واحد وعشرون فيلماً في المسابقة الرسمية جميعها تُعرض عالمياً للمرة الأولى. هذا هو العمود الفقري للبرنامج الرسمي لمهرجان البندقية السينمائي الدولي الذي ينطلق الأربعاء المقبل في جزيرة الليدو في مدينة البندقية الإيطالية ويستمر حتى العاشر من الشهر المقبل. سبعة وعشرون بلداً ستمثل في المهرجان وسط حضور كبير وقوي للسينما الأميركية التي سيُعرض لها 13 فيلماً روائياً من بينها أربعة ضمن البرنامج الرسمي. أما الدولة المضيفة، إيطاليا، فسيكون لها عشرة أفلام منها إثنان في المسابقة الرسمية وهما"النجمة المفقودة"لمعلم السينما جانّي آميليو الذي سبق وأن فاز بفيلمه"هكذا كانوا يضحكون"بجائزة الأسد الذهبي في عام 1998 و"العالم الجديد - وعنوانه الإنجليزي"الأبواب الذهبية"- للمخرج إيمانويلي كرياليزي الذي سبق وأن حقق نجاحاً دولياً كبيراً بفيلمه السابق"الشهقة"من بطولة النجمة الحسناء فاليريا غولينو. ويُنتظر أن تشكّل مشاركة آميليو وكرياليزي كمشاركة الجياد الأصيلة لمنافسة الأسماء الكبيرة الأخرى المشاركة في المسابقة كآلان رينيه"مخاوف خاصة في مكان عام"وبول فيرهوفن"زوارتبويك"وستيفن فريرس"الملكة"وبرايان دي بالما"داليا السوداء"وآلفونسو كوارون"أبناء الرجال". وتحتل اليابان المرتبة الثالثة من حيث عدد المشاركات إذ يبلغ عدد الأفلام اليابانية في برامج المهرجان ستة أفلام طويلة، إثنان منها أفلام تحريك ويشارك أحد هذين الفيلمين، وهو"بابريكا"من إخراج كون ساتوشي في المسابقة الرسمية. مهمة لجنة التحكيم الدولية التي ترأسها النجمة الفرنسية الحسناء كاترين دونوف لن تكون بالتأكيد سهلة على الإطلاق. فإذا ما نظرنا الى النتائج الكبيرة التي حققتها الأفلام التي شاركت في مسابقة دورة العام الماضي، سواء على صعيد إقبال الجمهور أو على صعيد جوائز"الغولدن غلوب"وپ"الأوسكار"23 ترشيحاً للأوسكار، فإن مهرجان البندقية يُرشّح نفسه هذه السنة أيضاً ليكون نافذة مهمة لمجموعة من الأفلام التي يُنتظر أن تحقق نجاحات كبيرة عالمياً. وهذا ما يؤكده مدير المهرجان ماركو موللر. وتكفي الإشارة إلى فيلمي"جبل بروكباك"للمخرج التايواني الأصل آنغ لي و"طاب مساؤكم وحظاً سعيداً"للممثل والمخرج الأميركي جورج كلوني اللذين عرضا في دورة العام الفائت، للتأكيد على أن اختيارات موللر تحظى دائماً بنجاحات كبيرة عالمياً. ويقول موللر:"إنها المرة الأولى التي يحدث فيها أن العالم سيكتشف الأفلام المعروضة في مسابقة البندقية والمتنافسة على الأسد الذهبي هنا في الليدو"وهذا"ما أعتبره نتاجاً للثقة التي نتمتع بها لدى المنتجين والموزّعين الذين باتوا يعرفون بأن مهرجاننا يوفّر لأفلامهم فرصة مشاهدة وتعريف استثنائية على الإطلاق". بلغ عدد الأفلام التي شاهدتها لجان الاختيار لدورة هذه السنة 1420 فيلماً تم من بينها اختيار 62 شريطاً للمشاركة في برامج المهرجان الرسمية الثلاثة. 