تعقد "جبهة القوى الاشتراكية"، وهي أهم الاحزاب القبائلية، مؤتمرها العام الثاني في تيبازه غرب العاصمة الجزائرية اعتباراً من 13 الشهر الجاري، بحضور حوالى 800 مندوب وعدد من المدعوين، يمثلون احزاباً مغاربية واخرى تنتمي الى "الاممية الاشتراكية" التي تضم بين صفوفها هذه الجبهة ايضاً. ويرأس المؤتمر العام السيد حسين آيت احمد شخصياً، وقد عاد من منفاه الاختياري في سويسرا بعد ان كان فضل الاغتراب مجدداً في اعقاب اغتيال الرئيس محمد بو ضياف قبل حوالى اربع سنوات. وهو الموقف نفسه الذي اتخذه الرئيس السابق احمد بن بله من جراء الحادث ذاته. ويقول السيد مصطفى بو هادف الأمين العام بالنيابة للجبهة ان زعيم الحزب لم يتلق هذه المرة "ضمانات امنية وسياسية لعودته كتلك التي حصل عليها لمناسبة عودته الأولى في 15 كانون الاول ديسمبر 1989". وقد تأخر المؤتمر الثاني سنة كاملة عن موعده القانوني "لعوامل خارجية"، كما ذكر بوهادف ل "الوسط". واللافت ان "الاحزاب المهمة" تتخوف كثيراً من عقد مؤتمراتها، خشية تدخل ايدي السلطة لتحجيم او ضرب القيادات المعارضة لها، فليس غريباً ان تعقد جبهة الانقاذ وحركة الرئيس بن بله اي مؤتمر لهما منذ تأسيسهما، اذا عرفنا ان السيد عبدالحميد مهري الامين العام السابق لجبهة التحرير الوطني سقط وهو على اعتاب المؤتمر السابع للجبهة. فلا غرابة اذن ان يكون اهم سؤال يردده خصوم آيت أحمد وانصاره في الوقت نفسه عشية افتتاح المؤتمر الثاني، هو: "هل يدفع الزعيم القبائلي ثمن تحالفه مع جبهتي التحرير والانقاذ؟ وهل يشكل المؤتمر الثاني لحزبه الفرصة السانحة لتقديم الحساب؟ قبيل انعقاد المؤتمر عادت الصحف الموالية للسلطة الى الحديث مجدداً عن "مجموعة تيزي وزو"، المعارضة لخطّ الثنائي آيت احمد بو هادف". والتي تسعى، حسب هذه المصادر، الى مراجعة النهج الذي سارا عليه، وسألت "الوسط" السيد بو هادف عن هذه "المجموعة" ففسر موقفها ب "الارتباك الحاصل على مستوى قيادة الحزب نتيجة الغياب المفاجئ والطويل لرئيس الحزب وهي حالة لم تكن نتوقعها". هذا الارتباك ادى "بمجموعة تيزي وزو" الى تجميد نشاطها في القيادة. وما يذكر في هذا الصدد ان القيادة المحلية لجبهة القوى الاشتراكية حاولت تجاوز "الارتباك" المذكور، بتناوب عدد من عناصرها على منصب الأمين العام بالنيابة لفترة ستة اشهر لكل واحد منها. وقد تولى فعلاً هذا المنصب اثنان من "الاعضاء المنشقين" هما السعيد خليل وحميد لوناسي، لكن التناوب توقف فجأة بمجيء السيد بو هادف، غير ان معظم المراقبين لا يعير اهتماماً كبيراً لهذه المجموعة التي من المستبعد ان تكون "حصان طروادة" للسلطة داخل المؤتمر الثاني لانصار آيت احمد. وتعتبر جبهة القوى الاشتراكية - بعد الانقاذ - من أكثر الاحزاب ازعاجاً للسلطة نظراً الى صرامة مواقفها وثباتها عليها وأهمية تحالفاتها الداخلية والخارجية. وتتجلى صرامة انصار آيت احمد في الشعار الذي ما انفكوا يرفعونه وهو: "لا للدولة البوليسية، ولا للدولة الاصولية".