أجرى الرئيس الكيني دانيال اراب موي محادثات في الخرطوم امس مع نظيره السوداني عمر البشير لتنشيط مبادرة المنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا "ايغاد" التي تتوسط لإنهاء الحرب الاهلية في جنوب البلاد، وعقد قمة خماسية لهذا الغرض. في موازاة ذلك اتفق السودان ومصر على معالجة قضية مثلث حلايب في "اطار تكاملي". وعلم ان الرئيس الكيني دانيال اراب موي الذي يرأس اللجنة الخماسية التابعة ل "ايغاد" عرض على البشير اقتراحات من شأنها كسر الجمود في المفاوضات بين حكومة الخرطوم و"الجيش الشعبي لتحرير السودان". وافادت مصادر ديبلوماسية ان الرئيس الكيني اقترح، خلال محادثاته مع البشير، عقد قمة خماسية قريباً لتسريع خطى مساعي انهاء الحرب الاهلية في الجنوب، تضم الى كينيا كلاً من اثيوبيا واريتريا واوغندا والسودان. وناقش الجانبان ايضاً توصيات الاجتماع المشترك لوزراء خارجية "ايغاد" وشركائها الغربيين الذي عقد في روما أخيراً ودعا الى وقف فوري وعام لإطلاق النار وضرورة قبول طرفي النزاع نشر مراقبين دوليين للتحقق من تنفيذه. كما بحث الرئيسان في سبل تطوير العلاقات بين بلديهما وتوسيع مجالات التعاون المشترك خصوصاً في التجارة والاقتصاد. العلاقات مع مصر الى ذلك، أعلن البشير انه توصل خلال لقائه نظيره المصري حسني مبارك على هامش القمة العربية التي عقدت في عمان فتح قنوات مباشرة للاتصالات الهاتفية بينهما، ورفع مستوى اللجنة الوزارية المشتركة الى لجنة عليا. كما اتفقا على معالجة قضية مثلث حلايب "في اطار تكاملي". وقال ان البحث خلال اللقاء تناول الدور الذي من الممكن ان يقوم به مبارك خلال زيارته لواشنطن، في دفع العلاقات السودانية - الاميركية. ووصف وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان لقاء البشير ومبارك بأنه كان "ايجابياً وستنعكس آثاره على مسيرة العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة". وذكر ان الرئيسين عرضا أعمال اللجنة الوزارية المشتركة وقررا تنشيطها، وتطوير التعاون التجاري والاقتصادي، وبحثا ملف الوفاق بين الفرقاء السودانيين، علماً ان مصر وليبيا تبذلان جهوداً لعقد مصالحة وطنية في السودان.