سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوار خاص مع أكثر أعضاء الكونغرس اهتماماً بالشؤون السودانية . النائب الاميركي فرانك وولف لپ"الوسط": 6 معسكرات لتدريب الارهابيين في السودان "مسؤولان سودانيان طلبا مشاركة اميركا في محادثات السلام حول الجنوب"
كشف فرانك وولف عضو الكونغرس الاميركي الاكثر اهتماماً بشؤون السودان، في مقابلة خاصة مع "الوسط"، وجود "6 معسكرات لتدريب الارهابيين" في السودان، وقال ان الوضع السوداني "اسوأ من الوضع الصومالي". وذكر وولف، الذي زار السودان 3 مرات، ان مسؤولين سودانيين ابلغوه في الفترة الاخيرة ان الحكومة السودانية تريد من الولاياتالمتحدة ان تلعب دوراً في السودان وان تشارك في محادثات السلام بينها وبين "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق. وفرانك وولف نائب جمهوري يمثل اغنى دائرة انتخابية في الولاياتالمتحدة وهي ضواحي واشنطن قرب مقر وكالة المخابرات المركزية سي.آي.ايه في لانغلي فيرجينيا. وهو عضو في لجنة الكونغرس الخاصة بمشكلات المجاعة، وفي لجنة الطفولة والعائلة، وشارك في الاجتماعات التي عقدتها لجان فرعية في الكونغرس في الفترة الاخيرة وجرت فيها مناقشة الوضع السوداني. وفي ما يأتي نص المقابلة الخاصة التي اجرتها "الوسط" مع وولف في مكتبه في الكونغرس: هل الوضع في السودان سيىء مثل الصومال؟ - أسوأ، اذ انني زرت السودان عامي 1988 و1989 وفي شباط فبراير الماضي. وفي كل مرة وجدت انه يزداد سوءاً. نعم الوضع في السودان اسوأ كثيراً من الصومال، وليس هناك منظمات اغاثة. والحرب تستعر هناك منذ عشر سنوات، كما انه ليس للغرب نفوذ في السودان. ففي عام 1984 كنت في اثيوبيا وشاهدت الناس يموتون يومياً في الشارع، لكن الوضع في جنوب السودان اسوأ كثيراً. يقول مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون الافريقية هيرمان كوهين ان الادارة الاميركية ليس امامها خيارات كثيرة في السودان. فهل توافق معه؟ - لا. فهناك عدد من الخيارات الجيدة. لدينا سفير في الخرطوم يمكنه مواصلة الضغط. وقبل اسبوعين استقبلت السفير السوداني في واشنطن ووزير الشؤون الاقتصادية السوداني هنا في مكتبي. وقد ابلغاني انهما يريدان ان تلعب الولاياتالمتحدة دوراً في السودان وان تشترك في محادثات السلام. بل قالا لي انهما يقبلان مبدأ مناطق الحظر الجوي في السودان مثلما فرضناها في العراق. وأنا ارجو ان يتم ذلك لأن الناس يتضورون جوعاً في اجزاء كثيرة من الجنوب. وهم في اغلب الاحوال من دون مياه ويعانون من انتشار الامراض ويفتقرون الى المواد الطبية بما فيها حتى الاسبرين، كما انهم من دون ملابس. وعلى رغم كل ذلك فان سلاح الجو السوداني يقصفهم. لذا لا بد من فعل شيء ما لضمان السلامة لمنظمات الاغاثة وقوافلهما. والواقع انه يمكن ان نفعل شيئاً ما. ولهذا فأنا أرى ان لدينا قدرة على الضغط. 6 معسكرات تدريب في السودان هل امام الأممالمتحدة أية خيارات؟ - اعتقد ان الأممالمتحدة غير فعّالة الى درجة كبيرة. يقول هيرمان كوهين انه ليس هناك احتمال بوضع السودان على قائمة الدول التي تؤيد الارهاب التي تصدرها وزارة الخارجية الاميركية. فما رأيك أنت؟ - أنا لست متأكداً من ذلك. فمعلوماتنا تشير الى وجود ستة معسكرات لتدريب الارهابيين في السودان، ومنها يذهب الارهابيون الى مصر وأنحاء اخرى في شمال افريقيا والى دول عربية اخرى. فهناك ثلاثة معسكرات في منطقة البحر الاحمر بورسودان وغيبيت وهاروعة ورابع في كسلا في الاقليم الشرقي، ومعسكر خاص في الجيلي وسادس في وادي سيدنا. كما ان حماس لها معسكرات في السودان. وبالطبع فان الحكومة السودانية تنفي كل ذلك. يقول كوهين انه ينبغي تعقب الحادث الارهابي حتى الوصول الى اناس بدأوا من السودان. - هذا صحيح. ولكن اذا ما وقع حادث نستطيع توثيقه على انه بدأ في السودان، فندينهم بالجرم على الفور. بالنسبة الى مناطق الحظر الجوي، ألا تعتقد انها تثير مشكلة، فمن الذي يسيطر عليها: الحكومة السودانية أم المتمردون؟ - المتمردون يسيطرون على معظم المناطق التي نتحدث عنها. وأنا لا أريد ان أبدو غير منصف. فالصحافة السودانية تقول ان وولف يندد بالحكومة السودانية. ولكنني اندد بالطرفين. اذ ان الجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة جون قرنق يقتل الناس. والذي أريد ان اقوله هو اننا لا نتكلم عن أراض قيّمة. فجنوب السودان ليس فيه نفط او معادن. كل ما فيه بشر وحيوانات. ولذا يجب ان يكون من السهل التوصل الى نوع من الاتفاق الذي يضمن وصول هؤلاء الناس الفقراء الى مواد الاغاثة. وهناك في الحكومة السودانية من يريد السلام. فهؤلاء الناس يعرفون ان السودان يمكن ان يصبح بلداً مزدهراً نسبياً. هناك بعض النفط، وهناك نهر النيل مما يعني ان السودان يمكن ان يصبح دولة غير منبوذة. وفي وسعه ان يحصل على قروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. فالحكومة لا تستطيع ان تصفي جيش التحرير الشعبي بزعامة قرنق ولا يمكن لجيش التحرير ان ينتصر، لهذا فان السلام سيكون انتصاراً للطرفين. المؤكد ان الولاياتالمتحدة لا تستطيع تقديم الحماية العسكرية لبعثات الاغاثة. - هذا صحيح. فهي مهمة صعبة بالنسبة الى الولاياتالمتحدة أو حتى الاممالمتحدة. وقطع العلاقات مع السودان سيعود بنتائج عكسية؟ - بكل تأكيد. هل هناك فعلاً علاقة قوية بين السودان وايران؟ - الايرانيون موجودون هناك. انهم في اماكن كثيرة. هل ترى ان ايران والسودان يتعاونان في نشر بعض المعتقدات الاسلامية؟ - أود ان اكون حريصاً هنا: فأنا بكل تأكيد لست ضد انتشار الاسلام. فأنا اؤمن بحرية الوعظ الديني. لكن الذي يقلقني هو استخدام العنف تحت راية الدين. هل انت متفائل بفرص مؤتمر السلام في أبوجا بين الحكومة والمتمردين؟ - اعتقد ان المؤتمر سيُعقد خلال نيسان ابريل الجاري بعد ان انتهى شهر رمضان. وقد طلبت من البيت الابيض ان يرسل ممثلاً رسمياً عنه الى المحادثات لتأكيد رغبتنا في نجاح المؤتمر. هل تعتقد ان في وسع نيجيريا ان تنجح حيث فشل الآخرون؟ - أرجو ذلك. فالحكومة السودانية والمتمردون في موقف صعب، ومن مصلحة الطرفين تحقيق السلام. فمعنويات الجنود السودانيين منخفضة جداً، كما ان الجيش الشعبي لتحرير السودان يتطلع الى السلام ايضاً، وهكذا فان الطرفين يبحثان عن مخرج مشرّف. رسالة تحذير الى البشير وفي الوقت نفسه حصلت "الوسط" على نص رسالة بعث بها فرانك وولف و10 اعضاء آخرين في مجلس النواب الاميركي الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير في تاريخ 22 آذار مارس 1993. ومما جاء في هذه الرسالة: "اننا نكتب اليكم لنعبر عن قلقنا العميق ازاء المجاعة وعمليات انتهاك حقوق الانسان الخطيرة في السودان ولنطلب