أمير المدينة يطلع على الجهود المبذولة في عمليات التسجيل العيني للعقارات    «الموارد»: السعودية خامس دول «العشرين» في انخفاض البطالة    الهيئة العامة للصناعات العسكرية تشارك في الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث    تصفيات كأس العالم 2026: أخضر "باهت" يعود بخسارة قاسية من اندونيسيا    الأربعاء.. 3 مباريات من "مؤجلات" دوري يلو    نائب أمير مكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين    هوكشتاين متفائل من بيروت: هناك فرصة جدية لوقف النار    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي إلى 43972 شهيدًا    الجامعة العربية تعقد مؤتمرًا دوليًا بالأردن حول دور المجتمع الدولي في تعزيز حقوق الطفل الفلسطيني    أرامكو ورونغشنغ توقعان اتفاقية لتوسعة مصفاة ساسرف    مجلس الوزراء يوافق على الترتيبات التنظيمية لرئاسة الشؤون الدينية للحرمين وهيئة العناية بهما    محمد بن عبدالعزيز يطلع على جهود تعليم جازان لانطلاقة الفصل الدراسي الثاني    محافظ الخرج يكرم مركز التأهيل الشامل للإناث    أمير القصيم يستقبل سفير أوكرانيا    مجمع الملك فهد يطلق "خط الجليل" للمصاحف    الهويّة السعوديّة: ماضي ومستقبل    جامعة الملك سعود تحتفي باليوم العالمي للطلبة الدوليين    في اليوم ال1000 لحرب أوكرانيا.. روسيا إلى عقيدة نووية جديدة    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود مجلس الجمعيات الأهلية    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي المتنازل عن قاتل أخيه    مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة الأحد القادم    «السعودية للكهرباء» و«أكوا باور» و«كوريا للطاقة» توقع اتفاقية شراء الطاقة لمشروعي «رماح 1» و«النعيرية 1»    القبض على مواطن لترويجه 44 كيلوجراما من الحشيش في عسير    ارتفاع أسعار الذهب إلى 2623.54 دولارًا للأوقية    سماء غائمة تتخللها سحب رعدية ممطرة على جازان وعسير والباحة    منتدى الرياض الاقتصادي يطلق حلولاً مبتكرة    «الجامعة العربية» تدعم إنشاء التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع    دراسة: القراء يفضلون شعر «الذكاء» على قصائد شكسبير!    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية الأمريكي    «عكاظ» تكشف تفاصيل 16 سؤالاً لوزارة التعليم حول «الرخصة»    9,300 مستفيد من صندوق النفقة في عام    الأخضر «كعبه عالي» على الأحمر    رينارد في المؤتمر الصحفي: جاهزون لإندونيسيا وهدفنا النقاط    الأخضر يختتم استعداده لمواجهة منتخب إندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم    العتودي الحارس الأخير لفن الزيفه بجازان    اتهامات تلاحق كاتباً باستغلال معاناة مريضة ونشرها دون موافقتها    بعد سيلين ولوبيز وكاميلا.. العالمي هوبكنز يعزف في الرياض    الخليج يواجه الشباب البحريني في ربع نهائي "آسيوية اليد"    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    163 حافظا للقرآن في 14 شهرا    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1 %    إصابات الربو في الطفولة تهدد الذاكرة    مرحلة الردع المتصاعد    ChatGPT يهيمن على عالم الذكاء الاصطناعي    سعادة الآخرين كرم اجتماعي    الاختيار الواعي    صنعة بلا منفعة    بيع ساعة أثرية مقابل 2 مليون دولار    (إندونيسيا وشعبية تايسون وكلاي)    لبنان نحو السلام    رسالة عظيمة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية بالمملكة ترتفع إلى مليار ريال    الجودة والتقنيات الحديثة في تحقيق رؤية المملكة 2030″    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    المملكة ومكافحة مضادات الميكروبات !    الاكتناز    البرتقال مدخل لإنقاص الوزن    إطلاق كائنات فطرية بمتنزه الأحساء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



3 حوارات مع زعماء افغان وباكستانيين . محمد احمد شاه : الحلف الاطلسي يدعم طالبان عبدالكريم مهاجر زاد : الروس اعداؤنا منذ القدم قاضي حسين : الغرب صنع طالبان لتقسيم افغانستان
نشر في الحياة يوم 15 - 05 - 1995

لا تزال مساعي حل الازمة الافغانية تراوح مكانها، خصوصاً بعدما فشلت حركة "طالبان" - احدث الوافدين الى حلبة الصراع بين الفرقاء الافغان - في اقتحام كابول، وفرض التسوية التي تريدها. وبقيت العناصر الأخرى تسعى الى احداث التوازنات القبلية والعرقية التي تحتمها ضرورات الاستعداد للمعارك المقبلة. غير انها لا تزال ترقب، في قلق بادٍ، تأثير ظاهرة "طالبان" على مجمل الصراع. وهو أمر يثير قلق دوائر عدة في بلدان مجاورة لافغانستان، خصوصاً باكستان.
