وصل الى القاهرة امس زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق للمشاركة في اجتماعات هيئة القيادة للمعارضة السودانية واجراء محادثات مع المسؤولين المصريين تتناول تطورات الأزمة السودانية في اعقاب فشل محادثات أديس ابابا التي ترعاها "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية. وعقد قرنق بعد ظهر امس في مقر اقامته في القاهرة لقاءً ومسؤولين مصريين للاتفاق على برنامج اجتماعاته في القاهرة قبيل بدء اجتماعات هيئة القيادة. وقال مصدر مصري ل "الحياة" إن المحادثات مع قرنق تستهدف الوصول الى تصور بالنسبة إلى وقف النار في جنوب السودان وسبل انقاذ السودانيين في مناطق المجاعة والاستماع من رئيس الحركة إلى الأسباب التي ادت الى إفشال محادثات اديس ابابا. واضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "ليس هناك مبادرة مصرية في شأن السودان، لكننا نسعى من خلال الاستماع الى آراء قيادات المعارضة السودانية الى طرح رؤى يمكنها المساهمة في استقرار الوضع في السودان". وأكد أن ما يحدث في السودان "شأن داخلي واختيار الحكومة ونظامها شأن يخص الشعب السوداني وحده". وتزامنت زيارة قرنق لمصر مع وصول رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" محمد عثمان الميرغني والامين العام لحزب "الأمة" عمر نور الدايم ورئيس "قوات التحالف السودانية" عبدالعزيز خالد. وعلمت "الحياة" ان ترتيبات تجري لعقد لقاء بين الرئيس حسني مبارك وقادة المعارضة السودانية خلال وجودهم في القاهرة، لتأكيد الثوابت المصرية، خصوصاً بالنسبة إلى وحدة السودان. وتعلق المعارضة السودانية آمالاً على اجتماع هيئة القيادة الذي يعد الأول برعاية مصرية. وفي أديس ابابا، لم يستبعد ديبلوماسيون أن يكون وصول قرنق إلى اثيوبيا في اللحظات الأخيرة لإصدار البيان الختامي لمفاوضات السلام السودانية لعب دوراً مهماً في فشل المفاوضات التي كان متوقعاً التوصل فيها إلى حل لبعض نقاط الخلاف بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية"، وأيضاً السبب في تأجيل صدور البيان الختامي على رغم تسريب مسودة البيان أول من أمس. وعلم أن بعض أعضاء وفد "الحركة الشعبية" التقوا قرنق قبل انتهاء المفاوضات مساء أول من أمس، وغادر عدد منهم إلى القاهرة من بينهم الناطق الرسمي باسم "الحركة" باغان اموم وقائد جبال النوبة يوسف كوة قبل صدور بيان "ايغاد". وفي تصريح إلى "الحياة"، أوضح الناطق الرسمي باسم "الحركة الشعبية" ان المفاوضات "فشلت كلياً لتمسك الجبهة الإسلامية بمواقفها الثابتة في ما يخص فصل الدين عن الدولة، وأيضاً رفضها ضم منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق في إطار حق تقرير المصير .... واتفق الجانبان فقط على قضايا تتعلق بالاغاثة للمتضررين من الحرب في جنوب السودان، وعلى أن تكون جولة المفاوضات المقبلة بعد ستة شهور".