سالي بيردو مثل جينفر فلاورز لكن شخصيتها مختلفة كثيراً عنها. وهي تكبر الرئيس كلينتون بثماني سنوات. تحدثت في هذه المقابلة الى مندوب "الوسط" راسل وارن هاوي من بيتها في سانت لويس في ولاية ميسوري عن علاقتها بالرئيس يوم كان حاكماً لولاية آركنسو، وكيف انتهت بعدما قررت ترشيح نفسها لانتخابات رئاسة البلدية في الولاية عن الحزب الجمهوري. وأكدت انها تعرضت لضغوط وتهديدات لئلا تروي قصتها وتدافع عن نفسها. ووصفت بيل بأنه شهواني وان جميع عشيقاته من النوع المهيمن، وقالت انه كان يتمتع بسحر شخصية يجذب كل امرأة اليه. واتهمت الصحافة الاميركية بأنها تشعر بالخوف إن هي تعرضت لسيرة الرئيس وعلاقاته مع النساء. وهنا نص الحوار: أين ومتى التقيت بيل كلينتون للمرة الأولى؟ وهل كانت علاقتك معه علاقة غرامية؟ هل كنت تحبينه؟ وهل كان هو يحبّك؟ - أنا اكبر من بيل كلينتون بثماني سنوات وكنت اعرفه قبل فترة طويلة من زواجه. التقينا عام 1973 في حفلة استقبال بعد مسابقة في الغولف. وكنت حصلت على الطلاق من زوجي ذلك العام، ولهذا كنت في الحفلة بصحبة رجل آخر. اما كلينتون فكان آنذاك في ريعان شبابه، في السادسة والعشرين فقط. ومن الواضح انه كانت له طموحاته السياسية، ولهذا كان يتردد على الكثير من الحفلات ليلتقي الناس المهمّين. وبعد ذلك كنت اراه من حين الى آخر في حفلة او اخرى، خصوصاً انه كان لنا عدد من الاصدقاء المشتركين. وبعدئذ اصبح يشغل منصب المدعي العام ثم صار حاكماً للولاية. وفي 1978 كان سيزور الصين على رأس لجنة صناعية من الولاية. وقبل ذلك بحوالى عشر سنوات كنت بدأت بممارسة رياضة الجري وكنت اركض ما بين خمسة وعشرين وثلاثين كيلومتراً كل يوم وكان لدي حلم وهو ان أركض طول مسافة جدار الصين العظيم. لكن الحصول على تأشيرة لزيارة الصين كان صعباً آنذاك ولهذا اتصلت بكلينتون وطلبت منه مساعدتي في الحصول على تأشيرة لزيارة الصين. وفعلاً ساعدني وزرت الصين وركضت طول مسافة الجدار في بكين. وفي 1979 غادرت ولاية آركنسو وبقيت في نيويورك ونيوجيرسي لثلاث سنوات مما أتاح لي الفرصة لأكون اكثر استقلالاً وأكثر ثقة بنفسي. وبعدئذ عدت الى الولاية حيث اشتريت منزلاً صغيراً في ليتل روك. وكانت في بلدتي الاصلية يايْن بْلافْ قاطرة بخارية قديمة معروضة في متنزه البلدة. وأنا اذكر ذلك لأن هذا هو السبب الذي اعاد الاتصال بيني وبين بيل كلينتون. فقد ألحقت مجموعة من المراهقين الضرر بالقاطرة مما حزّ في نفسي لأن والدي كان سائق قطارات بل بدأ العمل في القاطرات البخارية. كذلك سبق لجدي الاكبر، جد والدتي، ان عمل في القطارات، كما ان شقيقي كان مفتشاً في السكة الحديد. وهكذا ذهبت الى غرفة التجارة وأقنعت المسؤولين بترميم القاطرة البخارية وإصلاحها. وإثر ذلك سرعان ما بدأ الناس في مختلف انحاء الولاية يتصلون بي لكي اساعدهم على ترميم مختلف انواع المصنوعات القديمة ذات القيمة الفنية. وهكذا بدأت بالسفر في انحاء الولاية وأسست لجنة خاصة لهذا الهدف. وكان أطلس راند ماكنالي قد وصف بلدتي، ياين بلاف، بأنها ثاني أسوأ مكان في اميركا يمكن المرء ان يعيش فيه مع انها كانت ثاني اكبر مدينة في ولاية آركنسو. بينما وصف الاطلس الولاية نفسها بأنها اسوأ ولاية في الولاياتالمتحدة. ولذا ذهبت الى وزارة السياحة وعرضت عليها خطة لتحسين سمعة الولاية ومكانتها، لكنني لم احصل على اي اجابة. اثر ذلك ذهبت الى كلينتون الذي كان بحلول ذلك الوقت حاكم الولاية وشرحت له مشكلتي. وبعدما استمع اليّ قال: "ان الكثير من المقاطعة يحدث هنا. اين تسكنين؟" وفعلاً جاء الى منزلي واستمتعنا بصحبة بعضنا بعضاً، اذا كانت تفهم ما أقصده، لحوالي ثلاثة اشهر ونصف شهر. كانت علاقتنا حميمة فعلاً تتخللها الاحاديث الجيدة واللهو. اما الحب فلم يكن موضع خلاف مع انه كانت بيننا معاشرة ومضاجعة مكثفة. اذن لماذا انتهت العلاقة بينكما؟ - في ذلك الشهر كانون الأول/ ديسمبر قررت ان ارشح نفسي لرئاسة بلدية مدينتي فغضب. وكان في واقع الأمر يقول لي: كيف تجرؤين على الافتراض ان في مقدورك ان تصبحي سياسية، أنت امرأة، انت ملكة جمال الولاية السابقة؟ وأضاف ان الحزب الديموقراطي اختار مرشحه لرئاسة البلدية وسيفوز، وإذا رشحت نفسي فانه سيكون لي اعداء! عندها قلت له انني سأرشح نفسي عن الحزب الجمهوري، لكنه لم يأخذ كلامي على محمل الجد. ونشبت بيننا مشادة عنيفة خرج بعدها غاضباً. بعد ذلك كنا نتحدث كثيراً بالهاتف لكن معظم الحديث كان يتركز على محاولاته لمنعي من خوض انتخابات البلدية باسم الجمهوريين. والواقع انه قال لي: اذا كنت جمهورية فانني لن اتحدث اليك ثانية. وحين اتصلت بمكتبه مراراً باسم لجنة السكة الحديد التي اسستها كان يرفض استقبال مكالماتي. كل ما حصلت عليه منه هو رسالة فاترة يقول فيها انه سينظر في المسألة. وخضت الانتخابات لرئاسة بلدية مدينتي لكنني خسرت. وهكذا كانت نهاية مرة وحلوة لعلاقتنا. وبعد ذلك انتقلت الى مدينة هيوستون في ولاية تكساس وأخيراً ذهبت الى الصين بمساعدة السناتور لويد بنتسون عن ولاية تكساس وهو وزير الخزانة الحالي وكما قلت ركضت طول مسافة جدار الصين العظيم ثم عدت لأجد رسالة من بيل كان ينبغي ان اتسلمها قبل ان اسافر. وفيها يقول انه حصل على عنواني من والدتي وانه يرجو لي رحلة جيدة الى الصين. واعتبرت هذه الرسالة دليلاً على عودة صداقتنا من جديد لكنني لم أرد عليه. وهكذا كان كل شيء سيظل مجرد ملحوظة صغيرة على هامش التاريخ. ثم فجأة اتصل بي مراسل لمجلة "ديموقراطي آركنسو" عام 1992 وقال انه يريد ان يسألني بعض الاسئلة عن "علاقتي الغرامية مع حاكم الولاية". كنت قد عدت الى الجامعة، بعد سبع وثلاثين سنة، لاكمال دراستي. وحين دخلت غرفة الصف قال المحاضر: "اذن انت ملكة جمال آركنسو السابقة التي نامت مع الحاكم كلينتون!" وذهلت مما سمعت لأنه لم يسبق لي ان تحدثت الى احد عن الموضوع. كما ان طفلتي الاثنتين لم تعرفا شيئاً. وشعرت بأن حياتي اصبحت عارية. وبعدئذ خرجت جينفر فلاورز على الملأ وواصل المراسلون والصحافيون الاتصال بي. وبدأ افراد عائلتي يتصلون بي. ثم اتصلت بي ابنتي من اطلانطا وقالت ان من الافضل ان اصدر بياناً عن الموضوع. وفعلاً رتبت لي الذهاب الى الاستوديو المحلي لمحطة "أي.بي.سي." في اطلانطا حيث قابلني المراسل بيل نايت. فخ وتهديدات وكنت اعمل في جامعة صغيرة جداً اسمها ليندنوود. وفي كانون الأول ديسمبر 1990 نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالة عن الجامعة انتقدت فيها طريقة رئيسها في الحصول على الهبات المالية. واثر ذلك فصلت من عملي ولم يسمح لي بمتابعة دراستي. وبعد ثلاثة اسابيع نشرت "اي.