وفي افغانستان نفسها اثار التقدم السريع الذي احرزته "طالبان" خصومات عنيفة بين فئات المجاهدين وشيوخ القبائل في المناطق الرئيسية التي سيطرت عليها الحركة. وان بقي الخصام الأشد تأثيراً في ساحة الصراع بين الرئيس برهان الدين رباني ورئيس الوزراء قلب الدين حكمتيار.
ومع ان صعود "طالبان" المفاجئ اسفر عن حمل حكمتيار على سحب قواته نحو 70 كيلومتراً من العاصمة، الا ان هزيمة الأخير لم تطو صفحة الحرب الأهلية، وباتت حكومة رباني المتحالفة مع القوات الموالية لوزير الدفاع احمد شاه مسعود تواجه قوات "طالبان" قرب كابول، والتهديد المحتمل المتمثل في عودة قوات حكمتيار والجنرال الشيوعي الاوزبكي عبدالرشيد دوستم.
"الوسط" التقت عدداً من أقطاب النزاع الافغاني وقائد "الجماعة الاسلامية" في باكستان، وحاورتهم في شأن مواقفهم، وتصوراتهم لحل المشكلة الأفغانية. وقد جرت هذه الحوارات على هامش مؤتمر الشعب العربي الاسلامي الذي عقد اخيراً في الخرطوم.
المقابلة الأولى اجرتها "الوسط" مع المهندس محمد احمد شاه رئيس الوزراء بالنيابة وزير الاسكان في حكومة الرئيس رباني. وقد اختاره الأخير رئيساً للحكومة بالنيابة لملء الفراغ الذي تركه رئيس الوزراء حكمتيار.
والمقابلة الثانية مع عبدالكريم مهاجر زاد الذي يعتبر من اقرب المقربين الى قلب الدين حكمتيار زعيم "حزب اسلامي"، وهو يتولى رئاسة اللجنة السياسية في الحزب الى جانب عمله سكرتيراً خاصاً لحكمتيار.
والمقابلة الثالثة مع قاضي حسين زعيم "الجماعة الاسلامية" في باكستان الذي رأى ان "طالبان" صنيعة الغرب وانها ستسد طريق باكستان الى آسيا الوسطى لأنها تأسست، حسب رأيه، لتقسيم افغانستان.
شاه: لسنا قطاع طرق
يبدو ان حركة "طالبان" قدمت لكم خدمة كبيرة عندما ضربت قوات خصمكم حكمتيار، فهل تم ذلك بمحض الصدفة؟ وما هي خلفيات ظهور هذه الحركة؟
- قامت حركة "طالبان" بأعمال خيرية في بداية ظهورها، فأزالت المنكرات، وفتحت الطرق، وهي أعمال صالحة رحبنا بها، وساعدنا الحركة في تنفيذها، لكن - مع الأسف - عندما وصل اعضاء الحركة الى ابواب كابول، قالوا لنا يجب ان تستسلموا انتم ايضاً. قلنا لهم نحن لسنا قطاع طرق حتى نستسلم، وكان رجاؤنا الا يقطع حكمتيار الطرق، فجئتم وفتحتموها، جزاكم الله خيراً. ولعل ذلك من واجبكم شرعاً، لأنه اذا عجزت الحكومة عن فتح الطرق، وإزالة المنكرات، فعلى الشعب ان يقوم بذلك. الآن يجب ان نجلس معاً، ونشكِّل مجلساً للشورى. وقد أعلن الاستاذ ربّاني انه مستعد للتنازل، وتعيين حكومة جديدة، ونظام اسلامي جديد، وتجميع السلاح. وقلنا لهم ايضاً لقد جئتم من قندهار الى كابول من دون مقاومة، والشعب رحَّب بكم، وتريدون الآن تجريد المجاهدين في كابول من السلاح؟ لنفترض ان هؤلاء رفضوا، فماذا تفعلون؟ هل تقتلونهم؟ قالوا: نعم. قلنا هذا لا يجوز، فبأي ذنب شرعي تقتلون مجاهداً؟ فأصّروا، وقالوا يجب ان تسلموا اسلحتكم، وبعد ذلك نتوصل الى اتفاق معكم. قلنا لهم يا اخوان نحن لسنا اطفالاً. ثم جئنا بعلمائنا من الغرب وهيرات وشكلنا وفداً من قيادة المدينة للتفاوض معهم. وخاطبهم وفدنا بالقول: نحن مجاهدون، وانتم مجاهدون، فلماذا لا نشكِّل معاً مجلساً للشورى، ونتفق، ونعمل حسب الشورى. فرفضوا، وقالوا: نحن لا نجلس مع أحد. قلنا لهم: ماذا تريدون اذن؟ قالوا: نريد الاسلام. قلنا: نحن ايضاً نريد الاسلام. فأي اسلام تريدون؟ قالوا: الاسلام الذي في كتبنا. قلنا من انتم؟ وما هي كتبكم؟ قالوا: نحن افغان. قلنا: من يقف وراءكم؟ قالوا: ثقوا فينا. ساعتئذ تبيّن لنا ان هؤلاء خطيرون، لأنهم يرفضون الحل الاسلامي. واكتشفنا في ما بعد ان اطرافاً خارجية تحركهم وتقف وراءهم.
ترددت انباء عن دعم باكستاني لهذه الحركة لتسهيل وصول الباكستانيين الى آسيا الوسطى...
- لا مانع لدينا من فتح هذا الخط، لأن في ذلك فائدة لنا، من خلال المرور، وتسهيل انتقال البضائع من أراضينا. والشعب الافغاني يستفيد من ذلك. لكننا لا نعتقد بأن هذا هو سبب انطلاق "طالبان" بل نعتقد بأن هذه الحركة تنفذ ارادة الغرب، بالقضاء على ما يسمى بالاصوليين والارهابيين.
لكن "طالبان" نفسها حركة أصولية؟
- أصوليون في الظاهر فحسب. انهم بسطاء، ولا يمتلكون وعياً سياسياً. ويبدو ان اطرافاً خارجية تستخدمهم لأغراض خاصة.
هل تستطيع حركة توجهها اطراف خارجية ان تكسب شعبية كبيرة وبسرعة؟
- نجحوا في قندهار التي كانت، مع الأسف، تحت سيطرة أياد غير مسؤولة. وأيّدهم الناس هناك، لكن لم نتوقع ان يصدر عنهم ما صدر في ما بعد ضدنا. انهم يريدون الاستيلاء على السلطة، ليس من أجلهم، وانما لمصلحة اطراف خارجية. ونحن لا نقبل ذلك. نرفض من يعتدي علينا، ودافعنا فعلياً عن انفسنا وأعراضنا.
خسائر على ابواب كابول
هل خضتم معارك ضارية معهم على أبواب كابول؟
- لا لم تكن المعارك ضارية. بعض افرادهم يحتفظون بتجربة قتالية، لأنهم مارسوا الجهاد ضد الروس، لكن أكثر من نصفهم لا يعرف استخدام السلاح، لذا هزموا بسرعة.
هل لديكم تقدير عن خسائرهم؟
- حوالى 300 شخص، والمعارك ما زالت مستمرة، بعيداً عن كابول في الجنوب، وفي الغرب، خصوصاً في ميدان للشعب الذي تسيطر عليها قوات حكمتيار. ويهمني هنا ان اعلق على دوافع "طالبان"، فاذا كان هؤلاء يرغبون في تأمين الطرق نحو آسيا الوسطى لمصلحة باكستان، فلماذا اشتبكوا مع أنصار اسماعيل خان الذي يسيطر على خمس ولايات كلها محاذية لايران وتركمانستان، والأمن مستتب فيها، ولا توجد فيها مشكلة تتعلق بالانتقال والطرق.
هناك فرضيَّة اخرى تقول ان "طالبان" تمثل قسماً من الباشتون غير الموالين لحكمتيار وان الصراع بين الطرفين هو صراع ببين الباشتون اصلاً؟
- لا، لا. صحيح ان معظمهم ينتمي الى الباشتون؟ لكنهم مع الأسف يتلقون دعماً خارجياً، ليس من باكستان فحسب، وانما من دول الحلف الأطلسي والغرب عموماً ويتقاضون اموالاً من تلك الاطراف.
