نجح رؤساء وفود الاتحاد البرلماني العربي، خلال انعقاد مؤتمرهم السادس في الرباط، في تبديد اجواء التوتر التي طغت على اجتماعاتهم نتيجة الخلاف بين الوفدين العراقيوالكويتي، والتوصل الى صيغة توفيقية للخروج من المأزق الذي اصطدمت به اللجنة السياسية في شأن الحصار الدولي المفروض على العراق حيث تم اقرار توصية تربط رفع الحصار باستجابة بغداد الكاملة لكافة القرارات الدولية ذات الصلة باحتلال الكويت. وفيما انطوت كلمة سعدي مهدي صالح رئيس المجلس الوطني العراقي على رغبة في تجاوز مخلفات الماضي بلغت حد النقد الذاتي والاعتراف بارتكاب اخطاء بحق النفس والآخرين، شدد أحمد عبدالعزيز السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي على ضرورة اطلاق سراح الأسرى الكويتيين المحتجزين لدى العراق كخطوة أولى نحو اعادة التضامن العربي الذي عزا أسباب تعثره الى الغزو العراقي للكويت. وشهدت الدورة 25 لمجلس الاتحاد البرلماني العربي التي سبقت انعقاد المؤتمر السادس للاتحاد هي الأخرى خلافاً حاد في شأن تقرير أعدته لجنة خاصة مؤلفة من 7 شعب برلمانية عربية لتفعيل دور الاتحاد، حيث اعترض الوفد الفلسطيني على موضوع تعديل ميثاق الاتحاد الذي ورد في التقرير خصوصاً المتعلق منها بانتخاب رئاسة الاتحاد بدلاً من النظام الحالي الذي ينص على تناوب الرئاسة حسب التسلسل الابجدي، كما تحفظ الوفد الكويتي عن الاقتراح الايراني - الباكستاني الذي عرضه محمد الأمين خليفة رئيس المجلس الوطني الانتقالي في السودان ورئيس الدورة السابقة للاتحاد البرلماني الخاص بانشاء اتحاد برلماني للدول الاسلامية. فضلاً عما اثاره عبدالقادر قدورة رئيس الوفد السوري من انتقادات لعملية التطبيع العربية - الاسرائيلية. وكان الملك الحسن الثاني دعا خلال استقباله رؤساء الوفود البرلمانية العربية الى عدم التوقف عند الماضي وتجاوز الخلافات بما يدفع القادة العرب لاتخاذ خطوات جريئة لاستعادة التضامن العربي واحياء العمل العربي المشترك، مشدداً على القول بأنه لم ير الأمة العربية مريضة كما هي الآن. يشار الى ان الاتحاد البرلماني العربي الذي تأسس في دمشق عام 1974 يضم 15 من البرلمانات والمجالس الوطنية في كل من الأردن، الامارات، تونس، الجزائر، جيبوتي، سورية، السودان، العراق، فلسطين، الكويت، ليبيا، مصر، المغرب، اليمن ولبنان. وقد قرر الاتحاد في هذه الدورة قبول عضوية كل من البحرين وجزر القمر، واستئناف موريتانيا لعضويتها، كما قرر تولي الدكتور محمد جلال السعيد رئيس مجلس النواب المغربي رئاسة الاتحاد لمدة سنتين وانتخاب المغربي نورالدين بوشكوح أميناً عاماً للاتحاد خلفاً للجزائري عبدالواحد بوراوي الذي قدم استقالته في وقت سابق. ويعد المؤتمر السادس للاتحاد أول مؤتمر يعقده البرلمانيون العرب منذ أزمة الخليج، حيث عقد المؤتمر الخامس في أبو ظبي عام 1989.