صدر في الجزائر كتاب "أريج قرطاج/ شعريات تونسية" للروائي والناقد التونسي فوزي الديماسي وهو عبارة عن مختارات من الشعر التونسي الحديث، أنجزها الديماسي بطلب من جمعية "بيت" التي يرأسها الشاعر أبو بكر زمّال وبإشراف وزارة الثقافة الجزائرية إحتفاء بالجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007 . والكتاب واحد من سلسلة أنطولوجيات سعت جمعية"بيت"إلى إنجازها بالتعاون مع عدد من الكتّاب العرب ومنها كتاب عن قصيدة النثر في مصر أنجزه عماد فؤاد وآخر عن الشعر العراقي و ثالث عن الشعر اللبناني. أثار الكتاب ضجة في تونس منذ أن أعلن الديماسي الأسماء التي وردت في مختاراته ورأى البعض أنه أقصى أسماء فاعلة في الراهن الشعري التونسي ورأى بعض آخر أن لا يمكن روائياً أن يضطلع بمسؤولية الكتابة عن المشهد الشعري التونسي وتكوين مختارات منه، فيما رأى آخرون أن اختيار الأسماء والتجارب تبقى من مقاربة صاحب الكتاب ولا أحد يمكن أن يجادله في ذلك. واعتمد الديماسي في اختيار الأسماء كما بيّن هو نفسه ثلاثة أركان أساسية هي الجودة والحضور والتراكم. ويرى ان من غير المعقول مثلاً إدراج شاعر لا يملك أكثر من كتاب أو اثنين، وليس عادلاً إدراج أسماء لا تمت للشعر بصلة. ويرى ضرورة إشعاع الاسم وطنياً وعربياً حتى يندرج في هذه الانطولوجيا التي تمثل في النهاية خلاصة بحث وتمحيص ودراسة للراهن الشعري التونسي في كل تمظهراته. يقول الديماسي في مقدمة كتابه معرفاً الشعر:"الشعر فضاء يتضايف فيه المقدس والمدنس، المعلن والمخفي، الممكن والمستحيل والترابي والهلامي، الجميل والقبيح، المعقول واللامعقول، يتداخل فيه الذاتي والموضوعي، وتتقاطع فيه الأزمنة وتنصهر، مطيته في ذلك زاد لغوي متقلب ومتحرك ينشد الشاعر من خلاله لحظة شعرية متفردة، فعلها في المتلقي كفعل السحر في الناس، وديدنه فوق ذلك الرسم بالكلمات على حد تعبير الشاعر نزار قباني..". وعن الأسس التي اعتمدها في اختيار الأسماء يقول:"ومن هذه الزاوية التي كنّا بصدد رصد معالمها سنتعامل مع المدونة الشعرية التونسية التي سنتخير منها الأسماء على أسس ثلاثة هي: التراكم، الجودة، الحضور. ومن الأسماء التي وردت في هذا المنجز الانطولوجي آدم فتحي، أمال موسى، حافظ محفوظ، حياة الرايس، جميلة الماجري، محمد الصغير أولاد احمد، محمد علي الهاني، محمد علي اليوسفي، محمد الغزي، منصف الوهايبي، يوسف رزوقة.