أعلنت بلغراد مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات من ثلاث مناطق يسكنها المسلمون البوشناق في منطقة السنجاق جنوب صربيا، فيما قضت محكمة لاهاي بسجن زعيم صرب كرواتيا السابق ميلان مارتيتش مدة 35 سنة لارتكابه جرائم حرب خلال التمرد الصربي في منطقة كرايينا جنوب شرقي كرواتيا بين عام 1991 و1995. وأفاد وزير الداخلية الصربي دراغان يوتشيتش خلال مؤتمر صحافي في بلغراد امس، ان"الأسلحة المصادرة عبارة عن مئات البنادق المتنوعة و10 آلاف قطعة عتاد لها، و15 كيلوغراماً من المتفجرات، وتم العثور عليها في محيط ثلاث مدن في منطقة السنجاق، هي: نوفي بازار عاصمة المنطقة وتوتين وسينيسي، مخبأة لدى جماعات المسلمين السلفيين". وأضاف:"رصدت أماكن وجود هذه الاسلحة، من خلال اعترافات احد عشر سلفياً تم اعتقالهم اخيراً في منطقة السنجاق، وكشفوا ايضاً مهربيها من منطقة بيتش غرب كوسوفو". وأوضح بوتشيتش ان"هذه الأسلحة كانت معدة لاثارة تمرد اسلامي سلفي في المنطقة، واستهداف المؤسسات الحكومية بهجمات، بينها تفجير انتحاري في مركز الشرطة الرئيسي في نوفي بازار". وكانت حملات الملاحقة ضد المسلمين السلفيين في صربيا، تصاعدت منذ 20 نيسان ابريل الماضي، إثر المواجهة التي وقعت بين أجهزة الأمن الصربية ومجموعة سلفية في احدى القرى الجبلية. محكمة لاهاي من جهة اخرى، أفاد تلفزيون بلغراد امس، ان محكمة لاهاي اصدرت حكماً على زعيم صرب منطقة كرايينا الكرواتية ميلان مارتيتش 52 سنة بالسجن 35 سنة"لارتكابه جرائم قتل وحرب ضد المدنيين الكروات، وارغامهم على مغادرة ديارهم واصدار الأوامر بقصف العاصمة الكرواتية زغرب بالمدفعية البعيدة المدى". وقال رئيس الهيئة القضائية التي تولت محاكمة مارتيتش القاضي باكوني مولوتو ان غالبية الجرائم التي ارتكبها مارتيتش، استهدفت الاشخاص المسنين والمعتقلين والمدنيين، وانه متورط الى حد كبير في مخطط اجرامي مع قادة صرب آخرين، بمن فيهم الرئيس الصربي الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش و القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش، لاقامة صربيا الكبرى وتطهيرها عرقياً من غير الصرب، بعد انهيار يوغوسلافيا السابقة". ومعلوم، ان مارتيتش كان قائداً للشرطة في منطقة كرايينا ثم اصبح رئيساً لما كان يسمى آنذاك"جمهورية كرايينا الصربية"التي انهارت عام 1995 إثر هجوم عسكري كرواتي. واتهمته محكمة لاهاي بارتكاب جرائم حرب عام 1995، لكنه ظل هارباً سبع سنوات، الى ان استسلم طوعاً للمحكمة عام 2002.