بي.سي" خبراً قالت فيه ان "معسكر كلينتون" اعلن ان ليست لدي أي مصداقية. كما ابلغتني "اي.بي.سي" ان كلينتون قال انه لا يعرف حتى من أنا. وقررت المحطة عقد اجتماع مع كلينتون في قاعة البلدية، لكنني بالطبع لم أتلق اي دعوة الى الحضور. وبعدئذ حصل المشرفون على حملة جيري براون حاكم ولاية كاليفورنيا السابق على القصة وقرروا ان ما قد يساعد براون هو ان يذيعوا ان جماعة كلينتون يمارسون ضغوطاً قوية لمنع الناس من معرفة حقيقة قصتي. ولهذا، بينما كان المندوبون يصلون الى نيويورك لحضور المؤتمر العام للحزب الديموقراطي دعتني محطة "اي.بي.سي" لكي "أدافع عن نفسي". ولم أشعر بأنني احتاج الى الدفاع عن أي شيء، وقررت الذهاب. لكنهم في الحقيقة نصبوا لي فخاً، اذ كانت ستجرى مقابلتي أمام جمهور من مندوبي المؤتمر الديموقراطي الذي كان معظمهم من ولاية آركنسو. وبعدئذ بدأت أتلقى مكالمات هاتفية كلها تهديد او بذاءة. كما ان شخصاً ترك رصاصة على مقعد سيارتي، وأنا لا أملك اي سلاح شخصياً. كذلك تعرضت لتهديدات اخرى كثيرة. وفي آب اغسطس 1992 قال لي رون تاكر، من الحزب الديموقراطي في ميسوري لأنني كنت اعيش آنذاك في سانت لويس، ان "مستقبلي بين يديه وعليّ ان أخرس وألا أتطرق الى علاقتي مع كلينتون". وأضاف انه يتحدث باسم "ديموقراطيين أقوياء جداً". ومن هم؟ - بول سايمون وألن ديكسون من اعضاء مجلس الشيوخ وهكذا لم يسمحوا لي اطلاقاً بأن احكي قصتي في اميركا، ليس عن عام 1983 فحسب بل كل شيء حصل منذ ان اتصل بي ذلك المراسل الأول. وكنت في حالة من الرعب لأنه ليس لي اي اصدقاء، اذ استشرت ابنتي في اطلانطا. تاكر دعاني الى الغداء فأخذت معي دينيسون دايل وهو صديق ابنتي. وفعلاً جلس دينيسون على بعد خمسة مقاعد عنا وكتب ما سمعه اثناء الغداء ثم سجل ما كتبه تحت اليمين القانونية عند احد المحلّفين. ومن ذلك تهديد تاكر بما سيحدث "لساقي الجميلتين" اذا تفوهت بكلمة واحدة عن علاقتي الغرامية مع كلينتون. وحاول تاكر بعد ذلك ترتيب لقاء آخر معي وقال انه سيضمن تعييني في وظيفة اتحادية وسيعمل على اعادة منحي حق الدراسة الجامعية. العاشق الجامح حين نشأت علاقتك مع كلينتون عام 1983 ألم يكن بينه وبين جينفر فلاورز علاقة قوية آنذاك؟ هل كنت تعرفين بذلك؟ ام هل وقع شجار بينهما؟ - كنت اعرف ان هناك اشاعات عنه وعن جينفر فلاورز، ولكن كانت هناك ايضاً اشاعات عن علاقته بعدد كبير من النساء. فهو شهواني. الا انني لم اكن اعرف شيئاً عن جينفر بالذات. ولم اكن أعرفها شخصياً لكنني عرفت شخصياً بعض الناس الذين كانت لها علاقة بهم. وكنت اعرف انهم جميعاً كانوا متزوجين. كذلك لا أدري اذا وقع شجار بين جينفر وبيل. فالذي افهمه انه كان يراها من حين لآخر على مر السنين. اذن لماذا قررت كشف الامر، فأنت لا تطلبين مالاً مثلاً في مقابل المقابلة مثل جيني فلاورز ولا تريدين تحقيق ربح من هذه المسألة؟ - ان الصحف لم تتركني وشأني خصوصاً بعدما بدأ افراد حرس كلينتون بالحديث عن نقله الى منزلي والى شقة جينفر. فقد حصلت جيني على مبلغ لا بأس به من المال من مجلات مثل "بنتهاوس" وغيرها وهي تريد ان تنشر كتاباً وتعود الى ممارسة الغناء. اما أنا فقد خسرت اموالاً في الواقع. لكنني قررت الحديث لكي اتخلص من القصة. كما انني لم اجنِ اي اموال ولم احاول فعل ذلك. فأنا انظر الى نفسي كصاحبة مهنة. وكان في وسعي ان احظى باهتمام الصحف لو أردت، لكنني لن أحط من مكانتي من اجل النقود، فبرنامجي وبرنامج جينفر مختلفان جداً. ان حياتي ستستمر. فقد كنت عشيقة كلينتون في فترة صغيرة جداً من حياتي. وحين فقدت عملي في الكلية بسبب العلاقة معه باشرت عملي الحالي مشرفة على عيادة للمعوقين. من يدري، هذا على ما اعتقد هو قدري. وأنا الآن استمتع بعملي. وكان هناك خطر من احتمال فقداني حتى هذه الوظيفة لأنني اعمل لمدة ساعتين في الاسبوع مع محطة اذاعة حيث اجري مقابلات وورد اسم كلينتون فيها. ولهذا قررت ان أترك العمل مع محطة الاذاعة لكي احتفظ بهذا العمل. الصحافة تشعر بالخوف كما تعرفين لا تزال صحف المؤسسة الاميركية ترفض البحث في مشكلات كلينتون الاخرى باستثناء فضيحة "وايت ووتر"، فهل هذا دليل على تدهور النقاء والنظافة في الصحف الاميركية ام هو خوف من اغضاب المكتب الصحافي في البيت الابيض؟ - كلا الأمرين. وعلى الأغلب اعتقد بأن الصحف تريد ضمان سهولة الوصول الى الرئيس والبطانة التي من حوله. فالصحافة الاميركية تشعر بالخوف في هذا المجال تماماً مثل صحف العالم الثالث. فمثلاً تبجّح جورج ستيفانوبولس بأنه، كما قال في مقابلة مع مجلة "يو إس نيوز أند ويرلد ريبورت"، منع "نشر قصة تلك المرأة في الصحف". كما قال انه نجح في "قتل" اشرطة الفيديو التي سجلها معي بيل نايت في اطلانطا. وكان كل ذلك جزءاً من عملية لاغتيال شخصيتي. اذ ان محطة التلفزيون ملك لامرأة اسمها آن تشامبرز وهي اثرى امرأة في الحزب الديموقراطي في ولاية آركنسو. كذلك وصفتني بتسي رايت بأوصاف بذيئة. وأنا أرفض ذلك. فأنا جدة وقد عرفت بيل كلينتون فترة اطول مما عرفته هي. ألم تكن النساء اللواتي اقام علاقات معهن في اواسط العمر؟ ألم يكن يبحث عن عشيقة وأم في الوقت نفسه؟ - دعني أقل لك رأيي بصراحة: ان جميع النساء اللواتي أقام علاقات معهن من النوع المهيمن. لماذا احس بالجاذبية نحوي؟ انني اعترف بأنني يمكن ان اكون مهيمنة ومتسلطة. لهذا السبب ولأنني كنت في السابق ملكة جمال الولاية وكنت مختلفة عن ملكات الجمال الاخريات لأنني عشت في نيويورك وكانت لي شخصيتي المستقلة. وهذا ما جعل كلينتون يشعر بجاذبية قوية نحوي. ولكن حين رشحت نفسي لانتخابات بلدية مدينتي انتهى الامر. أخيراً ما رأيك فيه؟ في تصرفاته؟ - المدى الذي يهتم فيه بشيء مدى قصير. كما ان صبره يفرغ بسرعة. وكان في مرحلة ما بقلب عطوف فعلاً، لكن هذا القلب ضاع في مكان ما، لأنني لا أظن ان له قلباً الآن. كما أنني لا أصدق انه عاشر ذلك العدد الكبير من النساء كما يقولون الآن. لكن بيل كان لديه سحر شخصية يجذب كل امرأة اليه. حتى والدتي صوتت له وهي تستشيط اذا قلت أي شيء يمكن ان "يؤذي بيل". فهي تعتقد بأنه انسان رائع بكل معنى الكلمة. وحين تسألني: "هل نمت معه فعلاً؟" أقول لها انني لست فخورة بكل شيء فعلته، ولكني لم أطلب اذنك في كل شيء فعلته".