طلب رئيس الاتحاد الفيديرالي البوسني ايوب غانيتش من قوات حفظ السلام الدولية توفير الحماية للمسلمين في المناطق التي يسيطر الكروات عليها. وجاء ذلك في وقت أعلن الكروات خروجهم عن التضامن مع المسلمين في شأن قضية مدينة برتشكو ورفضوا قبول العديد من الالتزامات البوسنية الموحدة. من جهة أخرى، أعلن رئيس وزراء صرب البوسنة ميلوراد دوديك أن توجه حكومته سيكون نحو الاعتدال وفتح صفحة جديدة في العلاقات البوسنية وتطبيق اتفاق السلام بين الصرب من جهة، والمسلمين والكروات من جهة أخرى. وأضاف في تصريحات نشرت أمس الاثنين في بانيالوكا أنه "سيتم فتح ملفات الجرائم السياسية والاقتصادية الكبرى التي حصلت في الجمهورية الصربية خلال السنوات الماضية". وأشار دوديك إلى أن حكومته ستتعاون مع محكمة لاهاي، إلا أنه تجنب الاجابة على سؤال حول امكان إلقاء القبض على المتهمين بارتكاب جرائم حرب، مكتفياً القول "إن رادوفان كاراجيتش الزعيم السابق لصرب البوسنة لم يعد يؤثر على القرار في قيادة الجمهورية الصربية". وكانت لتصريحات دوديك المعتدلة أصداء ايجابية في بون، حيث أعرب وزير الخارجية الألماني كلاوس كينكل أمس عن تفاؤله الشديد ازاء تطورات الوضع السياسي في البوسنة. وقال إن حكومته ترى أن البوسنة والهرسك أصبحت الآن "على مفترق طرق وأمام مرحلة جديدة وايجابية بعد تشكيل السياسي الصربي المعتدل ميلوراد دوديك الحكومة في جمهورية صرب البوسنة التابعة للاتحاد البوسني". وقال إنها المرة الأولى التي يعلن سياسيون في كلا الطرفين البوسني والصربي التزامهما تطبيق اتفاق دايتون. وتحدث كينكل عن "دفعة جديدة" في عملية السلام في البوسنة، معلناً عن أمله في تحقيق "تطور جذري" في مسيرة السلام خلال هذا العام. وذكر كينكل ان رئيس حكومة صرب البوسنة سيزور بون غداً الأربعاء وان الحكومة الألمانية ستبحث معه في عودة اللاجئين البوسنيين إلى ديارهم في الجمهورية، وفي كيفية تقديم مجرمي الحرب المطلوبين أمام محكمة لاهاي الدولية وتعجيل برنامج إعادة البناء المتعثر. من جهة أخرى، ذكر تلفزيون ساراييفو أمس ان رئيس الاتحاد الفيديرالي ايوب غانيتش وجه طلباً إلى قيادة القوات الدولية العاملة في البوسنة، دعاها إلى توفير المزيد من الدوريات في المناطق التي يسيطر عليها الكروات "من أجل وضع حد لسلسلة العمليات الارهابية التي تعرضت لها البنايات السكنية والمراكز الدينية الإسلامية وحافلات اللاجئين العائدين إلى ديارهم". وأشار غانيتش إلى أن هذه الممارسات تتعمد "ارغام المسلمين تعلى مغادرة المناطق التي تطالها العمليات الارهابية وبث الذعر بين اللاجئين الذين يعتزمون العودة إلى ممتلكاتهم في المنطقة". ودان رئيس الاتحاد الفيديرالي السلطات المحلية الكرواتية التي "تتقاعس في تأدية واجباتها لحماية المسلمين وممتلكاتهم والقبض على الارهابيين". على صعيد آخر، أعلن عضو لجنة الاتحاد الفيديرالي للتحكيم حول برتشكو ماتي تاديتش كرواتي أنه لا يقبل أن يتولى رئيس الاتحاد ايوب غانيتش تمثيل الكروات البوسنيين في قضية برتشكو "لأنه يراعي مصلحة المسلمين على حساب وجود الكروات في المدينة". ونقلت اذاعة موستار أمس عن تاديتش أنه دعا الحكم الدولي الخاص ببرتشكو روبرت اوين أميركي إلى تأجيل الجلسة المقرر عقدها الخميس المقبل في فيينا "وإلا فإن الوفد الكرواتي سيشترك فيها بصورة مستقلة". وانتقدت الاذاعة توحيد جوازات السفر والعملة والعلم الوطني وأرقام السيارات في البوسنة، لأن ذلك "لا يعبر عن وضع البوسنة ومن الصعب فرضه على السكان الكروات".