} أكد المتشددون الكروات في البوسنة استمرارهم في نهجهم الانفصالي عن كيان الاتحاد الذي يجمعهم مع المسلمين، ما اعتبره المراقبون رداً على التحذيرات الشديدة التي وجهها اليهم وزير الخارجية الاميركية كولن باول اثناء زيارته ساراييفو الاسبوع الماضي. دافع زعيم "حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" انتي ييلافيتش عن شرعية قرارات حزبه وسياسته الاستقلالية في البوسنة. ونقلت عنه اذاعة القسم الغربي من مدينة موستار الذي يسيطر الكروات عليه، قوله امس، ان "القرار الكرواتي يمثل موقفاً لا رجوع عنه تجاه التمييز الذي يمارسه المسلمون الذين يسيطرون على كيان الاتحاد البوسني ضدهم". واعتبر ان مطالبة الكروات باعادة تنظيم العلاقات داخل البوسنة - الهرسك، في شكل تصبح دولة مكونة من ثلاثة تجمعات بدلاً من اثنين كما هي حالها الآن، "ناجمة عن تجربة السنوات الخمس الاخيرة التي اثبتت تراجع الحق الكرواتي من شعب الى اقلية عرقية، في مخالفة متعمدة لما كان الوضع عليه في عهد يوغوسلافيا السابقة حين كان الكروات شعباً رئيسياً الى جانب المسلمين والصرب". ويذكر ان وزير الخارجية الاميركية كولن باول حذر من وصفهم بالمتطرفين الكروات في البوسنة - الهرسك بسبب نزعاتهم الانفصالية واثارتهم اضطرابات عنيفة في الجمهورية. وشدد على ان المجتمع الدولي "مصمم على التصدي لهم والحفاظ على الالتزامات التي وردت في اتفاق دايتون". وقال باول: "سنعمل مع شركائنا الاوروبيين من اجل التصدي للقوى الداعية الى النزاع والانفصال". وأشار الوزير الاميركي الى قلق بلاده ازاء "تجدد ظهور عناصر متطرفة مثل اولئك الذين تسببوا في كثير من الدمار والمآسي اثناء حرب البوسنة". وكان جنود في قوات حفظ السلام سفور ومسؤولون في الادارة المدنية في البوسنة، تعرضوا اخيراً لعمليات اعتداء وخطف من متظاهرين كروات حاولوا التصدي لقرار المشرفين الدوليين على عملية السلام الخاص بتسلم فروع مصرف يمول انشطة الانفصاليين الكروات، في عدد من مدن جنوب غربي البوسنة. وكان منسق عملية السلام في البوسنة وولفغانغ بيتريتش قرر اقالة انتي ييلافيتش من عضوية هيئة الرئاسة البوسنية رئاسة الجمهورية المشتركة كممثل للكروات فيها، "بسبب عدم التزامه واجبه في رئاسة الدولة القاضي بصيانة وحدة اراضي البوسنة - الهرسك وسيادتها". وقرر مجلس الأمن شجب قرار نواب برلمان كروات البوسنة محاولتهم اقامة حكم ذاتي موقت للأراضي الخاضعة لسيطرة الكروات، وتشكيل مجلس للمناطق ذات الغالبية الكرواتية في الجمهورية. وأعلن مجلس الأمن في قراره انه سيطرد المسؤولين الكروات في الجمهورية من مناصبهم اذا اصروا على تنفيذ خطتهم. ومعلوم ان اتفاق "دايتون" الذي ابرم اواخر عام 1995 اوقف الحرب البوسنية، قضى بتقسيم اراضي الجمهورية الى كيانين، احدهما الاتحاد البوسني 51 في المئة من الاراضي ويشترك فيه المسلمون والكروات، والكيان الثاني الجمهورية الصربية 49 في المئة من الاراضي وهو خاص بصرب البوسنة.