ادى الافراج عن المعتقلين السودانيين الخمسة في مصر والمصريين الاربعة في السودان الى اعادة العلاقات بين البلدين الى ما كانت عليه. وقال مصدر ديبلوماسي مصري لپ"الوسط" ان المسؤولين السودانيين سعوا الى استخدام المعتقلين كورقة ضغط على المسؤولين المصريين لفتح الحوار بعد تأجيل اجتماع الخرطوم بين وزيري خارجية البلدين الذي كان مقرراً في منتصف الشهر الماضي، ودلل على ذلك بأن ثلاثة من المصريين تم اعتقالهم في 23 تشرين الثاني نوفمبر الماضي ولم توجه اليهم اي تهمة. واستنكر المصدر سوء المعاملة التي تعرض لها المعتقلون المصريون، وقال "انه من غير المتصور ان يستخدم السودان المعتقلين المصريين كرهائن وان يكونوا اداة لفتح حوار سياسي او لتسوية خلافات سياسية". والمعتقلون المصريون الاربعة المفرج عنهم هم هشام حمدي مدير شركة "ميدي تريد" الذي احتجز منذ 24 حزيران يونيو الماضي، ومحمد حماد اسماعيل مدير المدرسة التابعة للسفارة المصرية في الخرطوم وهنري موسى سلامة مدير النادي المصري في الخرطوم، وحسن عبدالعظيم العزازي محاسب من المركز التجاري المصري. اما السودانيون الخمسة فهم ازهري بشير وخالد هارون وهيثم عثمان وياسر حسين وأحمد توفيق، وهم طلاب في جامعة المنيا المصرية، وكان القي القبض عليهم في ايار مايو الماضي مع 17 طالباً سودانياً يدرسون في مصر. وغادر السودانيون الخمسة القاهرة على طائرة "مصر للطيران" التي نقلت في عودتها الى القاهرة المصريين الاربعة. وأعرب الناطق الاعلامي للسفارة السودانية في القاهرة السيد صلاح ابراهيم عن امله في ان تؤدي هذه الخطوة الى تحسين العلاقة بين البلدين والتمهيد لاجتماع وزيري الخارجية في الخرطوم، لاستكمال البحث في الخلاف على مثلث حلايب والعلاقات الثنائية بين البلدين. وعلى رغم ان الاتصالات مستمرة بين القاهرةوالخرطوم لتحديد موعد هذا الاجتماع، الا ان الجانب المصري يرى انه لا تفاوض في شأن السيادة، انطلاقاً من ان الحدود بين البلدين محدد لها خط عرض 22 استناداً الى اتفاقية 1899.