أين اصبحت مواقع حكمتيار بعد هزيمته الأخيرة؟
- هو موجود على بعد 70 كيلومتراً من كابول بعدما كان على بعد خمسة كيلومترات فقط من العاصمة.
نهاية حكمتيار ومشاركته
ماذا تطلبون اليوم من حكمتيار؟
- حكمتيار انتهى عسكرياً، اذ خسر 90 في المئة من قواته، ونحن نعترف بتنظيمه، واذا ما شُكِّل مجلس وطني نعطيه الحق في العضوية، ويحق له اختيار ممثلين عن رجاله، ولا بد من مشاركته في المجلس الأعلى، ومجلس الشورى الذي سيحدد مصير افغانستان.
لنفترض انكم انتصرتم على كل الاطراف وشكلتم حكومة مركزية فما السياسة التي تتبعونها تجاه باكستان؟
- لن ننسى مساعدة باكستان لنا طوال 15 عاماً من الحرب ضد الروس. شعب باكستان نقدره ونحترمه ولا نعامله بالقياس الى مواقف حكومته الحالية التي سببت لنا المتاعب لأن الحكومات تذهب وتأتي. نحن نحتاج الى مساعدة الشعب الباكستاني وهو يحتاج الى مساعدتنا، واذا ما استقرت الامور عندنا فلن يقف الافغان أبداً ضد باكستان.
يتهمكم خصومكم بالتواطؤ مع الجنرال دوستم فلماذا لا تعلنون الجهاد على قواته؟
- اعلنا الجهاد. يسيطر دوستم على ثلاث ولايات، سكانها من الاوزبيك، ولديه ميليشيات شيوعية. انتظرنا ان يغيّر سلوكه، لكنه واصل سياسته، فأعلنا الجهاد ضده. دوستم مسؤول عن قتل الابرياء، ولا يحق له ان يشارك في تقرير مصير افغانستان والمسلمين، لأنه عدوّ اصلاً. حاولت الامم المتحدة ان تقنعنا باعطائه دوراً، وتوسط جيراننا ايضاً لهذه الغاية. فقلنا لا، لن نعطيه دوراً، الا اذا اعلن توبته، وتسليم قواته الى الحكومة المركزية. عند ذلك فحسب سنعامله كأفغاني تائب، اما الآن فهو شيوعي، ونعامله باعتباره شيوعياً.
نحن ضعفاء
لماذا لا تتعاطفون مع المجاهدين الطاجيك ضد روسيا؟ وهل صحيح ان هؤلاء يتلقون تدريباً ومساعدات من حكمتيار؟
- لسنا مستعدين لتقديم المساعدة الى المعارضة الطاجيكية لمحاربة روسيا. لا نستطيع ذلك لاننا ضعفاء. ونحن لا نعتقد بحل القضايا والخلافات عن طريق الحرب. وتقوم روابط جيدة بين حكومتنا وحكومة طاجكستان الرسمية مدعومة من روسيا. تحدثنا مع اعضاء هذه الحكومة، ووجدنا انهم اناس طيبون، ولديهم استعداد للتعاون، والتفاهم. واذا ما وُجد التفاهم فلا حاجة للحرب. يبقى ان 100 الف لاجئ طاجيكي يعيشون في مناطقنا الحدودية عيشة بائسة، ومحرومون من المساعدة الدولية، ولا بد من ايجاد حل لمشكلتهم.
أما عن حكمتيار فهو لا يدرب الطاجيك، لأنه ليس موجوداً في المناطق الشمالية التي تخضع لسيطرة الحكومة. واخيراً أنوه بأن الصحوة الاسلامية في طاجكستان اقوى اليوم بكثير من الصحوة التي عرفتها افغانستان في بداية الحرب.
ألا يزال يوجد بينكم عدد من "الأفغان العرب"؟
- لا يوجد أي منهم الآن في أفغانستان، ولا حتى مع حكمتيار. كانوا موجودين بالأمس. ولكن لا وجود لهم الآن. وفي كل الحالات لم يكن عددهم يقدر حتى بالآلاف.
كلنا اخوان
ألا تشعر بالحرج عندما تجلس على كرسي حكمتيار في رئاسة الحكومة؟
- ضاحكاً نحن كلنا اخوان. الاختلاف فرقنا، لكن أملنا بالله كبير في ان نجلس في المستقبل بعضنا مع بعض.
