اتفق وزيرا الخارجية المصري السيد عمرو موسى والسوداني الدكتور حسين ابو صالح على عدم احاطة وسائل الاعلام علما بتفاصيل محادثاتهما التي اجريت في القاهرة يومي 26 و27 من تموز يوليو الماضي. واكتفى الجانبان باصدار بيان صحافي في ختام المحادثات اشارا فيه الى انها كانت ناجحة، وانهما اتفقا على استئنافها في السودان في موعد يتفق عليه لاحقاً. وقال وزير الخارجية المصري: "ان هناك نقاطاً محل اتفاق واخرى محل خلاف، وان استمرار الاجتماعات من شأنه ان يؤدي الى اتفاق لخدمة الشعبين المصري والسوداني". ولوحظ ان عدم اتفاق الجانبين على تحديد موعد اجتماعهما المقبل في الخرطوم اغلق الباب امام تحديد موعد لاجتماع الرئيسين حسني مبارك وعمر حسن البشير الذي كان مقرراً الشهر الجاري بناء على اتفاق القمة المصرية - السودانية التي عقدت في القاهرة على هامش القمة الافريقية اواخر حزيران يونيو الماضي. وقال الدكتور ابو صالح لپ"الوسط" على هامش محادثاته مع موسى في القاهرة انه تقرر عقد اجتماع الخرطوم بصفة مبدئية في ايلول سبتمبر المقبل قبل انعقاد اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مشيراً الى ان موعد الاجتماع سيحدد نهائياً من خلال اتصالات مباشرة سيجريها مع نظيره المصري. وأبلغ مصدر ديبلوماسي مصري "الوسط" ان القمة المصرية - السودانية يمكن ان تنعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اذا اتفق وزيرا الخارجية في اجتماع الخرطوم على النقاط المطروحة في شأن مثلث حلايب ودعم القاهرة المعارضة السودانية والتعويضات التي تطالب بها مصر بسبب تأميم السودان المدارس المصرية... والاتفاق على سبل بناء الثقة بين الجانبين لاثبات حُسن النيات. وبدا ان السودان كان يرغب في استكمال الاجتماعات في الخرطوم اذ ان وفده طلب ذلك في الجلسة الثانية من محادثات القاهرة. ويأتي المطلب السوداني الذي وافقت عليه الخارجية المصرية بسبب اصرار مصر على استضافة اجتماع الوزيرين بعد الدعوة التي قدمها السودان مقترحاً استضافة الاجتماع يومي 21 و22 من تموز الماضي في الخرطوم. ورأى مراقبون ان قبول القاهرة استكمال المحادثات في السودان يأتي تأكيدا لرغبتها في انهاء التوتر وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع السودان. وحاول الجانبان في اجتماعات القاهرة الدخول الى مشكلة حلايب من دون تشدد. وأكدت مصادر ديبلوماسية لپ"الوسط" استعداد القاهرة لفتح مدن مثلث حلايب امام المواطنين السودانيين وامكان طرح صيغ اخرى في شأنها شرط اعتراف السودان باتفاقية عام 1899 التي رسمت الحدود بين البلدين عند خط العرض 22 درجة شمالاً. والى ان يحين موعد اجتماع الخرطوم يستكمل الجانبان اعداد الملفات والدراسات لطرحها في هذا الاجتماع فضلاً عن اطلاع القيادتين على ما تم التوصل اليه من نتائج في اجتماعات القاهرة لتقرير الخطوات المقبلة في ضوء هذه النتائج.