سرق اللاعب الليبيري جورج ويا الأضواء عشية انتهاء السنة الحالية عندما أحرز الكرة الذهبية الأربعين التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول المتخصصة بكرة القدم لأفضل لاعب أوروبي. لكنها هذه السنة اعتمدت صيغة جديدة عندما قررت أن تمنح الجائزة لأفضل لاعب في أوروبا أياً كانت الجنسية التي يحمل. وكانت الجائزة التي حرم منها في السنوات الغابرة مارادونا وروماريو لأنهما غير أوروبيين، من نصيب جورج ويا لاعب آبسي - ميلان. وهكذا دخل الليبيري ويا التاريخ باعتباره أول لاعب غير أوروبي يحرز هذا التقدير العظيم. آلية الاختبار والكرة الذهبية التي انطلقت العام 1956 تأتي عادة تتويجاً لموسم كروي حافل بالانجازات ويشارك في اختيار الفائز خمسون صحافياً من خمسين بلداً اوروبياً يعملون في كبريات الصحف الرياضية ويمنح كل منهم اللاعب الأول الذي يختاره خمس نقاط والثاني أربع نقاط والثالث ثلاث نقاط والرابع نقطتين والخامس نقطة واحدة الخ... وقد تنافس على المراكز الخمسة الاولى جورج ويا الليبيري الذي جاء في المركز الاول برصيد 144 نقطة وتلاه يورغن كلينسمان الالماني 108 وجاري ليتمانن الفنلندي 67 نقطة وأليساندرو دل بيرو الايطالي 57 نقطة وباتريك كلويفرت الهولندي 47 نقطة. والفارق الكبير في النقاط بين الاول والثاني يشير الى ان تكريس ويا جاء بغالبية مريحة. ومن الأسباب التي دعت مجلسة فرانس فوتبول الى توسيع دائرة الاختيار للمرة الأولى منذ انشاء الكرة الذهبية هو ان عدد اللاعبين الافارقة ولاعبي اميركا الجنوبية في الاندية الاوروبية يبلغ 350 لاعباً. والامر لا يقتصر على الكمية فقط بل يتخطى ذلك الى النوعية اذ يتولى عدد لا يستهان به من هؤلاء اللاعبين مهمات رئيسية وحاسمة في المباريات، ولذا لم يعد من الجائز حرمانهم من هذه الجائزة واعتبارهم أغراباً في "القارة العجوز". ومما لا شك فيه ان اختيار ويا جاء انتصاراً مزدوجاً: انتصاراً للاعب فذ يملك لياقة بدنية عالية ومهارات تقنية مميزة وانتصاراً للقارة السمراء التي غزا لاعبوها الاندية الاوروبية واحتلوا موقعاً خاصاً على خريطة الكبار في اللعبة الاكثر شعبية في العالم. ومع ان هذا الاختيار المنطقي والعادل لقي ارتياحاً في أوساط خبراء الكرة وعشاقها فقد أثار بعض الاحتجاجات وهي ردات فعل طبيعية ومتوقعة حيال حدث رياضي بهذا الحجم. وسنحاول ان نختار عينات مما قاله المدراء الفنيون الذين تعاقبوا على تدريب جورج ويا اضافة الى ما قاله اللاعب البلغاري هريستو ستويشكوف صاحب الكرة الذهبية 1994 واللاعب الفرنسي ميشال بلاتيني الذي أحرز هذه الجائزة ثلاث مرات متتالية والسيد عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم. أرسين وينفر مدرب ويا في فريق موناكو الفرنسي قال اثر اعلان نتائج الكرة الذهبية: "انا سعيد جدا لفوز ويا ولا سيما عندما افكر في بداياته قبل 8 سنوات. لقد قام بمسيرة شاقة ومضنية قبل أن يصل الى هذا التتويج المستحق. يوم كان يلعب تحت اشرافي لم أكن مستعداً لمقايضته حتى بفان باستن سيد الملاعب آنذاك. ومن الصعب حالياً أن نجد على الساحة الكروية معادلاً له، فهو قوي وسريع ويجيد التسديد برأسه وقدميه اضافة الى أنه يتقن التمريرات". وعلق ارتور جورج مدربه الأسبق في باريس سان جرمان مع ان العلاقة بينهما لم تكن على ما يرام: "الكرة الذهبية مكافأة للجهود التي بذلها ويا وللتقدم الذي احرزه سنة بعد سنة. عندما كنت أدفعه الى بذل المزيد من الجهد كان لديه انطباع بأنني أعمل ضده، والواقع انني كنت أعتقد نظراً الى امكاناته انه قادر على تحقيق نتيجة للفريق أفضل. ومن غرائب المصادفات ان نادي سان جرمان قام في العام 1992 باتصالات مكثفة مع جورج ويا وبورغن كلينسمان الأول والثاني في ترتيب الكرة الذهبية بغية التعاقد مع واحد منهما. وقد ظفرنا بجورج ويا وهذا ما يؤكد أننا كنا ننظر الى البعيد". أما لويس