مثلما كان متوقعاً أصدر الرئيس حسني مبارك قراراً بتعيين الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي مفتي الديار المصرية شيخاً للأزهر الشريف، خلفاً للدكتور الشيخ جاد الحق علي جاد الحق الذي توفي الشهر الماضي. وهي المرة الثانية في عهد الرئيس مبارك التي يتم فيها تعيين المفتي شيخاً للأزهر. والدكتور طنطاوي من مواليد 1928 قرية طما بمحافظة سوهاج في صعيد مصر. وكان حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث من كلية أصول الدين في جامعة الأزهر عام 1966. وبدأ عمله مدرساً في كلية أصول الدين 1968 ثم استاذاً مساعداً في جامعة أسيوط 1972 وعميداً لكلية أصول الدين في عام 1976. وتولى عمادة كلية الدراسات الاسلامية والعربية 1986، وهو العام نفسه الذي اختير فيه مفتياً للديار المصرية. ومن أبرز مؤلفاته "التفسير الوسيط للقرآن الكريم" 15 مجلداً، و"بنو اسرائيل في القرآن والسنة"، و"السرايا الحربية في العهد النبوي". ويعد الشيخ طنطاوي من أبرز المفكرين الاسلاميين المستنيرين. وله اجتهادات فقهية مرموقة تتواصل مع اجتهادات شيوخ للأزهر سابقين عليه مثل الشيخ محمود شلتوت والشيخ عبدالوهاب خلاف والشيخ علي الخفيف. ويعتبرون امتداداً لمدرسة الشيخ محمد رشيد رضا صاحب "المنار". وكانت اجتهادات الشيخ طنطاوي حول شرعية شهادات الاستثمار التي تصدرها البنوك، وتحديد مطالع الشهور العربية طبقاً لحسابات علماء الفلك والجغرافيا، وجواز نقل الاعضاء من الموتى الى الأحياء شرط وجود وصية، ورد مسألة ختان الإناث الى رأي الأطباء، وشرعية تنظيم النسل، أثارت جدلاً واسعاً بينه وبين شيخ الأزهر السابق. وكان الشيخ طنطاوي أدان الارهاب الذي تعرضت له مصر في السنوات الأخيرة.