قال مسؤول روسي في ادارة الرئيس بوريس يلتسين لپ"الوسط" "ان فوز ليونيد كوتشما في انتخابات الرئاسة في اوكرانيا لم يكن احد في أروقة السلطة الروسية ينتظره"، مشيراً الى ان برقية تهنئة كانت جهزت في 11 تموز يوليو الجاري يوم اعلان النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة في اوكرانيا باسم ليونيد كرافتشوك الذي اصبح الآن رئيساً سابقاً للدولة الاوكرانية والذي كان المنافس الرئيسي لكوتشما في الانتخابات. وحسب بيان لجنة الانتخابات المركزية في اوكرانيا فاز ليونيد كوتشما بنسبة 52 في المئة من أصوات الناخبين. وقال المسؤول ان القيادة الروسية راهنت في الانتخابات على ليونيد كرافتشوك الذي كان مع يلتسين وقائد بيلوروسيا السابق شوشكيفيتش من المبادرين الى اتفاق بيلوفيجسكايا بوشا الذي يثبت رسمياً حل الاتحاد السوفياتي. ومن المؤكد ان السلطات الروسية ستتفاهم بسرعة مع كوتشما، رئيس الحكومة الاوكرانية السابق في ادارة كرافتشوك، والمدير السابق لاحد المصانع الحربية. وفي اليوم نفسه الذي جرت فيه انتخابات الرئاسة في اوكرانيا، جرت انتخابات رئاسة الدولة في بيلوروسيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة اخرى تتاخم روسياواوكرانيا. وهناك لحقت الهزيمة ايضاً بپ"صنيعة موسكو"، الذي تؤيده السلطات الروسية بقوة رئيس الوزراء كيبيتش، وفاز عليه رئيس لجنة مكافحة الفساد والرشوة في البرلمان الكسندر لوكاشينكو. لكن نتائج انتخابات الرئاسة في الجمهوريتين الجارتين لروسيا لا تعطي ذريعة للحديث عن اخفاق السياسة الروسية في هذه المنطقة. بل على العكس من ذلك، جاء الى الحكم في اوكرانياوبيلوروسيا سياسيان يعلنان صراحة ضرورة إقامة علاقات اقتصادية أوثق، وربما حتى سياسية بين جمهوريتي الاتحاد السوفياتي السابقتين. وكان كوتشما من المبادرين الى توقيع الاتفاقية بين 8 محافظات اوكرانية و11 محافظة روسية يتاخم بعضها بعضاً حول تبادل السلع والخدمات بلا جمارك واعادة العلاقات الاقتصادية بين المصانع الروسية والاوكرانية. اما لوكاشينكو مدير احدى المزارع الحكومية والعامل في التوجيه السياسي في الجيش سابقاً، فقد كان العضو الوحيد في البرلمان الذي صوت قبل سنتين ضد تصديق بيلوروسيا لاتفاقية بيلوفيجسكايا بوشا لحل الاتحاد السوفياتي. في العام 1922 كانت روسياواوكرانياوبيلوروسيا "الجمهوريات السلافية الشقيقة الثلاث" المبادرة الى انشاء الاتحاد السوفياتي، واليوم تضم هذه الدول الثلاث، التي قامت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أقوى اتجاهات التكامل لاعادة الدولة الواحدة بأيديولوجية مغايرة نوعاً ما، ولكن - قدر الامكان - بالحدود نفسها والطاقة الاقتصادية السابقة نفسها.