هل صافحت ممثل حكمتيار في المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي في الخرطوم؟
- نعم تصافحنا وتحدثنا.
لماذا تصافحه هنا في الخرطوم ولا تصافحه في أفغانستان؟!
- هناك أيضاً أصافحه، المشكلة ليست مع هذا الشخص أو ذاك. انها مشكلة حكمتيار شخصياً!!
مهاجر زاده: المخابرات الباكستانية تدعم "طالبان"
مُني حزبكم بهزيمة على يد حركة طالبان، التي هزمتها قوات مسعود - رباني. هل سيؤثر ذلك على مستقبلكم في أفغانستان؟
- لا أقبل الحديث عن هزيمة. لأن حزبنا لم يكن يرغب في القتال ضد مجموعة "طالبان". فتحنا لهم الطريق من دون قتال لأننا نعتقد بأنه لا يجوز القتال بين المسلمين، وغايتنا ليست الحرب، وانما اقامة الشريعة الاسلامية في كابول، وكنا نحارب بسبب ذلك.
لكنكم كنتم تحاربون قوات مسعود - رباني من قبل. أليس كذلك؟
- السبب ان الأحزاب الأخرى تقول انها تريد تطبيق الشريعة الاسلامية، لكن تلك الأحزاب عندما استلمت الحكم لم تطبق الشريعة. وحكومة كابول، التي ضمت أحزاباً كثيرة، لم تدافع عن الشريعة، وانما عن مصالحها الفئوية الخاصة. لنأخذ حزب الوطن الذي كان يضم ضباطاً شيوعيين تابعين لپالرئيس السابق الدكتور نجيب الله. هؤلاء يقاتلون الآن مع رباني - مسعود، فكيف يمكن ان نثق بهم ونراهن عليهم من اجل اقامة الشريعة والحكم الاسلامي؟ لهذا لا نعترف بالحكومة الحالية، ولا نعتبرها اسلامية. وهذا ليس رأينا وحدنا، فهو أيضاً رأي أحزاب أخرى تتفق معنا على هذا الأمر.
تتردد معلومات عن دعم تتلقاه حركة "طالبان" من باكستان، فهل ثبتت صحة ذلك؟
- انهم يتلقون دعماً من وزير داخلية باكستان، ومن المخابرات الباكستانية التي تعطيهم أموالاً، وتدبر لهم الخطط للتحرك. سمعت مثل هذا الكلام ولم أتأكد منه كليةً، ويزيد في مثل هذه الشكوك ان جماعة "طالبان" جاءت من باكستان، لكنني شخصياً اعتقد بأنهم يتلقون دعماً من أكثر من جهة خارجية.
ما هي بنظركم دوافع هذه الحركة؟ ثمة معلومات تقول ان باكستان تدعمها لأنها ترغب في طريق آمن نحو آسيا الوسطى…
- عندما استقلت بلدان آسيا الوسطى استفادت تركيا وايران من هذا الاستقلال، باستثناء باكستان التي كانت تعيقها الطرق غير الآمنة في افغانستان، وعندما ظهرت حركة "طالبان" وسيطرت على بعض الطرق تحركت بعثة تجارية باكستانية كبيرة نحو آسيا الوسطى، وتبعتها بعثة اخرى الى تركمانستان عن طريق قندهار، مروراً بخمس ولايات أفغانية.
يجب ان نوضح انه عندما ظهرت هذه الحركة كان قادتها يقولون: نحن نريد اقامة حكومة اسلامية، وعندما تقدمت عناصرها باتجاه مواقعنا قاتل مجاهدون من حزبنا معهم، ولم نقاومهم. ومع تقدمهم نحو كابول اصطدموا مع القوات الحكومية وهزموا، لأنهم لا يتمتعون بخبرة قتالية،، ولا يعرفون كيف يحاربون. كانوا يجتازون الطرق من دون مقاومة، لذا اعتقدوا بأن الأمر سيتكرر في كابول فمُنيوا بهزيمة، ووقع كثيرون قتلى في صفوفهم وصفوف الآخرين.
