غادة السمّان لا تهدأ، وهي ربّما من أغزر وأخصب الأدباء والأديبات في العالم العربي. فصاحبة "كوابيس بيروت" لا تفرغ من مشروع، إلا لتدخل في آخر. وحين يمرّ ردح من الزمن من دون أن يصدر لها عمل جديد، تطلّ علينا عبر ترجمة جديدة تضاف إلى الترجمات الأخرى التي نقلت إليها كتبها، في لغات عالمية عدّة. بعد رواية "بيروت 75" التي نقلتها نانسي روبرتس إلى الانكليزيّة، وصدرت في الولايات المتّحدة منشورات جامعة أركانساس، تعمل المترجمة نفسها على "القمر المربّع" التي تصدر بالانكليزيّة قريباً. أما "ليلة المليار" فصدرت ترجمتها الايطاليّة أخيراً، وتحمل توقيع المستشرق الشاب كواردو بتيتي الذي سبق له أن أعدّ أطروحته الجامعيّة عن أدب السمّان. ومن ناحية أخرى صدرت الطبعة التاسعة من مجموعتها القصصيّة الشهيرة "ليل الغرباء" عن دار النشر التي تحمل اسمها في بيروت. لكنّ المفاجأة التي تعدّها غادة السمّان لقرّائها، هي في مكان آخر. فالأديبة منكبّّة منذ فترة على وضع رواية جديدة، وقد خرجت منها على ما يبدو بعد طول عذاب، إذ أعادت كتابتها مرّات ثلاث. ولفهم سرّ هذه المعاناة يكفي أن نعرف أنّها رواية عن دمشق مدينة الكاتبة... أي انّها عودة إلى المنزل الأوّل الذي ابتعدت عنه السمّان بعض الشيء، إذ عاشت موزّعة على المدن، وأمضت مرحلة خصبة من مراحل انتاجها في بيروت التي عايشت عصرها الذهبي، وخصّتها بأكثر من قصّة ورواية، واستشرفت انفجارها عشيّة الحرب الأهليّة.