فرنانديز مدربه السابق في باريس سان جرمان ايضاً وكانت تربطه به علاقة طيبة فقد قال: "لقد حقق ويا انجازات خارقة واستحق الكرة الذهبية بكل جدارة. عندما توليت تدريب سان جرمان راهنت على ويا ولم يكن رهاني خاسراً، فقد أعدت الثقة بالنفس الى هذا اللاعب الممتاز وأنا فخور بما حققه بفضل موهبته وجهده. ومع ان ميلان افتقر الى اللياقة عندما اتصل به في شهر شباط فبراير الماضي ما جعله في حالة ارتباك، فأنا سعيد كونه يلعب في ايطاليا مع نادي ميلان، وكونه اليوم في قمة عطائه، وآسف في الوقت ذاته للتصريحات الرعناء التي أطلقها ويا بحق المسؤولين في ناديه السابق". فابيو كابيللو مدربه الحالي في ميلان أسف لأن الكرة الذهبية لم تكن من نصيب الايطالي فرانكو باريزي لاعبه المدلل اذ يخشى أن ينهي باريزي حياته الكروية قبل أن ينال هذا التكريم. واعتبر أن ويا يجمع بين القوة البدنية والمهارة التقنية والذكاء. ومن النادر أن تجد لاعباً يملك هذه العدة. انه بكل بساطة لاعب خارق. وعندما سئل ميشال بلاتيني هل كان فوز ويا بالكرة الذهبية مفاجأة لك؟ أجاب: لم يكن فوزه مفاجأة فهو حاليا أفضل مهاجم في العالم. ولكن مقارنة بلاعبي فريق أجاكس لم يحقق للناديين اللذين لعب لهما انجازات بمستوى انجازات اولئك اللاعبين. ان الأمر يتوقف على المقاييس التي يتم اعتمادها للاختيار، وويا هو الأقوى على صعيد المهارات الشخصية". وأعلن هريستو ستويشكوف: "لم أفاجأ باختيار ويا لأنني كنت أتوقع فوز أحد اللاعبين الافارقة أو أحد لاعبي اميركا الجنوبية. لكنني أستغرب هذا الفارق الكبير في النقاط بين الفائز وكليتسمان من جهة ولاعبي أجاكس الذي أحرز كأس الاندية الاوروبية الابطال والكأس القارية من جهة ثانية. وكان من المنطقي أن يفوز أحد لاعبيه بالكرة الذهبية. وأنا اقترح على مجلة فرانس فوتبول أن تمنح جائزتي شرف الكرة الذهبية لفرانكو باريزي ورونالد كولمان لاسهاماتهما في تطور كرة القدم الأوروبية". اما عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم فقال: لم يفاجئني فوز ويا بالجائزة، وان كانت ساورتني شكوك حول فوزه. انه يستحق الكرة الذهبية بكل جدارة وهو يستحق لقب سفير الرياضة الليبيرية لا بل الافريقية. وآمل أن يكون قدوة لكل اللاعبين الأفارقة. هذه بعض ردات الفعل لاحراز جورج ويا الكرة الذهبية أما ردة فعله العفوية عندما زفّت اليه البشرى فكانت هذه الكلمات: "أعتقد انني سأموت"... طبعا من الفرح... وعلى الأثر تولى كتابة مجموعة من الرسائل واحدة الى الله عز وجل، وواحدة الى أهله، وواحدة الى زوجته، ورسالة الى جدته الحبيبة التي انتقلت الى رحمته تعالى لما لها من أيادٍ بيضاء عليه. ولم ينس أن يوجه رسالة شكر الى الشعب الليبيري والى مشجعيه عبر أنحاء العالم. سجل الكرة الذهبية أحرز ثلاثية الكرة الذهبية كل من: الهولندي يوهان كرويف 1971 و1973 و1974 الفرنسي ميشال بلاتيني 1983 و1984 و1985 والهولندي ماركو فان باستن 1988 و1989 و1992 وفاز بها مرتين كل من: الاسباني الفريدو دي ستيفانو 1957 و1959 الألماني فرانز باكنباور 1972 و1976 الانكليزي كيفان كيغان 1978 و1979 الألماني كارل هانيز رومينيغيه 1980 و1981 بطاقة هوية ولد جورج ويا 1.84م، 76 كلغ في مونروفيا ليبيريا في 1 تشرين الأول اكتوبر 1966. لعب للأندية الآتية: يونغ سورميغرز كلارتون ليبيريا 1981 - 1984 بونغرنغ بونغين ليبيريا 1984 - 1985 مايتي بارول ليبيريا 1985 - 1986 انفنسيبل ألفين ليبيريا 1986 - 1987 افريكا سبورتس ابيدجان 1987 نوتير ياوندي الكاميرون 1987 - 1988 موناكو فرنسا 1988 - 1992 باريس سان جرمان 1992 - 1995 آبسي - ميلان 1995 - 1996 أحرز بطولة الدوري الفرنسي 1994 وكأس فرنسا 1991 و1993 و1995. وكأس الأندية الفرنسية المحترفة 1995. أحرز الكرة الذهبية الافريقية 1989 و1994. خسرها في كأس الكؤوس الاوروبية 1992. فاز بالكرة الذهبية 1995.