بين 17 و18 أيار مايو الجاري تعقد في مدينة كان في الجنوب الفرنسي الدورة الثامنة والاربعون لمهرجان السينما العالمية، التي تتلاقى مع الاحتفالات المئوية الأولى لولادة فن السينما. دورة هذا العام تتميز بدماء سينمائية جديدة وبحضور الكبار المخضرمين الى جانب اصحاب الأفلام الأولى، وبوجود عالمي تتصدره السينما الاميركية وتغيب عنه السينما العربية مجتمعة. كان لا بد ان تعود الجائزة الكبرى في "كان" العام الفائت الى الفيلم الاميركي "بالب فيكشن" من اخراج كوينتن تارانتينو، حتى يعود الاميركيون الى هذا المهرجان بوفرة ملحوظة في الأفلام وفي الحضور. فالاميركيون كانوا اعتادوا الغياب عن "كان" في السنوات الفائتة، وغيابهم كان في العام الماضي، على وجه الخصوص، ملحوظاً بكثرة. من هنا سيلفت نظر الجميع ان أكثر من ربع الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، سينتمي الى السينما الاميركية، وهي السينما نفسها التي تنتمي اليها الأفلام الأربعة الاخرى التي ستعرض في سهرات خاصة، خارج المسابقة، والأفلام العديدة المشاركة في التظاهرات الثانوية. هذا الحضور الأميركي المكثف، الذي سيتوجه ويمعن في اعطائه كل دلالاته العرض الخاص الذي سيقام لخمسة وعشرين فيلماً من أفلام جون فورد، على هامش المهرجان، هذا الحضور لم يمنع جيل جاكوب، مفوض عام المهرجان، من ان يقول في معرض تقديمه للوائح الأفلام المشاركة أمام الصحافيين، بأن جديد "كان" لهذا العام يحمل "ثورة حقيقية" حيث ان أفلاماً تمس قضايا معاصرة، مثل قضايا سكان الضواحي والاستبعاد والادمان وفقدان التواصل. هذا الزخم الذي اضفاه جاكوب على عروض المهرجان جعل صحيفة "لوموند" مثلاً، تصف المهرجان وكأنه نشاط أساسي في حملة انتخابات رئاسية. عودة فرنسا الشابة ما يقوله جيل جاكوب ينطبق، على أي حال، على الأفلام الفرنسية المشاركة في المسابقة الرئيسية، كما في التظاهرات الثانوية. فبسبب غياب الاسماء الكبيرة في السينما الفرنسية عن المهرجان: بيالا لم ينجز فيلمه الجديد بعد، ورابنو لا يزال يشطب على المشاهد الأخيرة من فيلمه الجديد، بسبب هذا الغياب، تتمثل فرنسا في المسابقة الرسمية بثلاثة أفلام ميزة كل منها انه الفيلم الثاني لمؤلفه، أو مؤلفيه. ففيلم افتتاح المهرجان، على سبيل المثال، سيكون "مدينة الاطفال الضائعين" للثنائي جان - بيار جونيه ومارك كارو، وسبق لهما ان أثارا اعجاباً كبيراً بفيلمهما الأول "دليكاتيسن" قبل سنوات. الذين شاهدوا فيلمهما الجديد يقولون انه أفضل من الأول بمناخه العام، وبموضوعه، حيث انه يتحدث، وسط مناخ عابق بالغرابة والغرائبية عن حكاية رجل فقد القدرة على الحلم، فإذا به للاستعاضة عنها يخطف الأطفال من أبناء المدينة حتى يسرق منهم مخيلاتهم وأحلامهم. الفيلم الفرنسي الثاني هو "لا تنس انك ستموت" لكزافييه بوفوا، أما الثالث، فهو "الحقد" لماثيو كازوفيتش، الذي تدور أحداثه في