شغلت الرأي العام خلال الايام الاخيرة المحادثات التي تجري بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية بقيادة جون قرنق. وكان النظام السوداني يهدف إلى تسجيل نقطة لصالحه في ظل عدم الاستقرار والتردي الاقتصادي اللذين يعاني منهما، كما كانت الحركة الشعبية تدرك حقيقة اوزان القوى السودانية الاخرى. وقد اعطى النظام حجتين واهيتين لفشل المحادثات: 1- حضور جون قرنق إلى أبوجا يوم المحادثات الختامي لافشالها، وهذه حجة ضعيفة لأن قرنق زعيم الحركة الشعبية. 2- الرسائل التي يتبادلها حزب الامة والحركة الشعبية. وهذا أمر طبيعي للتحالف القائم بينهما، اضافة إلى كونهما من فصائل التجمع الوطني الديموقراطي. اما الاسباب الحقيقية للفشل تتمثل في الآتي: 1- روية الجبهة الاسلامية لمشكلة الجنوب. 2- الجبهة الاسلامية لا تمثل السودان ولا القوى السياسية الاخرى صاحبة الوجود الفعلي. 3- عدم جدية نظام الخرطوم في مسألة الحل السلمي، وهو الذي انقلب على الديموقراطية. 4- عدم الوضوح في المحادثات. وأخيراً، فإن مشكلة جنوب السودان والحرب الاهلية لا يمكن حلها إلا سلمياً وعبر حوار ديموقراطي تشارك فيه كل القوى السودانية، وفي ظل حكومة ديموقراطية. عبدالحفيظ عباس سوداني القاهرة - مصر