تبدأ اليوم انتخابات المجالس البلدية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وذلك للمرة الأولى، مستكملة انتخابات مماثلة جرت في المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وتخوض التنظيمات السياسية هذه الانتخابات مستقلة بعدما استبعد الحزب الديموقراطي فكرة الائتلاف التي طرحتها الأحزاب الأخرى الكردية. واعتبر جوهر نامق، سكرتير المكتب السياسي للحزب فكرة الائتلاف "تفريغاً لفكرة الديموقراطية من محتواها، اذ تتحول الانتخابات الى عملية شكلية للتصويت على قائمة واحدة". وعلى رغم ان موازين القوى تشير الى فوز حزب بارزاني بأكثرية المقاعد من دون صعوبة تذكر، الا ان قيادة "الديموقراطي" تعول على ايجاد اجواء منافسة سياسية سليمة، يمكن ان تثمر وتتضح نتائجها في المستقبل بدلاً من صيغ التحالفات الجبهوية التقليدية. ويسعى الاتحاد الاسلامي لكردستان العراق، ثاني أكبر تنظيم سياسي في كردستان، الى انتزاع أكبر عدد من المقاعد، لا سيما في منطقة دهوك حيث حصل الاسلاميون على ثلث الأصوات في انتخابات طالبية. لكن أوساط "الديموقراطي" تعتقد ان ذلك الفوز لم يكن سوى مصادفة، أفرزتها سنوات الاقتتال الداخلي بين حزبي بارزاني وطالباني، واستفادت منها المجموعات الاسلامية موقتاً. ويقف الحزب الشيوعي الكردستاني في المرتبة الثالثة ويحظى بعطف الفئات المدينية غير المسيسة، التي تستبد بها مخاوف من احتمال انتزاع الاسلاميين لبعض المجالس، مما قد يجعلها مماثلة لمنطقة حلبجة التي تقع تحت سيطرة ميليشيات اسلامية متشددة، منذ بضع سنوات. وحفاظاً على انتخابات "نزيهة وعادلة" طالب بها بارزاني، فرضت الادارة الكردية في اربيل مجموعة من الاجراءات الاحترازية لمنع التأثير على الناخبين، وشكلت لجنة للاشراف على الانتخابات، تضم اساتذة الجامعات ومندوبي المنظمات الخيرية والمنظمات الغربية غير الحكومية الناشطة في الاقليم.