أكدت شخصية كردية عراقية مستقلة ان استمرار القتال بين الحركة الاسلامية الكردية والاتحاد الوطني الكردستاني في شمال العراق سيدفع النظام في بغداد الى التدخل وفي صورة "المنقذ" إذا اتسع نطاق الحرب الأهلية ولم يتم وضع حد للقتال الذي يدور في عدد من المدن والقرى القريبة من الحدود العراقية - الايرانية. وأشارت الشخصية التي رفضت الكشف عن اسمها الى أن ايران والحركة الاسلامية التي تتمتع بدعمها لم تعجبهما اتفاقات باريس واربيل وصلاح الدين التي تمت في الآونة الأخيرة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي اللذين يتزعمهما كل من جلال الطالباني ومسعود البارزاني، فدفعا بعناصرهما لاشعال معارك في الأسابيع القليلة الماضية أسفرت عن استعادة الحركة الاسلامية بعض مواقعها في مدن مثل حلبجة وقلعة دزه ئي وتنجوين وغيرها من المناطق المتاخمة للحدود مع ايران. وأثار بيان صدر عن الحزب الديموقراطي الكردستاني ارتياحاً لدى أوساط الديموقراطي لا سيما بعد اعتراف أنصار بارزاني بأن الحركة الاسلامية هي التي بادرت الى بدء القتال في محيط قلعة دزه ئي. واعتبرت أوساط الطالباني أن موقف شريكه في الحكومة الكردية العراقية ربما يكون بداية الطلاق بين الحزب الديموقراطي والحركة الاسلامية، لا سيما بعد اتفاق الحزبين على ضرورة بدء التحضير لاجراء انتخابات برلمانية في المنطقة لانتخاب حكومة جديدة لاقليم كردستان العراق. ولا تعتقد الأوساط الكردية المستقلة ان اجراء انتخابات في المرحلة الحالية يمكن أن يحل مشاكل المنطقة الكردية العراقية، على اعتبار أن الوضع الاقتصادي هناك وراء كل أزمة. وتكشف احصائيات تقريبية ان نسبة عالية من القادرين على العمل وبينهم الموظفون والمعلمون غير قادرة على تحصيل لقمة العيش بسبب الحصار المفروض على المنطقة. ويتساءل المستقلون الأكراد عن كيفية اجراء انتخابات نزيهة في ظل وجود السلاح بين أيدي القوى القادرة، الأمر الذي يعني أن لا مجال لوجود مرشحين لا ينتمون لغير الحزبين الرئيسيين أو بعض القوى والأحزاب الفاعلة في المنطقة. والمعروف ان النزاع حول قطعة أرض في منطقة دزه ئي بين أنصار الديموقراطي والوطني الكردستاني كان وراء اشعال المعارك بين الفئات الكردية المختلفة في المنطقة. وأوضحت منظمات انسانية دولية لأطراف الصراع أن مساعداتها ستتأثر إذا لم يجر وضع حد للقتال الدائر هناك.