الضواحي، حيث العنف والإدمان وأغاني الراب. الفيلم صور في الضاحية الباريسية وتتوقع له الصحف ان يكون بعض حديث المهرجان وواحدة من مفاجآته، بسبب سخونة موضوعة وراهنيته. هذا الثلاثي الفرنسي يضفي على عروض المسابقة الرسمية نغمة شابة لا شك فيها، نفحة سوف تضطر الفنانة القديرة جان مورو، بصفتها رئيسة اللجنة التحكيمية في مهرجان هذا العام، الى استعمال هيبتها للضغط لعل فرنسا تفوز اخيراً بجائزة أساسية في مهرجان فرنسا التي تعتبر السينما الفرنسية، منذ سنوات، احدى ضحاياه الرئيسية. من الولايات المتحدة تأتي ستة أفلام، تحمل تواقيع كبرى، اذ ها هو جيم جارموتس يعود بعد غياب بفيلمه الجديد، "رجل ميت"، فيما يقدم جيمس ايفورى، الذي بات من النادر ان يمر مهرجان "كان" من دون ان يكون له فيه حضور أساسي، يقدم فيلمه الجديد "جيفرسون في باريس" الذي صور معظمه في فرنسا وتحديداً في قصر فرساي ويروي حكاية الغرام التي عاشها توماس جيفرسون في العام 1784 حين كان أول سفير لبلاده في فرنسا. من الأسماء الأميركية اللامعة ايضاً تيم بورتون الذي يعرض هنا فيلمه الجديد "إد وود" الذي صوره بالأسود والأبيض ويروي فيه حياة وغرابة واحد من اسوأ المخرجين الذين عرفتهم السينما الاميركية. في هذا الفيلم يلعب جوني ديب. دور إد وود الذي كان مليئاً بالأفكار والنوايا الطيبة، لكن كل الأفلام التي حققها أتت تافهة. الفيلم الاميركي الرابع في المسابقة الرسمية هو لاري كلارك الذي يعرض فيلمه "صبيان"، فيما يعرض هاس فيلمه الجديد "ملائكة وحشرات" وهو كان عرض في "كان" قبل الماضي، ولكن خارج المسابقة الرسمية، فيلمه السابق "نغمة الحظ" عن رواية لبول آوستر. أما الفيلم الاميركي السادس، في المسابقة، فهو من اخراج البريطاني جون بورمان وعنوانه "وانغون"، وفيه تمثل باتريشيا آركيت دور طبيبة من فعلة الخير تسافر الى برمانيا لكي تحل مكان زوجها بعد موته وابنهما. لكنها في رانغون تجد نفسها وسط عاصفة سياسية ووسط احداث متشعبة. من هي سلمى حايك؟ من الولايات المتحدة هناك أيضاً أربعة أفلام خارج المسابقة سيقدم كل منها في عرض خاص، أهمها "السريع والميت" من اخراج سام ريمي وبطولة شارون ستون التي ستحل ضيفة على "كان" لليلة واحدة هي ليلة الختام التي يعرض فيها فيلمها هذا، الى جانب فيلم ريمي هناك فيلك "ال بستدليرو" أو "حامل المسدس" لروبرتو رودريغز، الذي كان أثار عالم السينما قبل سنوات بفيلمه "الماريا تشي" الذي كلف 7 ملايين دولار، وحصد مئات الألوف عند عرضه ما جعل الاميركيين يتنبهون اليه. فيلمه الجديد هذا، الذي يمثل فيه انطونيو بانديراس، الى جانب اللبنانية الأصل سلمى حايك، يعتبر تكملة للفيلم الأول، وفيه يلعب بانديراس دور عازف الغيتار الآفاق الذي يجد نفسه هذه المرة على مجابهة مع المافيا المكسيكية. من الولايات المتحدة "الموت من أجل شيء ما" لفاس فان سانت، وأخيراً "المشبوهون المضادون" ليربان