثون". وهناك حالياً معلومات، أكدتها مصادر الاستخبارات الاميركية، عن تعاون صيني - اسرائيلي في برنامج تعمل بكين على تنفيذه منذ مدة لتطوير طائرة مقاتلة قاذفة جديدة باسم "ف - 10" تعتمد على النواحي التكنولوجية والايروديناميكية والانظمة الرادارية والالكترونية التي كانت اسرائيل تنوي استخدامها في انتاج المقاتلة "لافي" قبل ان يتم الغاؤها في اواخر الثمانينات، إلى جانب تعاون مماثل في برنامج صيني لتطوير عائلة جديدة من الصواريخ الباليستية ارض - ارض بتمويل ايراني. وكذلك معلومات عن اتجاه الصين إلى اختيار الطائرة الاسرائيلية "فالكون" لتشكيل قوة رصد وإنذار استراتيجي جوي خاصة بها. وعلى رغم عدم الاعلان رسمياً عن اي تعاون تسليحي او تكنولوجي بين الصين واسرائيل، فإن القيمة المقدرة لحجم هذا التعاون خلال السنوات العشر الماضية تبلغ بلايين عدة من الدولارات. تايوان: اذا كان التعاون العسكري بين الصين واسرائيل ظل محاطاً بالتكتم الرسمي، فإن ذلك لا ينطبق على التعاون التقليدي الوثيق الذي يربط بين اسرائيل وتايوان، وهو تعاون يتشابه في الكثير من وجوهه مع التعاون بين بكين وتل أبيب. اذ يستخدم سلاح الجو التايواني حالياً صواريخ "شفرير" و "بايثون" الاسرائيلية لتسليح طائراته المقاتلة. وتزود صواريخ "غابرئيل" المضادة للسفن البحرية التايوانية، ويتم انتاجها هناك بترخيص رسمي تحت اسم "هسيو فنغ - 1"، وبطرازين احدهما يستخدم انطلاقاً من السفن، والثاني انطلاقاً من قواعد ساحلية. وتنتج تايوان بترخيص ايضاً زوارق الدورية "دفورا" تحت اسم "هاي او"، وتستخدم بحريتها 50 زورقاً من هذه الفئة حالياً، في حين ستبدأ في الحصول قريباً على انظمة دفاع جوي اسرائيلية من طراز "باراك" لتزويد سفنها القتالية قدرة صاروخية مضادة للطائرات وللصواريخ. كما ساعدت اسرائيل تايوان على تطوير دباباتها الاميركية الاصل من طراز "م - 48 باتون" وادخال تعديلات عليها بما في ذلك تزويدها مدافع "ل - 7" عيار 105 ملم وانظمة قيادة وتهديف وتحكم بالرمي اسرائيلية الصنع، وذلك في الوقت الذي توفر فيه الصناعات الجوية الاسرائيلية مساعدات وخبرات تكنولوجية لنظيرتها التايوانية في انتاج مقاتلتها المعروفة باسم "تشينغ كو" التي يتم تزويد سلاح الجو التايواني بها تباعاً وفي تحديث مقاتلات "ف -5 تايغر" الاميركية التي تعمل في صفوف ذلك السلاح منذ سنوات. سنغافورة: وهي بدورها من الدول الآسيوية التي تعتبر علاقاتها التسليحية والامنية باسرائيل متميزة إلى حد كبير، وتعود في بداياتها إلى مطلع السبعينات حين زودت اسرائيل الجيش السنغافوري الناشئ آنئذ 125 دبابة قتال خفيفة فرنسية الصنع من طراز "أ. م. اكس - 13" بعدما استغنى عنها الجيش الاسرائيلي. وتقوم الشركة "إلبيت" الاسرائيلية بتنفيذ برنامج لحساب سلاح الجو السنغافوري لتحديث 48 مقاتلة اميركية الصنع من طراز "ف - 5 تايغر". كما اعتمدت الصناعات الجوية السنغافورية قبل ذلك على تعاونها مع الصناعات الاسرائيلية لتحديث 88 قاذفة اميركية من طرز "أ - 4 سكاي هوك" تعمل حالياً لدى القوات السنغافورية. وتشتمل قائمة الاسلحة الاسرائيلية التي تعمل لدى القوات السنغافورية بفروعها البرية والجوية والبحرية حالياً على 38 مدفع ميدان من طراز "سولتام م - 68" من العيار نفسه، و12 مدفع هاون ثقيل من طراز "سولتام م - 71" عيار 155 ملم، و12 مدفع ميدان "سولتام - 160" عيار 160 ملم، و50 هاوناً من طراز "سولتام -120" عيار 20 ملم، وصواريخ جو - جو من طرازي "شفرير" و "بايثون"، وصواريخ سطح - سطح وجو - سطح مضادة للسفن من طراز "غابرئيل"، وطائرات من دون طيار من طراز "سكاوت"، وأنظمة دفاع جوي مضادة للطائرات وللصواريخ من طراز "باراك"، اضافة إلى طائرتي صهريج م طراز "بيونغ - 707" وطائرتي صهريج من طراز "سي - 130 هيركوليس"، تم تحويلها إلى مهمات التموين الجوي بالوقود على يد الصناعات الاسرائيلية لحساب سلاح الجو السنغافوري. تايلاند: اشترت تايلاند خلال العقد الماضي اسلحة ومعدات اسرائيلية زادت قيمتها عن 500 مليون دولار، وتضمنت 32 مدفع ميدان من طراز "سولتام م - 71" جو - جو من طرازي "شفرير" و "بايثون"، وصواريخ جو - جو من طرازي "شفرير" و "بايثون"، وصواريخ سطح - سطح مضادة للسفن من طراز "غابرئيل"، و4 زوارق دورية من فئة "دبور"، وطائرات استطلاع من دون طيار من طراز "سكاوت"، وبنادق "جليل" ورشيشات "عوزي". ويتفاوض الجانبان حالياً في شأن تكليف الصناعات الجوية الاسرائيلية تنفيذ برنامجاً لتحديث 44 مقاتلة اميركية الصنع من طراز "ف - 5 تايغر" تعمل حالياً في صفوف سلاح الجو التايلاندي وتزويدها أنظمة رادارية والكترونية جديدة من صنع اسرائيلي. الفيليبين: تستخدم القوات المسلحة الفيليبينية حالياً 12 مدفع ميدان اسرائيلي الصنع من طراز "سولتام م - 68" عيار 155 ملم، وزوارق دورية من فئة "دبور" وصواريخ جو - جو من طراز "شفرير"، وبنادق آلية من طراز "جليل"، ورشيشات من طراز "عوزي" كما تدرس قواتها الجوية منذ مدة امكان شراء 18 طائرة مقاتلة اسرائيلية من طراز "كفير" في صفقة قد تصل قيمتها الاجمالية إلى نحو 300 مليون دولار. سريلانكا: التي تعتمد قواتها بدرجة كبيرة على المعدات والمساعدات العسكرية التي تحصل عليها من اسرائيل، خصوصاً في الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات مع مقاتلي "نمور التاميل" الانفصاليين. ومن أهم هذه المعدات 8 مقاتلات "كفير" حصلت سريلانكا عليها في وقت سابق من هذا العام و14 زورق دورية من فئة "دفورا" وأسلحة خفيفة ومتوسطة متنوعة.