سخّر شاعر سعودي موهبته الشعرية لتناول قضايا اجتماعية شغلت المجتمع السعودي طوال العامين الماضيين، إذ نال نظام المرور «ساهر» النصيب الأكبر من الهجاء، ونجحت إحدى قصائده في إقلاع مدمن عن المخدرات. وقال الشاعر حمود العديم، الذي اشتهر في المواقع الإلكترونية بأبي ملوح ل"الحياة»: «في البداية سر اختيار شخصيتي لأبي ملوح يعود إلى مصطلح شعبي عن «التمليح في القصص» أي بمعنى تجميلها بأحداث خيالية»، لافتاً إلى أن انطلاقته في عالم الإنشاد والشعر والتمثيل والكتابة الدرامية قبل الاشرطة كانت من مسرح المدرسة. وأضاف أن أسباب تركيزه على القصائد الساخرة، كونها مطلوبة جماهيرياً، وذات صدى كبير، وتسهم في معالجة بعض العادات الاجتماعية السلبية، والأنظمة الخاطئة بعد تسليط الضوء عليها، مشيراً إلى أن ما يكتبه يجد تفاعلاً وصدى لدى عدد من المسؤولين في الجهات الحكومية. وتابع: «أنتجت منذ انطلاقتي 9 أشرطة ولاقت رواجاً في الأسواق، وهي أبو ملوح 7 أشرطة قبل نحو 4 أشهر، وآخر جيني، وحققا نسبة مبيعات عالية جداً تجاوزت 250 ألف نسخة»، لافتاً إلى أن أفكار الشريط الأول (أبو ملوح) كان عبارة تجارب شخصية مر بها. وذكر أن أسباب نجاح سلسلة «أبو ملوح» تعود إلى تسلسل الأحداث وربط الأفكار مع بعضها، «إذ إنه لم يسبقني أحد على تسلسل الأحداث وربطها مع الإنشاد والتنقل بين المشاهد بروابط، فالمستمع ينتقل من فكرة إلى أخرى من دون قطع لتسلسل الأحداث، على رغم اختلاف القضايا". وهاجم العديم عدداً من المنشدين، خصوصاً الذين تعاونوا مع مغنين وملحنين، بقوله: «انتشرت ظاهر جديدة ودخيلة على الإنشاد المحافظ وهي التعاون بين فنانين غنائيين وممثلين قدموا أعمالاً تسيء للدين والمجتمع، ومنشدين محسوبين على الإنشاد الإسلامي المحافظ». وأضاف: «شاهدنا عدداً من المنشدين تحولوا للغناء وآخرين باتوا يستخدمون الإيقاعات والمؤثرات الموسيقية وهذا منزلق خطر جداً» وعن أسباب غياب الصوت النسائي في أشرطته، قال: «هناك محاذير شرعية بتقليد أصوات المرأة بحيث أن اللعن واضح وصريح بالتشبه بالنساء، ولم نهمل المرأة بقضايانا، بل حاولنا أن نتكلم عن الأرملة وقضاياها في شخصية أبي ملوح بعيداً عن التشبه بالنساء»، مشيراً إلى أن له مشاركات في عروض مسرحية متنوعة، ويستعد لطرح عمل درامي قريباً. وأكد أنه لم يتلق دعوة المشاركة في مهرجانات حائل السياحية سوى مرتين، الأولى كان هناك فقرة فنان غنائي بنفس المهرجان، ورفضت المشاركة، لأنهم طلبوا مني أن أقيم الحفلة مع الفنان، أما الدعوة الثانية فكانت في مسرح مفتوح يتواجد به عائلات ونساء، «وأرفض أن أمثل أمام النساء». وعن احتكاره الشعر في أشرطته وعدم التعاون مع شعراء آخرين، أوضح أنه يتمنى الإنشاد لغيره من الشعراء، خصوصاً أن لكل شاعر أسلوباً خاصاً به. وقال: «هناك تفاعل مع قصائدي، إذ كان آخرها توبة تاجر مخدرات عندما سمع قصيدتي التي أنشدها الطفل بأنه يلوم والده المسجون، الذي تركه وجعل العالم يتصدقون عليه، فقد اتصل علي تاجر مخدرات تائب بسبب سماعه للشريط، وذكر أنه أخذ الشريط لسماعه للضحك، وعندما سمع قصيدة الطفل تخيل أنني أنا المسجون وأن الطفل ابني، فتبت وتركت المتاجرة في المخدرات».