سينغر، اضافة الى "قبلة الموت" لبريت شروتر الذي يغوص أكثر فأكثر في السينما الاميركية منذ سنوات. لئن كان الحضور البريطاني اعتبر في بعض الاحيان مجرد استكمال للحضور الاميركي فإنه منذ سنوات بدأ يعتبر حضوراً مستقلاً في ذاته يثبت عودة ما لسينما بريطانية، لا تكف عن ارسال المفاجأة بعد الأخرى، وتتميز بتعدديتها وقوتها التعبيرية. ولقد اختير هذه المرة أربعة أفلام لتمثل السينما البريطانية، بعدما كانت شبه غائبة في العام الفائت. فكين لوش، المخرج الواقعي القدير، والذي كان في فيلمه قبل الأخير "تمطر أحجاراً" أثار إعجاباً هائلاً في "كان" قبل عامين وجعل الناس يقولون بسرور ان سينما القضايا والواقعية موجودة لا تزال، ولا يزال في امكانها ان تكون سينما قوية، يعود لوش هذه المرة بفيلمه الجديد "أرض الحرية" التي يبتعد فيه عن المجتمع البريطاني، ولكن من خلال تتبعه لمغامرات مجموعة من الشبان المنخرطين في "الطوابير الأممية" أيام الحرب الاسبانية. منذ الآن يمكن القول بأن فيلم كين لوش سيكون واحداً من الافلام التي ستثير الكثير من الضجة والسجال، خصوصاً ان لوش يجد نفسه هذه المرة في المسابقة الرسمية، وليس على هامشها كما كان يحدث في السابق. الى جانب لوش يأتي من بريطانيا ترنس دايفير بفيلمه "كتاب من نيون" وكريستوفر هامبتون بفيلمه "كارنغتون" من تمثيل ايما طومسون. وهامبتون، الذي كان في الأصل كاتب سيناريو، واشتهر بفيلم "العلاقات الخطرة - يستضف فريزر، يتحول هنا الى الاخراج عبر موضوع كان كتبه لمايك نيوديل، عن حكاية الحب الغريب التي كانت بين الناقد الأدبي اللندني غايل ستراتشي، والرسامة دورا كارنغتون. هذا الفيلم قد يمثل واحدة من لحظات الفيلم الأكثر رومانطيقية، تماماً كما ان الفيلم الانكليزي الرابع في المهرجان "جنون الملك جورج" من اخراج نيقولا هيتز، سيكون واحدة من لحظات المهرجان الأكثر طرافة، عبر حكاية وقوع الملك البريطاني جورج الثالث في غيبوبات متكررة كان ابنه، وولي عهده يستغلها لكي يخلفه على العر ش. إذا جمعنا الأفلام التي تمثل الولايات المتحدة في المسابقة وتلك التي تمثل فرنساوبريطانيا سيتبين لنا ان هذه البلدان الثلاثة تحتكر وحدها أكثر من نصف عدد أفلام المسابقة 24 في مجموعها. فماذا يبقى للآخرين؟ قبل ان نجيب عن هذا السؤال نلاحظ ان مناطق جغرافية بأسرها غابت تماماً، أو تقريباً، عن التظاهرة الرئيسية، وبعضها كالمنطقة العربية تغيب عن كل التظاهرات. فمثلا لا وجود لأي بلد من أوروبا الشمالية، والمانيا نفسها تكاد تكون غائبة، لولا حضور فيم فندرز بفيلم "قصة لشبونة" الذي تدور احداثه في البرتغال. وبلدان الشرق الأوروبي تغيب لولا فيلم روماني من انتاج فرنسي على أي حال هو "حلزونات السناتور" لميرشيا دانيليوش. واميركا اللاتينية غائبة. مقابل هذا تحضر افريقيا، في المسابقة الرسمية عبر الفيلم المالي لسليمان سيسي الجديد "الوقت". واليونان عبر