تراقب دمشق باهتمام ما يجري في العراق اثر هروب الفريق الأول الركن حسين كامل المجيد الى عمان، وتبدي اهتماماً خاصاً بالابعاد التي يمكن أن يتركها ذلك على العلاقات الأردنية - العراقية ودور عمان المحتمل في أي تغيير في العراق، والتحسن المتوقع للعلاقات الأردنية - الخليجية. وتؤكد مصادر سورية ان لجوء صهري الرئيس العراقي وابنتيه الى الأردن "مقدمة الى الانهيار الشامل وبداية للسقوط المادي بعدما حصل السقوط المعنوي منذ زمن، نظراً الى طبيعة الارتباطات العائلية والعشائرية في النظام العراقي، التي كانت تعتبر مقياساً لعضوية النخبة الحاكمة الى أن تقلصت في يد الحاكم وعائلته". ومع ان المصادر تشير الى علاقة الحدث ب "تآكل" نظام صدام فانها لا ترى في الفريق حسين كامل "بديلاً" من الرئيس صدام حسين "لأن البديل يكمن في ثورة شعبية تؤدي الى رحيل النظام وجميع من يتبعه من الموالين له في الداخل"، وتقول مصادر في المعارضة العرقية مقربة من دمشق ل "الوسط" ان لجوء كامل مع أخيه سببه "صراع على السلطة وعلى الحصص وليس بسبب صراع ايديولوجي". وتضيف ان الفريق حسين كامل "لم يخرج الى المعارضة بل أراد الهروب من احتمال القتل". وكانت أطراف في المعارضة العراقية أعلنت رفضها التعاون مع الشخصيتين العراقيتين معتبرة أنهما مسؤولان عن "جرائم النظام" السابقة، كما اتخذت موقفاً مماثلاً من رئيس الاستخبارات العسكرية العراقية السابق اللواء الركن وفيق السامرائي الذي اعتبرته مسؤولاً عن تصرفات ضد المعارضة العراقية في الجنوب. ولفتت المصادر الى وجود تيارين في المعارضة: "تيار يتمثل في الخارجين حديثاً عن النظام مثل السامرائي والفريق حسين كامل والعقيد صدام كامل، وتيار آخر يتمثل في المعارضة التقليدية التي تضم الاسلاميين والأكراد والقوميين والديموقراطيين" بصرف النظر عن التوجهات الايديولوجية لهذين التيارين. وتتخذ معظم هذه التيارات من دمشق مقراً لها، في ضوء حرص المسؤولين السوريين على ضم أوسع شريحة عراقية معارضة ودعوتهم الى توحيد جهود المعارضة بكل ألوانها. وكان لافتاً الاتصال بين العقيد صدام واللواء السامرائي في الاسبوع الماضي، اذ أن الأول عرض باسم الفريق حسين كامل التعاون لاحداث التغيير في العراق. وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق حصول الاتصال الهاتفي، وقال ل "الوسط" انه وافق على "التنسيق لمساعدة الشعب العراقي للخلاص من نظام صدام حسين". وأكد أنه سيلتقي الفريق حسين كامل في مكان ليس هو عمان شرط ان يقوم ب "خطوات جدية ضد النظام الديكتاتوري في المجالات السياسية والاعلامية والتنظيمية". وعن علاقة لجوء المسؤولين العراقيين الى عمان بالدور الأردني المحتمل في العراق، تؤكد المصادر العراقية المقربة من دمشق ان "البعد الأهم للحدث الأخير هو علاقة الأردن بالدول الخليجية لذلك فإن وزير الخارجية عبدالكريم الكباريتي تسلم ملفهما وليس وزير الداخلية" الأردني، وتضيف: "سيعطي ذلك دوراً لعمان لكن ليس على حساب الدور السوري بسبب العلاقة التاريخية بينها وبين أطراف المعارضة، واستضافتها كل الأقطاب الى حد ان عدم رضاها على المؤتمر الوطني العراقي الموحد الذي تم من التنسيق معها، أدى الى فشله أو تجميده". وكان اللواء حسن النقيب عضو المجلس التنفيذي في المؤتمر الذي انتقل الى دمشق أخيراً، قال ل "الوسط" ان المؤتمر "في حكم المجمد". وتلفت المصادر الى علاقة ما حصل بالاتفاق على التعجيل بانعقاد الدورة السادسة للاجتماع الثلاثي السوري - التركي - الايراني الخاص ببحث موضوع شمال العراق. وأكدت مصادر ديبلوماسية ايرانية ل "الوسط" ان وزراء خارجية سورية فاروق الشرع وتركية اردال اينونو وايران علي أكبر ولايتي سيلتقون في الثامن من الشهر المقبل في مدينة اصفهان الايرانية، بعدما ارجئ الاجتماع بسبب التوغل التركي في شمال العراق. وتستغرب المصادر السورية "التسابق" بين أطراف النظام العراقي على تقديم المعلومات عن الأسلحة العراقية "تحت ذريعة رفع الحصار عن الشعب العراقي"، معتبرة ان هذا التسابق يجري "وكأن الشعب هو الذي حاصر نفسه وان قيادته غير مسؤولة عن تقديم المعلومات والأسرار".