قال مصدر إيراني مسؤول ل "الوسط" ان المعلومات الأولية المتوافرة بعد خطف طائرة ركاب ايرانية من طراز "فوكر فريندشب F27" هبطت في مطار عسكري في البصرةجنوبالعراق تفيد ان بغداد تخطط لخطف المزيد من الطائرات الايرانية لتعزيز موقف المفاوض العراقي في المحادثات الثنائية لحل المسائل العالقة وتحريك عجلة التطبيع بين العراقوايران. وأوضح المصدر الايراني، وهو شخصية رفيعة في إدارة الرئيس رفسنجاني، ان لدى ايران معلومات عن نية العراق تشجيع عمليات خطف الطائرات الايرانية وان بغداد تقف وراء حادث الخطف الأخير. وأكد ان التنفيذ تتولاه جماعة "مجاهدي خلق" المنشقة والمدعومة من قبل العراق. وقال المسؤول الايراني ان محاولة الطائرة الهبوط في مطار الكويت الدولي قبل توجهها الى البصرة لم تكن الا لعبة قصد بها التضليل على الوجهة النهائية وهي العراق. فالخاطف وجماعته كانوا يدركون جيداً موقف الكويت الرافض السماح للطائرة بالهبوط عشية الزيارة المهمة التي سيقوم بها الى طهران أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح. ويسود الاعتقاد في طهران ان بغداد تبحث عن أوراق سياسية جديدة للافادة منها في محادثات التطبيع خصوصاً في ما يتعلق بالرقم الذي قدمته بغداد عن عدد طائراتها التي نقلتها الى الأراضي الايرانية. وقال مسؤول أمني كبير ل "الوسط" ان العراق ربما سيعيد الطائرة في عملية تضليلية جديدة ليوعز الى المتعاونين معه من جماعة "مجاهدي خلق" بخطف طائرات أكبر وفي وقت تكون فيه أجهزة الاستخبارات الايرانية في حال استرخاء. وكانت الطائرة التي هبطت في مطار البصرة تقل 35 راكباً وطاقماً من ثلاثة أفراد. ونسب المسؤول الأمني العملية الى جماعة "مجاهدي خلق" وقال ان الخاطف يدعى علي رضا كرمي خير آبادي من عناصر الجماعة كما ان أخاه، ويدعى عبدالرضا موجود حالياً في العراق ومن أعضاء المنظمة نفسها. ورفض المسؤول الأمني الايراني اعتبار الحادثة مجرد فرار لمواطن الى دولة مجاورة بغرض الحصول على اللجوء السياسي. وقال ان الحدود العراقية - الايرانية مفتوحة ويصعب السيطرة عليها وبامكان من يريد الفرار الى العراق تحقيق هدفه دون اللجوء الى خطف طائرات خاصة لافتاً الى ان العراق يحشد منذ أيام مزيداً من قواته ومن مقاتلي "مجاهدي خلق" في منطقة الحدود مع البصرة. ونفت منظمة "مجاهدي خلق" أي صلة لها بالعملية ولكن طهران تدعي ان متحدثاً باسم المنظمة اتصل بوكالة الانباء الايرانية من باريس وقال ان المنظمة أصدرت تعليماتها لتحط الطائرة المختطفة في البصرة وهدد بالقيام بعمليات أخرى في المستقبل ضد الحكومة الايرانية. وقالت الوكالة ان المتحدث المنشق أكد ان خاطف الطائرة على اتصال مع زعيم "مجاهدي خلق" مسعود رجوي المقيم حالياً في بغداد. واستند المصدر الايراني الرفيع في حديثه عن "لعبة عراقية" لخطف طائرات ايرانية الى "سجل العراق الكبير في هذا المضمار وقيام عناصر ايرانية عملت لحسابه باختطاف عدد من الطائرات الايرانية الى بغداد أثناء فترة الحرب". وأضاف: "ان العراق أوعز الى القائم بأعمال سفارته في طهران - حكمت عبد خضير الدليمي - بالتظاهر بالتعاون مع السلطات الايرانية لحل الأزمة الطارئة الجديدة". وبالفعل أجرى الدليمي اتصالات مع حكومته بعد ان استدعته وزارة الخارجية الايرانية يوم الحادث ورتب عودة الركاب الى ايران. وقال المسؤول الأمني ان التحقيق جار لمعرفة ملابسات الحادث واعتقال الأشخاص الذين لهم علاقة به لمنع تكراره مستقبلاً. وكانت الطائرة المختطفة تقوم برحلة داخلية بين كجساران وأهواز وعبادان وهي تابعة لوزارة النفط ومعظم ركابها من العاملين في شركة النفط الوطنية. ووقع الحادث بينما كان دخان القذائف التي استخدمت في مناورات "خندق" الواسعة مرتفعاً في فضاء اقليم خوزستان الذي منه انطلقت الطائرة الايرانية. وقال المسؤول الايراني ان من أهداف العملية، اضافة الى تعزيز موقف العراق التفاوضي حول الطائرات، صرف الأنظار عن أهمية احتفال قوات التعبئة البسيج بذكرى مرور 14 عاماً على تأسيسها والذي نظمت خلاله التعبئة وقوات الحرس الثوري مناورات "خندق" الواسعة في طهران وباقي المدن للدفاع الداخلي، وقد سخرت اذاعة "مجاهدي خلق" التي تبث من بغداد من المناورات في خوزستان قبل يوم واحد فقط من عملية خطف الطائرة وقالت ان النظام الايراني خائف من عمليات المعارضة. في هذه الأثناء ما زالت ايران تدفع فاتورة ترك حدودها مفتوحة مع العراق وقدمت الاثنين الماضي تقريراً الى اللجنة الخاصة بالمقاطعة الدولية المفروضة على العراق دافعت فيه عن موقفها "دون تجاوز قرارات المقاطعة الدولية".