تحولت قمة اديس ابابا الى رواق ديبلوماسي، شهد للمرة الاولى منذ حزيران يونيو 1989 لقاء سياسياً بين الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير ونائب مساعد وزير الخارجية الاميركي روبرت هودك. واكدت مصادر عربية مطلعة لپ"الوسط": ان اثيوبيا تقوم بمهمة "توسيع اقنية التواصل" بين واشنطنوالخرطوم، وان المحادثات السودانية - الاميركية تناولت عدم تطبيق قوانين الشريعة الاسلامية في الولايات السودانية الجنوبية غير المسلمة، ومواصلة تطبيق النظام المركزي الذي نصحت به الادارة الاميركية دول القرن الافريقي. الا ان المحادثات الاميركية - السودانية لم تخرس ضجيج المعارك العسكرية التي يخوضها الجيش السوداني ضد جماعة العقيد جون قرنق في جنوب السودان منذ شهر تقريباً. فبعد استعادته مدينة بور مقر قيادة قرنق، احكم الجيش السوداني الحصار على مدينة توريت، المقر الثاني لقيادة قرنق، وواصل حصار جوبا، اكبر مدن السودان. في حين تتركز المعارك حول بلدتي توريت وكبيوتا في الاستوائية، كونهما تشكلان جسراً للعبور نحو اقليم اعالي النيل المحاذي لاثيوبيا. وجديد الحملة العسكرية السودانية مشاركة قوات جماعة "الناصر"، الجناح المنشق على العقيد قرنق، في القتال الى جانب الجيش السوداني، وقيام الخرطوم بتسليح قبائل تبوسا الجنوبية التي تشارك في محاصرة كبيوتا. على صعيد تحرك القاهرةوالخرطوم لتطويق ذيول الحادث المسلح في مثلث حلايب، حمل السفير المصري في الخرطوم رسالة من الرئيس حسني مبارك الى الرئيس السوداني البشير تضمنت: "اسف القاهرة بشأن الحادث، واعتباره قضية عابرة، وتشكيل لجنة لمعرفة حيثيات الحادث، واستعداد مصر للتعويض الكامل على المتضررين من اهل الضحايا السودانيين الثلاثة". في الوقت نفسه تقرر استئناف الجولة الثانية من مباحثات اللجنة المصرية - السودانية، في القاهرة اواخر الشهر الجاري لمواصلة بحث قضية حلايب. كما تردد في العاصمة السودانية ان ليبيا غير راغبة في تجديد اتفاقية توفير المواد البترولية الليبية للسودان حتى يسدد السودان ما عليه من متأخرات والبالغة نحو مليار دولار اميركي.