تواصلت الاشتباكات العنيفة في منطقة بيهاتش الاستراتيجية شمال البوسنة بين الميليشيات الصربية البوسنية وحليفتها الصربية الكرواتية، وقوات القائد المسلم المنشق فكرت عبديتش من ناحية وألوية الجيش الحكومي البوسني من ناحية أخرى. وأكدت مصادر المقاومة البوسنية في بيهاتش ل "الوسط" ان القوات المسلمة نجحت في اقامة دفاعات ثابتة خارج بيهاتش وفيلكا كلادوشا اللتين تتعرضان لهجوم صربي عنيف ينطلق من مدينة بوسانسكا كروبا. وأضافت ان السبب الرئيسي في التراجع النسبي الذي حدث في الانتصارات المسلمة في بيهاتش في الفترة الأخيرة هو تخلي القوات الدولية مرة ثانية عن اداء وظيفتها بمنع قوات صرب اقليم كرايينا المحتل داخل جمهورية كرواتيا من انتهاك الحدود الدولية والاندفاع بدباباتهم التي بلغ عددها 75 دبابة واسلحتهم لتشكل محوراً جديداً للقتال ضد المسلمين لم يعمل حسابه خلال الهجوم المسلم. وأوضحت المصادر انه على رغم دخول اكثر من 20 ألفاً من صرب كرواتيا الحرب ضد المدافعين البوسنيين المسلمين في بيهاتش الا انهم يقفون عاجزين عن احتلال بيهاتش والمدن الأربع الرئيسية في المنطقة. وتعليقاً على ما أعلنه وزير الدفاع الاميركي وليام بيري اخيراً من ان المسلمين انهزموا في الحرب خصوصاً بعد هجوم بيهاتش الأخير، وان عليهم الاعتراف بالهزيمة، قال مفتي بيهاتش احمد حسن ماكيتش ل "الوسط" انه "لا يمكن ان تسقط ونحن واثقون من ذلك"، وأضاف: "هناك 200 الف مسلم يعيشون في بيهاتش معظمهم مقاتلون والامر يتطلب 500 الف صربي جاهز للموت للاستيلاء على بيهاتش، والصرب ليست لديهم القدرة على ذلك". ويشعر البوسنيون بمرارة شديدة بعد عجز مؤتمر التعاون والأمن الاوروبي الذي انعقد في بودابست عن اتخاذ قرار يدين الصرب بسبب هجومهم على بيهاتش، خصوصاً انهم كانوا يعلقون امالا كبيرة على ارسال قوات تابعة للأمم المتحدة الى المناطق التي يحاصرها الصرب. وكانت قمة بودابست شهدت خلافات بين روسيا والدول الغربية بعد ان عملت موسكو وراء الستار على أفشال اي اجماع في القمة.