منذ دخول الجنرال عبدالرشيد دوستم زعيم الميليشيات الاوزبكية في تحالف عسكري مع الحزب الاسلامي بزعامة رئيس الوزراء قلب الدين حكمتيار، تتعر ض كابول التي تسيطر قوات الرئيس برهان الدين رباني ووزير دفاعه السابق احمد شاه مسعود على وسطها لحصار من جهات عدة حتى ان طريق سالانج الذي يؤدي الى الشمال اصبح مشلولاً بعد ان تخلى دوستم عن حليفه السابق "مسعود" وقطع عنه الامدادات التي كانت ترده من الشمال، وأدرك حكمتيار نقطة قوة دوستم وهي تحكّمه في مطار العاصمة الأمر الذي يتيح له إدخال ما شاء من معدات ورجال وذخائر ما سيجعله عبئاً عليه في المستقبل، لذلك امتنع حكمتيار عن مساندة دوستم في اليومين الأولين من معركة المطار ما أسفر عن وقوع أكثر من 200 قتيل وأسر 350 عنصراً من ميليشيات دوستم، واستغل حكمتيار الفرصة ليتحكم في المرتفعات الاستراتيجية المطلة على المطار، وانسحبت الميليشيات ايضاً الى بعض هذه المرتفعات لشل حركة المطار وعدم استخدامه من قبل مقاتلي رباني وتمركزت قوات القائد تاج محمد التابع لعبدرب الرسول سياف أمير "الاتحاد الاسلامي" حليف الرئيس رباني في داخل المطار، وبهذا التكتيك استطاع حكمتيار جر قوات دوستم لاستخدام المنفذ الوحيد لها الى خارج العاصمة باتجاه معقلها في الشمال مزار شريف وهو منفذ جهار سياب معقل حكميتار. وظهرت نجاعة الحصار الذي ضربه حكمتيار على كابول لتحكمه بطريق جلال آباد - كابول وبكيتا - جهارسياب - كابول وبغرامي - كابول، الى جانب قطع حليفه دوستم طريق الشمال عن كابول وشل فاعلية مطار كابول، وظهر تأثير هذا الحصار عندما اضطر وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نجيب الله الافراني لاستخدام طائرة من قاعدة بغرام الجوية في شمال كابول الى هرات معقل القائد اسماعيل خان ثم توجهه الى طهران للمشاركة في مؤتمر التعاون الاقتصادي، الأمر الذي أثار التساؤلات في خصوص امكان مواصلة دولة في مثل هذه الظروف لتسيير شؤونها. وقد أدرك حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران شكلياً استراتيجية حكمتيار وهو الذي يفتقد الى وجود أي معبر له خارج العاصمة الى معقله في وسط افغانستان هزارة جات فطريق كابول - بغمان - هزارة في أيدي خصوم الشيعة من حزب "الاتحاد الاسلامي" بزعامة عبدرب الرسول سياف الذي دخل معهم في معارك دموية خلفت آلاف القتلى والجرحى. أما مطار كابول فإن حزب الوحدة كان يحلم بسقوطه في أيدي قوات دوستم لاستغلاله خصوصاً ان الحزب حليف طبيعي سابق للجنرال الاوزبكي، لكن عدم اشتراك الشيعة في المعارك الاخيرة ضاعف من خسائر الميلشيات التي تجاوزت 700 قتيل ومئات الأسرى. وأمام هذا الوضع ركزت القوات الحكومية ضغطها على جبهة الميليشيات والحزب الاسلامي بعد أن كان عليها توزيع قواتها على الجبهات الثلاث. وفي الواقع فإن سياسة حزب الوحدة تهدف الى عدم دعم أي قوة من القوتين المسيطرتين في كابول كي تحقق انتصاراً على الاخرى، اذ في هذه الحالة لن يعود المنتصر يحتاج الى دعم الشيعة، لذلك فهؤلاء غالباً ما يقفون الى جانب الأضعف لحفظ التوازن.