أدى قرار الجنرال كولن باول عدم ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة الاميركية الى حدوث تغييرات جذرية في المعركة الانتخابية، اذ أصبح السيناتور روبرت دول اقوى مرشح جمهوري، ولم يعد مضطراً الى اختيار ألن كيز المرشح الجمهوري الأسود الوحيد نائباً له، بل أصبح في وسعه اختيار حاكم كاليفورنيا ييت ويلسون الذي انسحب من المعركة الانتخابية اخيراً وأعلن تأييده لدول. ولم تتأكد حتى الان الدوافع الحقيقية لعزوف باول عن الترشيح مع ان كثيرون يعتقدون بأن زوجته لعبت دوراً اساسياً في ذلك. وإثر انسحاب الجنرال باول أعلن نيوت غينغريش رئيس مجلس النواب انه يدرس الآن احتمال خوض المعركة ضد دول. وكان غينغريش قال في تشرين الأول اكتوبر الماضي انه لن يخوض المعركة الانتخابية اذا ما خاضها باول عن الحزب الجمهوري. وهكذا يتيح انسحاب باول الفرصة امام غينغريش من جديد. وتشير استطلاعات الرأي العام الى ان الرئيس كلينتون يتفوق على دول، واذا ما رشح غينغريش نفسه فان هذا سيساعد كلينتون بالطبع. وأدى انسحاب باول الى زيادة فرص المرشحين الجمهوريين الآخرين مثل السيناتور ريتشارد لوغار الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، في الحصول على تأييد الحزب الجمهوري لهم بدلاً من تأييد دول. من جهة اخرى بدا حزب روس بيرو الثالث، الذي لم يعلن حتى الآن ترشيح احد للانتخابات يشعر بثقة اكبر عقب انسحاب باول. ومن المرجح ان ينتزع هذا الحزب اصواتاً من الحزب الجمهوري اكثر مما يكسب من المرشح الديموقراطي - الرئيس كلينتون. اذن ما هو مستقبل باول؟ من المرجح ان يسير على نهج هنري كيسنجر ويفتح مكتباً للاستشارات. ومن المؤكد انه سيجتذب الكثير من الزبائن نظراً الى شعبيته الواسعة. كما سيواصل إلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في مقابل اجرٍ عالٍ. ولا شك في ان آراءه ستؤثر في الناخبين مما سيجبر الحزبين الجمهوري والديموقراطي على الاصغاء لما يقوله.