شكلت المناورات العسكرية التي نفذتها في الكويت الشهر الماضي وحدات مشتركة من القوات الكويتية والاميركية والبريطانية مناسبة فريدة ظهرت خلالها أنواع من الاسلحة والانظمة القتالية الجديدة التي كانت الكويت تعاقدت على شرائها خلال السنوات الماضية في اطار خططها الهادفة الى اعادة بناء قواتها المسلحة وتحديث معداتها وتعزيز قدراتها. ومع ان هذه المناورات، التي حملت هذا العام اسم "العمل المدمج - 96" واحدة من سلسلة متتابعة من المناورات والتدريبات القتالية المشتركة التي يتم اجراؤها دورياً في الكويت بموجب اتفاقات التعاون الدفاعي والامني الموقعة بينها وبين الدول الحليفة منذ حرب الخليج، فانها حظيت هذه المرة باهتمام خاص من جانب المراقبين العسكريين الذين وجدوا فيها فرصة للاطلاع على مدى التقدم الذي تمكنت القوات الكويتية من تحقيقه على صعيد استيعاب الاسلحة الجديدة واستخدامها عملياً. وتضمنت المناورات تدريبات على أعمال هجومية ودفاعية شاركت فيها وحدات من المشاة والمدرعات والمدفعية والاسلحة الصاروخية والقوات الجوية. واشتملت أنواع الاسلحة الجديدة التي استخدمتها القوات الكويتية على طائرات مقاتلة من طراز "ف - 18 هورنت"، ودبابات من طراز "م - 1 أبرامس"، وعربات قتال مدرعة من طرازي "ووريير" و"ب. م. ب - 3"، وراجمات صاروخية متعددة الفوهات من طراز "سميرش" عيار 300 ملم. وهو ما اثبت تسلم الكويت هذه المعدات الجديدة وادخالها الى الخدمة الفعلية في صفوف قواتها المسلحة. وكانت الكويت عقدت العزم في أعقاب تحريرها من الاحتلال العراقي على تنفيذ برنامج ضخم قدرت تكاليفه الاجمالية بما يزيد على 10 مليارات دولار لاعادة بناء قدرتها الدفاعية وتعزيزها. ويستمر العمل على تنفيذ جوانب هذا البرنامج الشامل الذي تضمّن حتى الآن ابرام صفقات رئيسية مع دول عدة بما فيها الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنساوروسيا ومصر. ومن بين ابرز هذه الصفقات شراء 218 دبابة "م - 1 أبرامس"، بالاضافة الى 40 مقاتلة متعددة الأغراض من طراز "ف - 18 هورنت" اشترتها الكويت قبل الغزو العراقي ولم يبدأ تسليمها الا بعد التحرير، و5 بطاريات صواريخ أرض - جو مضادة للطائرات وللصواريخ من طراز "باتريوت" قرر الكويتيون الحصول عليها لمواجهة خطر الصواريخ أرض - أرض العراقية. كما تم التعاقد مع بريطانيا على شراء 254 عربة قتال مدرعة من طراز "ووريير"، و48 قاذفا لاطلاق صواريخ "ستاربيرست" المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف. وأضيفت هذه المعدات البريطانية الى 12 طائرة تدريب ومساندة هجومية نفاثة من طراز "هوك" و16 طائرة تدريب توربينية من طراز "توكانو" كانت الكويت تعاقدت عليها بدورها قبيل الغزو وتسلمتها في أعقابه. ومن روسيا حصلت القوات الكويتية على 100 عربة قتال مدرعة من طراز "ب. م. ب - 3"، و30 قاذف اطلاق صواريخ مضادة للطائرات تطلق من الكتف من طراز "سام - 18"، و12 راجمة صاروخية من طراز "سميرش" عيار 300 ملم 12 فوهة التي يصل مدى قذائفها الى 70 كلم. وحصلت من مصر على 100 عربة قتال مدرعة من طراز "الفهد" و12 بطارية صواريخ أرض - جو مضادة للطائرات من طراز "أمون". وتم التعاقد مع فرنسا على 8 زوارق هجومية