تعتقد قيادات ايرانية بضرورة تحسين العلاقات مع العراق ومحاولة حل الخلافات المزمنة معه التي زادها حادث تفجير ضريح الامام الرضا في مدينة مشهد يوم عاشوراء، فعلى رغم الاتهامات الصريحة للعراق بأنه وراء الحادث، عبر ايوائه منظمة "مجاهدي خلق" وبأنه يعمل على زعزة استقرار ايران وأمنها، أشارت دلالات انطلقت في طهران الى نية الرئيس هاشمي رفسنجاني ارسال وزير خارجيته علي أكبر ولايتي الى بغداد للبحث في المسائل العالقة، في خطوة تعني امكان تجاوز حادث تفجير ضريح الامام الرضا نحو تطبيع العلاقات الثنائية. وعلمت "الوسط" من مصادر ايرانية ان رفسنجاني طلب من مساعده عطاء الله مهاجراني اعطاء مقابلة صحافية لصحيفة "طهران تايمز" وتحميل "مجاهدي خلق" مسؤولية حادث مشهد، في محاولة لتبرئة العراق. وواضح من تلك التصريحات ان في القيادة الايرانية من يؤمن بمبدأ تحسين العلاقات مع العراق خصوصاً ان العراق قادر، من خلال "مجاهدي خلق" على توجيه ضربات عنف الى ايران على شاكلة حادث مشهد. وبعد يوم واحد من تصريحات مهاجراني اعلن موسوي نجاد وهو من كبار المسؤولين في وزارة الامن ان منظمة "مجاهدي خلق" تتحمل وحدها مسؤولية انفجار مشهد. وكانت "الوسط" اكدت في العدد 126 عن مخطط المعركة الطائفية واعتقال بهرام عباس زاده الذي كان ينوي تفجير صلاة الجمعة في مسجد مكي في مدينة زاهدان مركز اقليم سيستان وبلوشستان السني واعترافه بأنه تلقى العبوة الناسفة من مفجر حرم الرضا، والاثنان خضعا لدورات تدريبية مكثفة في العراق، وعادا الى ايران بتنسيق واشراف ضباط المخابرات العراقية. وأكد مسؤول ايراني كبير لپ"الوسط" ان حديث مهاجراني لدى "طهران تايمز" يرمي الى إلقاء الكرة في الملعب العراقي بانتظار رد فعل ايجابي من بغداد يسمح لطهران بإرسال وفد سياسي يمهد لزيارة وزير الخارجية ولايتي للعاصمة العراقية. وطبعاً لا يمكن فصل هذا التوجه الجديد - القديم لدى القيادة الايرانية نحو تطبيع العلاقات مع بغداد عن سياقه الاقليمي، وتحديداً بعدما حذر السفير الاميركي الجديد في الكويت رايان كروكر مما وصفه "تهديدات ايرانية وعراقية" لدول الخليج العربية، حيث ذكر في مؤتمر صحافي عقده في الكويت في 23 من الشهر الماضي ان ايران تشكل خطراً على المنطقة، مطالباً بتنسيق الجهود مع الكويت لمعرفة موقفها وتوضيح قلق اميركا من "بعض التصرفات الايرانية". وترافقت عملية تبرئة العراق من أعمال "مجاهدي خلق" مع انتقادات شديدة من أوساط ايرانية للكويت وللتواجد العسكري الاميركي فيها. وقالت الأوساط ان تزايد حجم التواجد العسكري الاميركي في الكويت يفرض التقارب العراقي - الايراني وان تغض طهران الطرف عن دور العراق في توجيه وقيادة "مجاهدي خلق" نحو ضرب أهداف في ايران. ولكن ماذا قال مهاجراني وهو يلقي بالكرة في الساحة العراقية؟ لقد اتهم "مجاهدي خلق" بالعمل على تخريب علاقات ايران مع الدول المجاورة ومنع التقارب الايراني - العراقي من تحقيق نتائج ايجابية. وعلق المسؤول الايراني الكبير ان طهران تنتظر حالياً اشارات من بغداد قبل ان ترسل وفدها لاجراء محادثات تعبد الطريق لزيارة ولايتي.