عودة ثيو انجلوبولوس بعد غياب في فيلمه الجديد "نظرة اولسي" من تمثيل هارفي كيتل ومايا مورغنشزن، وفيه يلعب كيتل دور سينمائي من أوروبا الشرقية يهاجر الى الولايات المتحدة، لكنه يعود الى بلاده بعد حين للبحث عن الشرائط الضائعة لفيلم اسطوري كان صوره. هذا الفيلم كان آخر فيلم مثل فيه جيان ماريا فولنتين قبل رحيله، حيث استبدل في العديد من المشاهد المتبقية بعد موته بإيرلند جوزنسون. فولنتي لن يكون الوحيد الحاضر هنا بعد موته. فهناك ايضاً الروسي الكبير اندريه تاركوفسكي، الذي يعرض المهرجان، في تظاهرة ثانوية فيلماً وقعه مع كاتب السيناريو طونيو غويرا بعنوان "زمن السفر" ويعرض باسم ايطاليا. اسبانياوالبرتغال حا ضرتان ايضاً في المسابقة الرسمية الأولى بفيلم "حكايات كرونن" اخراج مانتخو آرمنداريز، والثانية "الدير" للمخضرم مانويل دي اوليفيرا. أما اليوغوسلافي وهي صفة يصر عليها المخرج رغم أصوله البوسنية أمير كوستاريكا، فها هو يعود هذه المرة بفيلمه الذي ينتظره الكثيرون وصوره طوال اكثر من عام كامل في براغ. عنوان الفيلم "اندرغراوند" وفيه حكاية جمع من أهالي بلغراد لجأوا الى غور الأرض خلال الحرب العالمية الثانية، لكنهم بقوا هناك بعد انتهائها من دون ان يعرفوا ان الحرب انتهت. فيلم قاس وحنون وغريب، كما قال الذين عرفوا شىئاً، ومن المتوقع له ان يكون حدثاً من أحداث المهرجان الكبرى. غرام وحرب الأفيون الشرق الأقصى الذي بات معتاداً أكثر من أي منطقة أطراف اخرى على مهرجان كان كما على غيره من المهرجانات، يأتي هذه المرة، كالعادة بفيلمين صينيين كبيرين، ومنتظرين بلهفة، وبفيلم ياباني. فمن الصين الوطنية تايوان يأتي هوهسياو هسيين بفيلمه الجديد "رجال طيبون، نساء طيبات" يبدو انه سجل فيه انعطافة اساسية في مساره بعد النجاح الهائل الذي حققه فيلمه "لاعب الدمى" قبل عامين. ومن الصين الشعبية يأتي جانغ ييمو بفيلمه الجديد "ثلاثي شانغهاي" الذي ربما سيكون آخر فيلم تشتغل فيه معه النجمة الكبيرة غونغ لي. هذا الفيلم الذي أثار لغطاً كبيراً وقيل الكثير من الشائعات بصدده، رأى النور أخيراً، وفيه يعود ييمو الى سنوات العشرين حيث يروي لنا حكاية حب تدور في مدينة شانغهاي أيام حرب الأفيون. هذا الفيلم سيكون بدوره واحداً من أحداث المهرجان الاساسية. ومن اليابان يأتي مازاهيرو شينودا بفيلمه الجديد "شاراكو". فإذا أضفنا الى هذه اللائحة فيلماًَ بلجيكياً للمخرجة ماريون هانزال عنوانه "بيت الشيطان والبحر الأزرق العميق"، وآخر ايطالياً هو "الحب الذي يزعج" لماريو مارتوني. ستكون لدينا صورة متكاملة عن العروض الرئيسية في مهرجان "كان". غير ان مهرجان "كان" ليس العروض الرئيسية فقط. فهناك ايضاً مسابقة "نظرة ما" التي ستفتتح بفيلم "جورجيا" لأولو غرو سبارد، وتضم أفلاماً عديدة من أقطار عدة ليس بينها أي قطر عربي وان كان فيها فيلمان ايرانيان لمحسن ماخملبوف. وفي هذه