بعض الخبراء الغربيين يقول ان حكمتيار لم يكن مسيطراً على مناطق وقبائل باشتونية بوصفه باشتونياً، فجاء رجال "طالبان" وهم من الباشتون أيضاً وينتمون الى المناطق الواقعة بين الحدود الباكستانية وكابول ولاقوا ترحيباً من الناس لأنهم حرروا هذه المناطق من قطاع الطرق واللصوص وفرض رسوم المرور؟
- دفعت حركة "طالبان" أموالاً الى بعض الناس، ووعدوا زعماء القبائل بمناصب، وباعطائهم ما يرغبون حال وصول الحركة الى السلطة. هذا الأمر سهّل تقدمهم، وجعل الناس تلتف حولهم. نحن لا نعتقد بأن المسألة عرقية أو باشتونية، والحزب الاسلامي حكمتيار لم يأخذ يوماً ضرائب من الناس.
حكمتيار ألغى الضرائب
كان اللصوص وقطاع الطرق يعيثون فساداً في مناطق سيطرتكم، ولم يتدخل حكمتيار، الأمر الذي أثار استياء السكان…
- بعض القادة كان يأخذ الضرائب من المسافرين، وأيضاً قادة الفصائل الحزبية كانوا يفرضون ضرائب على التجار، وعبور السيارات. لكن عندما جاء حكمتيار الى المنطقة اتخذ قراراً بالغاء كل هذه المظاهر، والرسوم، وفرض ضرائب على باب واحد للمرور، وليس في كل نقاط العبور.
يتهم الروس حكمتيار بتدريب المجاهدين الطاجيك ودعمهم…
المسألة ليست مساعدة في حكمتيار للمجاهدين الطاجيك، وانما في العداء الروسي القديم لحكمتيار. وعندما ظهرت مشكلة طاجكستان تذرع الروس بذلك لمهاجمة "حزب اسلامي". كان الروس اعداءنا، ولا يزالون. أما سبب العداوة الأصلي فهو ان مجاهدي "حزب اسلامي" اطلقوا الرصاصة الأولى على الاحتلال الروسي، وباشروا المقاومة لتحرير افغانستان.
ما هو تفسيركم لعدم حماس أحمد شاه مسعود - وهو طاجيكي - للمقاومة في طاجكستان؟ ولماذا لم يقدم اليها دعماً؟
- المسألة لا تتعلق بالأصل الطاجيكي، اعتقد بأن مسعود يرغب في البقاء في الحكومة لذا نراه مستعداً لقبول أي مساعدة خارجية من أي جهة حتى لو كانت موسكو، الروس يساعدونه مالياً لكي لا يدعم المقاومة الطاجيكية.
لا نقاتل في الجزائر
ما هو موقفكم مما يجري في الجزائر؟ هل تميلون الى وجهة نظر الاسلاميين أم الدولة؟
- نحن مع المجاهدين، لأنهم مظلومون. حكومة بلادهم ظلمتهم ولا تريد اعطاءهم حقوقهم. لقد فازوا في الانتخابات فلماذا حرمتهم من الفوز ودفعت بوجههم الدبابات والجيش؟!
هل يقاتل الأفغان مع "المجاهدين" الجزائريين؟
- أؤكد انه لا وجود لأفغاني واحد في صفوف الجزائريين.
هل التقيت ممثل مسعود - رباني في المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي؟
- نعم التقيته. وصافحته، وتبادلنا الاحاديث. لكن لا أقبل خطابه أمام المؤتمر. وفضّلت عدم التدخل بسبب احترامي للمؤتمر.
لماذا غاب حكمتيار عن المؤتمر وهو من مؤسسيه؟
- حكمتيار موجود في الجبل الآن. وعندما يفتح كابول سيسافر من مطارها الى مختلف انحاء العالم.
قلت انك تعيش في كابول، كيف تمكنت من الخروج منها وصولاً الى السودان؟
- هناك مناطق لا تسيطر عليها الحكومة ونحن عندما نريد الذهاب الى الخارج نذهب عن طريق باكستان.
قاضي حسين: الحركة تسد
الطريق الى آسيا الوسطى
كيف تنظرون الى حركة طالبان، خصوصاً انه يشاع انها تتلقى دعماً من الاستخبارات الباكستانية؟
- هذا ليس صحيحاً. هذه الحركة مدعومة من أيادٍ أجنبية. لم يكن عند مقاتليها سلاح وقيادة وادارة قوية وأموال، وفجأة امتلكوا هذه الوسائل. نحن نعتقد بأن الدول الغربية تقف وراء هذه الحركة، لأنها ترغب في تقسيم افغانستان الى قسمين: قسم يتكلم الباشتون، وآخر يتكلم الفارسية، خصوصاً أن الاحزاب الافغانية الاسلامية تقف ضد التقسيم، لذا جاء الغرب بطالبان الذين ينتمون الى الباشتون والسنة لايجاد فرقة بين الشيعة والسنة، وبين الطاجيك والباشتون.