21 في المسابقة الرسمية و 24 فيلماً في برنامج آفاق و17 فيلماً خارج المسابقة الرسمية من بينها"مركز التجارة العالمي"لأوليفر ستون وپ"الناي السحري"للبريطاني كينيث براناه وپ"إينلاند إمباير"للمخرج الأميركي الكبير ديفيد لينتش الذي سيُمنح يوم السادس من شهر أيلول سبتمبر المقبل جائزة"الأسد الذهبي للحياة الفنية". سكارليت زبونة دائمة ويبدو أن النجمة الأميركية الحسناء سكارليت جوهانسن أصبحت من الزبائن الدائمين لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، فبعد أن شغلت في العام الماضي موقع عضو لجنة التحكيم الدولية، تعود هذه السنة ببطولة فيلم"داليا السوداء"من إخراج المخرج الأميركي المتميّز برايان دي بالما، وتؤدي الأوسكارية هيلاري سوانك بطولة الفيلم إلى جانبها. الشريط الذي سيفتتح به المهرجان مقتبس من رواية للكاتب الأميركي جيمس إيلروي ويشكّل إضافة جديدة لإنجاز دي بالما الذي يعتبره الكثيرون من نقّاد السينما خليفة لألفريد هيتشكوك. إدارة أمسيتي الافتتاح والختام أوكلت إلى النجمة الإيطالية إيزابيلا فيراري التي كانت فازت في منتصف التسعينات بكأس فولبي لأفضل تمثيل نسائي عن دورها فيلم"حكاية إنسان بسيط"للمخرج الإيطالي الكبير إيتّوري سكولا. العروض الخاصة بالمهرجان ستكون مغلقة على الصحافيين والنقاد المعتمدين وعلى عدد ضئيل من المدعوين. إدارة المهرجان اعتبرت هذا الإجراء"طبيعياً وتقليدياً ومتماشياً مع الإجراءات الأمنية الاحترازية التي باتت معتادة في جميع المهرجانات السينمائية الكبيرة". وتتزامن الدورة الثالثة والستون للمهرجان مع مئويات لثلاثة من كبار السينما العالمية روبيرتو روسّليني ولوكينو فيسكونتي وماريو سولداتي وسيستبق المهرجان افتتاحه الرسمي بعرض عدد من الأفلام المهمة في تاريخ هؤلاء المخرجين الكبار مثل"الجنرال ديلا روفيري"وپ"روما مدينة مفتوحة"لروبيرتو روسّيلّيني وپ"هوس"للوكينو فيسكونتي وپ"الأحياء العليا"وپ"هروب من فرنسا"لماريو سولداتي. وستُعرض نسخ مرمّمة من هذه الأفلام قام بإنجازها عدد من متاحف السينما في إيطاليا من بينها مُتحف السينما في مدينة بولونيا. جميلة على الدوام وعلى رغم أن النجمة الحسناء كاترين دونوف اعتذرت عن تمثيل دور البطولة في فيلم البرتغالي المخضرم مانويل دي أوليفيرا 98 عاماً"حسناء على الدوام"فإنها ستهرع بالتأكيد إلى مشاهدة الشريط، المعروض خارج المسابقة الرسمية، والذي يعتبره كثر تتمة لفيلم"حسناء النهار"للمخرج الكبير الراحل لويس بونويل الذي أدت دونوف بطولته في مقتبل حياتها الفنية وفتح لها ولجماله أبواب الشهرة إلى العالمية. ومن يدري ما كان موقف دونوف لو أن ماركو موللر كان اختار عرض هذا الشريط ضمن المسابقة الرسمية أمام لجنة التحكيم الدولية التي سترأسها دونوف نفسها. لجنة التحكيم الدولية برئاسة دونوف ستضم في صفوفها كلاً من المخرج