التظاهرة تتوسع الدائرة الجغرافية حيث نجد أفلاماً من كنداوالصين وايرلندا وبريطانيا وهونغ كونغ واسرائيل الى جانب المنتخابات الاميركية من بينها فيلم دايان كيتون الثاني، وكيتون هي كما نعرف بطلة العديد من أفلام وودي الن والى جانب الأفلام الفرنسية الثلاثة ومنها فيلم "باي... باي" للجزائري الأصل كريم دريدي، الذي كان لفت الأنظار أخيراً بفيلمه الأول "بيغال". تظاهرة "نظرة ما" تقدم هذه المرة، وبالفعل، حيزاً جغرافياً واسعاً، من الغرب ولكن أيضاً من الشرق فيلمان من روسيا، فيلم من المجر ومن آسيا ماليزيا للمرة الأولى والهند، ثم من أفريقيا "هارامويا" لدري تراوري. هذه التظاهرة التي تزداد أهميتها مع الأيام، هي التي ستعرض على أي حال فيلم ثاكوفسكي/ غديرا، وفيلم فيم فندرز الأخير، وكذلك فيلماً ثانياً لجون بورمان عنوانه "عاريان في الحمام". حيرة المحكمين وتاريخ السينما هذا بالنسبة الى تظاهرة "نظرة ما"، أما تظاهرة "أسبوع النقاد" فتضم أفلاماً هي الأولى لاصحابها، من أميركا وكندا وتايوان والمانيا وبلجيكا واسبانيا، اضافة لفيلم ثان هو للانكليزي كريس نيوباي. مهما يكن فإن من المؤكد ان مهرجان "كان" لهذا العام وهو يحمل الرقم الثامن والأربعين، يحمل دماء سينمائية جديدة، في الوقت الذي تكرم فيه، مرة والى الأبد، اسماء باتت اليوم شامخة واساسية مثل الغوري وكوستوريكا وجارموش وبورمان وانجيلوبولوس وغيرهم. ومن الواضح ان لجنة التحكيم التي تترأسها الفنانة جان مورو، ستشعر بحيرة شديدة أمام ضرورة اختيار الأفلام الفائزة في نهاية المطاف وامام تعدد المقاييس التي ستساهم في تحديد الاحكام النهائية، علماً بأن تشكيل هذه اللجنة نفسه انما يعكس الدماء السينمائية والأدبية الجديدة أو المستجدة، فبالاضافة الى جان مورو، هناك الكاتبة الكبيرة نادين نمورديمير صاحبة جائزة نوبل ويقال انها هاوية سينما من طراز رفيع وهناك المخرجون جياني اميليو ايطاليا غاستون كابوري بوركينا فاسو، وجون واترز الاميركي الذي اختتم مهرجان "كان" الفائت بفيلمه "الأم القاتلة". ويتميز اسلوبه بالتهكم والتضخيم والفوضوية. الى هؤلاء هناك الممثل الفرنسي المخضرم جان - كودبريالي، والمصور فيليب روسوليه. أما المخرج ميشال دي فيل فإنه سيرأس لجنة تحكيم جائزة "الكاميرا الذهبية" التي يتطلع اليها المخرجون الشبان بلهفة عادة. متنوع ومفاجئ سيكون مهرجان كان لهذا العام، وشاب ايضاً، تماماً كما هو حال فن السينما نفسه، هذا الفن الذي يحتفل هذا العام بمئويته الأولى، ومن المؤكد ان احتفاليته هذه ستنعكس على نشاطات كان وتوجه بعض خطواته، ناهيك عن ان المهرجان سوف يعرض، وتحديداً ضمن اطار الاحتفال بمئوية السينما، فصولاً مختارة من أفلام قصيرة عديدة انتجتها التلفزة البريطانية لمناسبته المئوية وتحمل تواقيع كبار الكبار في عالم سينما اليوم، من غودار الى او شيما، ومن فريرز الى سكورسيسي وكوبولا وغيرهم.