قيل ان باكستان تدعم طالبان لأنها ترغب في الوصول الى آسيا الوسطى...
- هذه الحركة تسد الطريق ولا تفتحه. فإذا انقسمت افغانستان كيف يمكن الوصول الى آسيا الوسطى؟ ان الطريق الى هذه المنطقة يفترض وحدة افغانستان وليس تقسيمها.
هل تعتقد بأن باكستان راغبة فعلاً في لعب دور في آسيا الوسطى؟
- باكستان وآسيا الوسطى وإيران وأفغانستان تنتمي كلها تاريخياً الى حضارة واحدة ويحتاج بعضها الى بعض.
انتم معروفون بصلاتكم القديمة مع المجاهدين الأفغان، خصوصاً فصيل الرئيس رباني الذي أقام في منزلكم لمدة سنة. فهل انتم منحازون الى تيار مسعود - رباني؟ ولماذا؟
- بالفعل مكث رباني في منزلي في بيشاور عندما كنت أميراً للجماعة الاسلامية في هذه المدينة، وكنا على صلة بالحركة الطلابية الافغانية. كان رباني استاذاً في كلية الشريعة، وكان هناك ايضاً الاستاذ غلام محمد نيازي، والاستاذ عبدرب الرسول سياف، في حين كان حكمتيار، وحبيب الرحمن يدرسون في الكلية نفسها. كان كل هؤلاء على صلة بالجماعة الاسلامية، ومعي شخصياً.
لهذا السبب تفضّل رباني على حكمتيار؟
- لا نفضّل أحداً على أحد. كنا نعرفهم كجماعة واحدة، عندما هاجروا الى افغانستان ونحن نريدهم اليوم أن يكونوا صفاً واحداً، بعيدين عن الفرقة والتشتت.
كيف تنظرون الى قضية الاسلاميين في الجزائر؟
- كل العالم يعتبر ان قضيتهم عادلة، فقد وقف الشعب معهم. وأعتقد بأن من الضروري الاعتراف بحقهم في الحكم، بعدما فازوا في الانتخابات.
حمل المؤتمر بقوة على الهند ودافع عن قضية كشمير. هل لعبتم دوراً في ذلك؟
- الهند ليست دولة مسلمة، وإنما هي دولة عدوة. الاقلية المسلمة في الهند تتعرض للضغوط والقمع، ونحن نريد للمسلمين هناك أن يتمتعوا بحقوق الانسان والعدالة. اما كشمير فهي شيء آخر، ولا تشكل جزءاً من الهند. ويجب أن يتمتع أهالي كشمير بحق تقرير المصير، خصوصاً ان الهند نفسها لجأت الى الأمم المتحدة لحل هذه القضية. وصدر قرار من الأمم المتحدة في العام 1962 يمنح الشعب الكشميري حقه في تقرير مصيره.
تعملون في باكستان من اجل اقامة حكومة اسلامية فهل تعتبرون الحكومة الراهنة بعيدة عن الاسلام؟
- القانون الاساسي في باكستان اسلامي، ولا نعترض عليه، وإنما نريد ان ينفذ الحكم الشرعي حسب القانون الأساسي، ونعتبر أن الحكومة الحالية لا تنفذ سياسة جيدة لتطبيق الدستور الباكستاني.
هل لديكم مآخذ محددة على رئيسة الوزراء بينظير بوتو؟
- نحن لا نتكلم عن أسرة، ولا شخصيات، وإنما عن المبادئ، وعن الدستور الاسلامي، وتطبيقه. وهذا جوهر تحركنا.
هل تؤيد امتلاك باكستان قنبلة نووية؟ وما رأيكم في وصف هذه القنبلة بپ"القنبلة الاسلامية"؟
- هل القنبلة الاميركية قنبلة مسيحية؟ وكذلك الفرنسية والبريطانية؟ وهل القنبلة الهندية هندوكية؟ وهل الاسرائيلية يهودية؟ هذا الكلام غير معقول، وغير منطقي. أعتقد بأن من حق باكستان امتلاك التكنولوجيا والحصول على كل اشكالها الجديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.