الإسباني خوان خوسيه بيغاس لونا والمنتج البرتغالي باولو برانكو والمخرج الكاتب الأميركي كاميرون كرو والممثلة الروسية تشولبان خاماتوفا والمخرج الكوري بارك تشان - ووك والمخرج والممثل الإيطالي ميكيلي بلاتشيدو. وستمنح اللجنة الجوائز التالية: - الأسد الذهبي لأفضل فيلم. - جائزة الأسد الفضي لأفضل إخراج. - كأس فولبي لأفضل تمثيل رجالي. - كأس فولبي لأفضل تمثيل نسائي. - جائزة لجنة التحكيم الخاصة. - جائزة مارتشيللو ماسترويانّي لأفضل طاقة تمثيلية شابة. - جائزة"أوزيلا"لأفضل مساهمة تقنية. - جائزة"أوزيلا"لأفضل سيناريو. وينص قانون المهرجان بحظر منح هذه الجوائز بالمناصفة أو بالتشارك. بين روما والبندقية المهرجان ينطلق في ظل أجواء متوترة سينمائياً بسبب منافسة شديدة برزت في الشهور الأخيرة مع مهرجان جديد سيُقام في العاصمة الإيطالية من 13 إلى 21 أكتوبر المقبل. إلاّ أن إدارة"بيينالة"البندقية لا تشعر بأن ذلك سيشكّل خطراً على أعرق مهرجان سينمائي دولي في العالم. النقاد ومتابعو مهرجانات السينما اعتبروا ميلاد مهرجان روما بمثابة"كرة الثلج"التي بدأت تتدحرج وتكبر وربما ستُصبح هائلة الحجم عندما تبلغ قاع الوادي ما سيشكّل، في أقل الاحتمالات، عرقلة للاختيارات التي يقوم بها مهرجان البندقية الذي يعاني منذ سنين طويلة من مشاق إدارية وتنظيمية ولوجستية بسبب موسمية العمل ونقص القاعات وارتفاع أسعار الفنادق والمطاعم ووسائط النقل التي أجبرت العديد من نقاد السينما ومتابعيها إمّا إلى إلغاء حضورهم إلى جزيرة الليدو أو إلى تقليص أيام تواجدهم فيها. وعلى رغم الألق الكبير وحال الحلم التي تولدّها المدينة العائمة البندقية فإن من المتوقّع أنها لن تتمكن من مقاومة ألق المدينة الخالدة روما بجمالها وبما سيحمل منهاج برنامج دورة مهرجانها الأول من جدّة وسينما متميّزة. المؤشرات الأولى لنجاح مهرجان روما إيجابية لسببين، أولهما أن محافظ العاصمة، فالتر فيلتروني دارس للسينما ومحب لها وشغل منصب وزير الثقافة في حكومة رومانو برودي الأولى وخصص لمهرجانه ميزانية تحلم بها كبريات المهرجانات في العالم، وثاني هذه الأسباب هو أن إدارته مُنحت إلى شخصية أكدت قدرتها الكبيرة على اختيار الأفلام الجيدة، وذلك هو جورجو غوسيتّي، الذي أسس وأدار البرنامج اللصيق بمهرجان البندقية السينمائي الدولي"أيام المخرجين في فينسيا"والذي شكّل باختياراته منافسة حقيقية لبرنامج المسابقة الرسمية لالبندقية. يرافق غوسيتّي في الإدارة تيريزا غافينا التي نظّمت لست سنوات مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي برفقة إيريني بينياردي. إدارة البندقية لا ترى في ميلاد مهرجان روما تهديداً لها، بل على العكس فقد اعتبر رئيس بيينالة البندقية ديفيد كروف أن"هناك تعاوناً وثيقاً بين المهرجانين وسنباشر بإقامة فعاليات مشتركة"، لكن ما أثار