مع افتتاح ميناء ضباء على ساحل البحر الاحمر، وهو اقرب ميناء سعودي الى الموانئ المصرية، ووضع الحجر الاساس لمصنع اسمنت تبوك دخلت المنطقة مرحلة جديدة من الازدهار التجاري والصناعي. قال الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك ان ميناء ضباء سيخدم الكثيرين من ابناء الدول العربية، من شمال افريقيا ودول الخليج العربي، ويتيح لهم فرصة السفر الذي يختصر نسبة 50 في المئة من الوقت وأكثر من 70 في المئة من التكلفة الاقتصدية السابقة التي كان يتكبدها المسافر عبر أي منفذ آخر. وأكد في حديث ل "الوسط" يوم افتتاح الميناء ووضع حجر الأساس لشركة اسمنت تبوك قبل ايام ان هذين المشروعين يمثلان "نقلة حضارية كبيرة"، مشيراً الى دورهما المهم في التنمية الاقتصادية والتجارية في المنطقة خصوصاً وبقية مناطق المملكة العربية السعودية عموماً. وحول أهمية ميناء ضباء الذي بلغت تكلفته نحو 160 مليون ريال قال الأمير فهد "ان الموانئ السعودية على البحر الأحمر تنتهي عند ميناء ينبع الصناعي ولا يوجد اي ميناء تجاري في المملكة العربية السعودية، وموقع ميناء ضباء في هذه المنطقة سيعمل على تحول اقتصادي كبير في شمال السعودية وأيضاً في الدول المجاورة". وأشار الى ان هناك "اتصالات بين السعودية ومصر على مستوى الحكومات وايضاً على مستوى القطاع الخاص في هذا المجال، فهناك شركة تحت التأسيس للنقل البحري برأسمال نحو 200 مليون ريال وبعد استكمال اجراءاتها سيبحث ايضاً موضوع النقل البحري للركاب والسيارات بين السعودية ومصر للربط بين قارتي آسيا وافريقيا ليصبح اقصر طريق بين مصر والمملكة العربية السعودية متوقعاً تشغيله الفعلي لنقل الركاب قبل الصيف المقبل". وعن انشاء منطقة تجارية حرة في تبوك قال الأمير فهد ان هناك "جهات حكومية مختصة بذلك منها وزارة التجارة المخولة درس هذه الامور وعوائدها الاقتصادية ومردودها الاقتصادي على البلاد والمواطن لاتخاد القرار"، وأوضح "انه على ضوء ذلك تراود البعض فكرة تحويل مطار تبوك الى مطار دولي خصوصاً بعد هذا الانتعاش الاقتصادي، وبالطبع يستلزم ذلك وجود جدوى اقتصادية لحجم الرحلات القادمة والمغادرة له، وعندما تدرك الجهات السعودية المسؤولة جدوى الاقتراح والمشروع ستعمل على ذلك، مشيراً الى انه يوجد مطاران، الأول في تبوك والثاني في الوجه". وتقع منطقة تبوك على ملتقى خطي الطول والعرض 24.30، 25.59 وتقدر المساحة الاجمالية بنحو 116.40 كيلومتر مربع، وتمتد من مدينة حقل في الشمال بمحاذاة البحر الأحمر الى جنوب املج، ومن ساحل البحر الأحمر غرباً حتى اطراف صحراء النفوذ الكبرى. وتعتبر تبوك همزة الوصل للقوافل التجارية القادمة من الغرب مصر وافريقيا ومن الشمال تركيا وبلاد الشام حيث كانت محطة ترحاب لحجاج بيت الله الحرام، وتتبع منطقة تبوكمحافظات عدة، منها ضباء التي تقع في الركن الشمالي الغربي على ساحل البحر الاحمر بالقرب من خليج العقبة وفيها مصنع اسمنت تبوك، اما ميناؤها فله علاقات قديمة مع الموانئ المصرية مثل الغردقة وسفاجا والسويس. من جهة ثانية قال وزير المال والاقتصاد السعودي السيد محمد ابا الخيل ل "الوسط" ان ميناء ضباء ومصنع اسمنت تبوك سيخلقان فرص عمل واسعة ويحققان النمو الاقتصادي السريع داخل المدينة ما يحولها الى مدينة رئيسية. وأكد السيد عبدالوهاب عطار وزير التخطيط السعودي ل "الوسط" "ان هذين المشروعين يمثلان صروحاً جديدة في بناء الاقتصاد السعودي ولهما دور فعال في تطوره واضافة الجديد الى قطاع البناء والتشييد، وسيكون الميناء منفذاً للتصدير وزيادة الحركة والاستيراد في المنطقة". واستنكر السيد حمد الرشودي المدير العام لمصلحة الجمارك السعودية ما تردد عن تحصيل رسوم اضافية كضرائب من قبل الجمارك السعودية على الواردات من الخارج، وقال "ان المملكة العربية السعودية بخير والوضع الاقتصادي جيد وامكاناتها جيدة وليس هناك شيء من هذا القبيل، ولم يبحث الموضوع اطلاقاً". من ناحية اخرى توقع المهندس مبارك الخفرة وكيل وزارة الصناعة السعودية للشؤون الصناعية في حديث ل "الوسط" "ان يزداد عدد المصانع في منطقة تبوك بنسبة كبيرة، وحالياً هناك 18 مصنعاً باجمالي تمويل يزيد على 168 مليون ريال، اضافة الى ان وزارة الصناعة والكهرباء رخصت ل24 مصنعاً باجمالي تمويل يتجاوز 1.1 بليون ريال". وقال المهندس محمد بن عبدالكريم بكر المدير العام للمؤسسة العامة للموانئ السعودية ل "الوسط" ان انشاء ميناء ضباء وتشغيله عمل يحمل في طياته الكثير من الخير على المستوى الاقليمي والداخلي، وحظي بالكثير من الدعم والتوجيه من قبل الحكومة السعودية". وأضاف "ان الموانئ اليوم تحتضن أهم المنشآت الصناعية في السعودية، سواء في مجال البتروكيماويات او المصافي او الصناعات الغذائية في كل من الجبيلوينبع والدمام وجدة، وسيضطلع ميناء ضباء بدور ريادي في التنمية الاقتصادية لمنطقة تبوك لا يقل اهمية عن دور الموانئ الاخرى على البحر الأحمر والخليج العربي".