ان للقضية الفلسطينية مكانة خاصة في نفس كل مواطن عربي تتمثل في الاستعداد الفطري لدى الكافة في التضحية من اجلها، وللقيادة الفلسطينية احترام وتقدير للمواقف النضالية... الا ان التحدي والممارسات غير المسؤولة احياناً قد تؤدي الى حالات نقم حادة تجاه تلك القيادة. فقد حدث في السودان وفي عيد الاضحى المبارك ان قام الرئيس ياسر عرفات بأداء صلاة العيد في مسجد قبة الامام المهدي في السودان مع الحاكم العسكري البشير، مع العلم بأن ذلك المسجد قد تمت مصادرته قبل اسابيع من تاريخ الصلاة من اهله، وحجر عليهم ممارسة شعائرهم الدينية فيه بصورة تنتهك اول الحريات الأساسية للانسان، وهي حرية العبادة. كما ان ذلك المكان يعتبر ملكاً لعدد يتجاوز الپ5 ملايين سوداني... فكيف يتم استعداء تلك الجموع من اجل ارضاء نظام قمعي لا يمثل سوى الآلاف من السودانيين فقط؟ وان كانت الظروف السياسية للقضية الفلسطينية تفرض ذلك فان المنطق والعقل والديبلوماسية كانت تستوجب الا يحصل. وبتحليل سياسي فان هذا الحكم زائل وحتماً سيختار الشعب السوداني من يمثله، وحينذاك لا يسامح من أساء اليه. ونؤكد اننا مع القضية الفلسطينية بكل ما نملك ولكننا لا نقبل ممارسات حكومة عسكرية. عبدالحفيظ عباس سوداني القاهرة - مصر