من حكومتكم بذل كل ما يمكن لوضع حد لهذه المأساة". وحذرت الرسالة من ان هناك احتمالاً لارسال قوات عسكرية اميركية الى السودان، على غرار ما حدث في الصومال، لتأمين امدادات الاغاثة للجائعين اذ قالت: "نعتقد ان عملية اغاثة واسعة النطاق، على غرار ما جرى في الصومال، بقيادة الولاياتالمتحدة عسكرياً، يمكن تجنبها، اذا تمكنت منظمات الاغاثة الخاصة من العمل في جنوب السودان واذا توقفت حكومتكم عن ممارسة الانتهاكات المنتظمة لحقوق الانسان". وطالبت الرسالة الحكومة السودانية باتخاذ الخطوات الآتية لوضع حد للمجاعة في السودان: 1 - يجب ان تتوقف الحكومة السودانية فوراً عن قصف المدن والقرى في جنوب السودان. 1 - مطالبة الجيش السوداني بالغاء اية خطط لشن هجوم عسكري جديد في جنوب السودان. 2 - السماح لمنظمات الاغاثة الخاصة بالعمل بحرية في السودان لتتمكن من توزيع وتسليم المواد الغذائية والطبية. وتمنى موقعو الرسالة ان يتجاوب الرئيس البشير بسرعة مع هذه المطالب. هنا لا بد من تسجل ملاحظتين: 1 - الاولى ان كلام وولف عن قيام السفير السوداني في واشنطن ووزير الاقتصاد السوداني بابلاغه رغبتهما بأن تلعب الولاياتالمتحدة دوراً في السودان وان تشارك في محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين... هذا الكلام اكده وزير التخطيط السوداني علي الحاج. فقد نقلت وكالة الانباء السودانية يوم 30 آذار مارس الماضي عن وزير التخطيط السوداني علي الحاج قوله ان السودان طلب من الولاياتالمتحدة المساعدة على اعادة الامن الى البلاد وعلى تطبيق النظام الفيديرالي الذي اعتمد منذ عام. وقد تقدم الحاج بهذا الطلب خلال اجتماع مع السفير الاميركي في الخرطوم دونالد بيترسون. وقال الوزير السوداني ان الولاياتالمتحدة ابدت استعدادها لمساعدة السودان على احلال السلام في البلاد وتقديم المساعدة الفنية لتطبيق النظام الفيديرالي الذي تملك فيه "خبرة طويلة" على حد قول الوزير السوداني. وكان السودان أقرّ منذ عام نظاماً فيديرالياً يقسم البلاد الى تسع ولايات. وأبلغ الوزير السوداني، الذي يقوم ايضاً بدورالمتحدث باسم الوفد الحكومي في مفاوضات السلام مع المتمردين الجنوبيين، الديبلوماسي الاميركي بالاستعدادات الجارية لاستئناف مفاوضات السلام في ابوجا نيجيريا. وأضاف الحاج ان مبعوثاً نيجيرياً سيصل الى الخرطوم خلال النصف الثاني من نيسان ابريل الجاري لاعلان موعد هذه الجولة الجديدة من المفاوضات التي تجرى تحت اشراف نيجيريا. لكنه لم يحدد الشكل الذي قد تتخذه المساعدة الاميركية لوضع حد للحرب الاهلية التي تجتاح جنوب السودان منذ 1983. وأوردت وكالة الانباء السودانية ايضاً ان بيترسون سلم اليوم وزير الخارجية السوداني حسين سليمان ابو صالح رسالة من وزير الخارجية الاميركي وارن كريستوفر تتناول العلاقات الثنائية. 2 - الملاحظة الثانية ان وزير الدولة السوداني لشؤون التنمية في الجنوب الدكتور فضل السيد ابو قصيصة زار واشنطن في الفترة الاخيرة وشارك في المناقشات التي اجرتها اللجنة الفرعية التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي حول السودان، وصرح بعد عودته الى الخرطوم بأن الحكومة السودانية "تلقت تأكيدات من ادارة الرئيس كلينتون تفيد ان الولاياتالمتحدة لا تنوي التدخل عسكرياً في السودان وليس لديها تفكير في اتخاذ خطوة كهذه مستقبلاً".