الاستغراب هو أن مديري مهرجاني البندقية ماركو موللر وروما جورجو غوسيتّي، لم يصرّحا بأي مما يمكن أن يُؤشر لإيجابية العلاقة بين الطرفين. أياً تكن الأجواء بين روما والبندقية، فإن ميلاد مهرجان جديد يوفّر للسينما فرصة الانتشار وللسينمائيين ولمحبي السينما ومتابعيها فرصة كبيرة لمشاهدة ما لا تتاح لهم الفرصة مشاهدته في الظروف الاعتيادية. إلاّ أن ميلاد مهرجان كبير كالذي يُشار إليه في روما يشكّل بالتأكيد قلقاً لجميع المهرجانات الكبيرة في العالم لأنه وببساطة"يجرف ما في البئر من ماء، وهو ماء قليل جداً إذا ما اعتبرنا أن على المهرجانات الكبرى عرض المهم منه"برأي النقاد ويؤكد الناقد السينمائي لجريدة"الغارديان"البريطانية ديريك مالكولم"السينما العالمية قادرة على إنجاز عدد ضئيل من الأفلام المهمة قياساً إلى عدد المهرجانات الكبيرة، وبالتأكيد ليس عمل مدير المهرجانات ومساعديهم في الاختيارات سهلاً على الإطلاق في ضمان عشرين فيلماً بمستوى جيد للمسابقة الرسمية على الأقل". أفلام المسابقة الرسمية -"السقوط"إخراج باربرا آلبيرت - النمسا، 88 دقيقة. بطولة نينا برول وبريجيت مينيتشاماري وأورسولا ستراس. -"النجمة الغائبة" إخراج جانّي آميليو - إيطاليا، 103 دقائق. بطولة سيرجو كاستيلليتو وتاي لينغ. -"النبع" إخراج دارين آرنوفسكي - الولاياتالمتحدة، 96 دقيقة. بطولة هيوغ جاكمان وراشيل ويتس. -"هوليوود لاند"إخراج آلين كولتير - الولاياتالمتحدة، 126 دقيقة. بطولة آدريان برودي ودايان لان وبين آفليك وبوب هوسكينس. -"العالم الجديد"إخراج إيمانويلي كرياليزي - إيطاليا، 120 دقيقة. بطولة شارلوت غاينزبورغ وفينتشينسو آماتو وفرانتشيسكو كاسيسا. -"أبناء الرجال"إخراج آلفونسو كوارون - المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة. -"داليا السوداء"إخراج برايان دي بالما - الولاياتالمتحدة. -"بوبّي"إخراج إيميليو إيستيفيس - الولاياتالمتحدة. -"الملكة"إخراج ستيفن فريرس - المملكة المتحدة - فرنساوإيطاليا. -"دارات"إخراج محمد صالح هارون - التشاد. -"المعصوم"إخراج بينوا جاكوب - فرنسا. -"بابريكا"إخراج كون ساتوشي فيلم تحريك اليابان. -"ملكيّة خاصة"إخراج جواكيم لافوسّيه - بلجيكا- لوكسمبورغ وفرنسا. -"موشي - شي"إخراج أوتومو كاتسوهيرو - اليابان. -"مخاوف خاصة في مكان عام"إخراج آلان رينيه - فرنساوإيطاليا. -"لقاءاتهم تلك"إخراج جان ماري ستروب ودانييل هيوييه - إيطالياوفرنسا. -"المنفي"إخراج جونّي تو - هونغ كونغ - الصين، 98 دقيقة. بطولة فرانسيس نغ و نيك تشيونغ وسيمون يام وأنثوني وونغ. -"هيي ياكوانا"إخراج تساي مينغ - ليانغ - تايوان، فرنساوالنمسا. -"زوارتبويك"إخراج بول فيرهوفن - الدول الاسكندنافية، ألمانيا وبريطانيا. -"مرح"إخراج إيفان فيريباييف - روسيا. -"سانغ ساتّاوات"إخراج أبيتشاتبونغ وويراسيثاكول - تايلند وفرنسا.