صاروخية من فئة "لاكومباتانت" لاعادة تجهيز سلاح البحرية. وفي الوقت الذي استكملت فيه عمليات تسليم جزء كبير من هذه الاسلحة الجديدة، مثل مقاتلات "ف - 18 هورنت"، وطائرات "هوك" و"توكانو"، ومدرعات "ب. م. ب - 3" و"الفهد"، وصواريخ "ستاربيرست" و"أمون" و"سام - 18"، وراجمات "سميرش"، فان تسليم الجزء الآخر لا يزال مستمراً، كما هي الحال مع دبابات "م - 1 أبرامس" حوالى 100 من أصل 218، وعربات "ووريير" نحو نصف المجموعة الموصى عليها، وصواريخ "باتريوت". اما زوارق "لاكومباتانت"، التي ستزود صواريخ سطح - سطح مضادة للسفن من طراز "اكزوسيت"، فمن المقرر ان يبدأ تسليمها خلال عام 1998. صفقات مرتقبة في هذه الاثناء يتركز الاهتمام على مصير صفقات تسليحية أخرى تعتزم الكويت ابرامها، وأهمها الحصول على دفعة جديدة من الطائرات المقاتلة قد يتراوح عددها بين 24 و40 طائرة. والمرجح ان يقرر سلاح الجو الكويتي شراء المزيد من مقاتلات "ف - 18 هورنت" من الولاياتالمتحدة، علماً بأن فرنسا لا تزال تأمل في ان يقع الخيار على المقاتلة "ميراج - 2000" التي تنتجها شركة "داسو"، خصوصاً ان القوات الجوية الكويتية كانت تعتمد حتى الماضي القريب على مقاتلات "ميراج ف - 1" الفرنسية قبل ان تحل مكانها طائرات "ف - 18" الاميركية. وهناك ايضاً صفقة مهمة اخرى من طائرات هليكوبتر الهجومية لاستخدامها الى جانب 16 طائرة من طراز "غازيل" تعمل حالياً لدى الكويت في المهمات المضادة للدروع والمساندة الميدانية مسلحة بصواريخ من طراز "هوت". وكان الخيار الكويتي رسى أولاً على الهليكوبتر الاميركية "أباتشي" التي اثبتت فاعلية كبيرة ضد الدروع العراقية في حرب الخليج. لكن ذلك تحوّل فيما بعد الى الهليكوبتر "سيكورسكي - 70 بلاك هوك" التي أعرب الكويتيون عن رغبتهم في الحصول على 16 طائرة منها على شكل طراز معدل يجمع بين مهمات النقل والمساندة التي تقوم بها أساساً، والمهمات الهجومية من خلال تزويدها صواريخ جو - أرض مضادة للدروع من طراز "هل فاير" وذخائر اخرى متنوعة. وتم التوصل مع واشنطن الى اتفاق مبدئي على هذه الصفقة، لكن خلافات في وجهات النظر على جوانب تفصيلية فيها تتعلق بالانظمة القتالية والالكترونية والملاحية التي ستزود الطائرات الكويتية بها حالت حتى الآن دون ابرامها رسمياً، الأمر الذي قد يدفع الكويت، في حال عدم التوصل الى تفاهم في شأنها، الى الحصول على حاجتها من هذه الطائرات عن طريق مصادر دولية بديلة. أما الصفقة الثالثة المرتقبة فتهدف الى تعزيز وحدات سلاح المدفعية الذي يتألف حالياً من نحو 60 مدفع ميدان ذاتي الحركة من عيار 155 ملم تضم 24 مدفعاً أميركياً من طراز "م - 109" و36 مدفعاً فرنسياً من طرازي "أ. م. اكس - ف 3" و"أ. م. اكس - جي. سي. ت". ويعتزم الجيش الكويتي في هذا المجال الحصول على نحو 100 مدفع ميدان ذاتي الحركة من طراز متقدم في صفقة يقدر ان تصل قيمتها الى حوالى 300 مليون دولار، وتتنافس على الفوز بها حالياً طرازات عالمية عدة من الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنساوروسيا والصين وجنوب افريقيا. ومن المتوقع ان تحدد الكويت اختيارها من هذه المدافع قريباً على ان يتم التعاقد على شرائها رسميا مطلع العام المقبل