تعرضت وزارة الخارجية الاميركية لضغوط كي تدرج السودان في قائمة الدول التي ترعى الارهاب بعدما اتهمت شبكة "اي.بي.سي" ديبلوماسيين سودانيين لدى الأممالمتحدة سراج الدين حامد يوسف وأحمد يوسف محمد بالتورط في مخطط تفجيرات في نيويورك. وسيؤدي ورود اسم السودان في القائمة الى حرمانه من المعونات "غير الانسانية". علماً ان السودان لا يتلقى مساعدات من هذا النوع، لذلك سيكون اثر القرار سياسياً فقط. وتضمن الخبر الذي بثته الشبكة صوراً للدكتور حسن الترابي اثناء اشتراكه في مؤتمر صحافي في الأممالمتحدة عقدته البعثة السودانية، ولقطات من فيلم عن ما وصف بمعسكرات لتدريب ارهابيين. ويبدو ان الدليل ضد البعثة الديبلوماسية السودانية مستند الى تسجيل لمحادثة بين عماد سالم، المخبر لدى مكتب التحقيقات الفيديرالي إف.بي.آي، وصديق علي صديق احد السودانيين الذين دينوا بالاشتراك في المخطط. وناقش الاثنان في محادثتهما فكرة استخدام ناقلة تابعة للبعثة السودانية لتفجير مبنى الاممالمتحدة. وأحمد محمد هو السكرتير الثالث للبعثة اما سراج الدين يوسف فيعمل فيها مستشاراً. وفي مقابلة اجرتها معه "الوسط" نفى يوسف ان يكون هو او اي من زملائه ضباط استخبارات كما قيل، ووصف هذه التهمة بأنها "فظيعة وخبيثة". وأكد انه موظف الشؤون القانونية، مضيفاً ان "مجرد اشارة عماد سالم الى البعثة السودانية في محادثته ليس دليلاً ضدها". وذكر ان معسكرات التدريب التي بدت صورها في اشرطة الفيديو هي في الحقيقة معسكرات لپ"قوات الدفاع الشعبي" التي تعتبر شكلاً من اشكال خدمة العلم المطبقة في اي دولة. وقال: "ننفي الادعاءات كلها نفياً قاطعاً. ليست هناك ذرة من الادلة على تورط الحكومة السودانية في مؤامرة قنبلة نيويورك". وعبر عن امله بعدم حصول مضاعفات تؤثر في العلاقات الاميركية - السودانية لأن "آي.بي.سي. لا تمثل الحكومة الاميركية". غير ان وزارة الخارجية كانت تستعد لاصدار بيان عن الموضوع، لحظة اعداد هذا النبأ. وتعتقد مصادر في الوزارة بأن تفاؤل يوسف ليس في محله. في الخرطوم وصف الرئيس السوداني عمر البشير قرار الولاياتالمتحدة بادراج السودان في قائمة الدول المساندة والمصدرة للارهاب بأنه قرار سياسي وليس له مبرر. وقال ان الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية ظلت تقود حملة ضد السودان بتهم انتهاك حقوق الانسان ودعم الارهاب بسبب توجهه الاسلامي. وان هذه الاتهامات توجه لبلاده بينما تنتهك حقوق الانسان في البوسنة والهرسك في ظل صمت اميركا والغرب. وقال "ان علاقاتنا مع دول العالم طيبة". واشار الى انه من 7 دول اتهمتها اميركا بدعم الارهاب فإن خمساً منها اسلامية. وقال البشير في اعنف هجوم له على الولاياتالمتحدة "ان الادارة الاميركية فشلت في تقديم دليل واحد يدين السودان بالارهاب وفي تحديد مكان معسكرات الارهاب المزعومة، ولم تكشف ابداً مصادر معلوماتها حول السودان بينما سفيرها في الخرطوم زار معظم انحاء البلاد". واكد على ان القرار لم يكن مفاجئاً للحكومة السودانية حيث ظل العداء الاميركي موجهاً ضد السودان منذ تولي حكومته الحكم قبل اربعة اعوام. وقال "ان هؤلاء يغضون الطرف عن الصرب الذين ينتجون ويصدرون السلاح ويقتلون المسلمين". وقال البشير: "انهم يقولون ان حزب الله يتحرك من السودان بينما يعلمون انه يعمل في لبنان وانه ليس محظوراً هناك وان منظمة حماس تمارس عملاً مشروعاً لتحرير بلادها، وان اميركا تطلب منا اغلاق حدودنا في وجه العرب والمسلمين وفتحها لمنظمات الاغاثة"، واكد "ان السودان مفتوح لكل من يريد التأكد من عدم انتهاك حقوق الانسان". وختم البشير تصريحاته بقوله "ان اميركا تدعم قرنق الذي يمارس الارهاب ويقتل عمال الاغاثة والسكان المدنيين"، واتهم واشنطن بازدواجية المعايير، وقال "ان السودان من الدول القليلة التي لم يتعرض فيها المواطنون الاميركيون لاعتداء".