سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوار خاص مع اول اميركي من اصل عربي يدخل الى مجلس الشيوخ ويحاربه أنصار اسرائيل . جيمس أبو رزق لپ"الوسط": كل من يؤيد الفلسطينيين والعرب يدفع ثمناً غالياً في اميركا
جيمس أبو رزق هو اول اميركي من اصل عربي انتخب عضواً في الكونغرس الاميركي عن ولاية داكوتا الجنوبية. حدث ذلك عام 1971 حين انتخب ابو رزق عضواً في مجلس النواب، ثم عام 1973 حين انتخب عضوا في مجلس الشيوخ، واستقال عام 1979. وخلال هذه السنوات تحول ابو رزق والده لبناني اسمه بشارة هاجر الى الولاياتالمتحدة عام 1898 الى هدف لحملات اللوبي الاسرائيلي جماعات الضغط اليهودية الاميركية المؤيدة لاسرائيل بسبب تعاطفه مع القضايا العربية عموماً والقضية الفلسطينية بشكل خاص. لكن على رغم استقالته، بعد معارك سياسية واعلامية لمدة مع الجماعات المؤيدة لاسرائيل، لم يبتعد جيمس ابو رزق عن الساحة السياسية في الولاياتالمتحدة بصورة كاملة، بل استمر في ادار مكتب الاستشارات القانونية الذي يملكه، الى جانب انه كان من الشخصيات الرئيسية التي أسست الجمعية العربية - الاميركية لمكافحة التمييز، التي تحارب حملات الاساءة للعرب وموجات العداء ضد العرب التي تصدر بين الحين والآخر عن مكتب التحقيقات الفيديرالي، وادارة الهجرة، والجهات الحكومية الاميركية الاخرى. "الوسط" التقت ابو رزق واجرت معه الحوار الآتي: كيف كانت تجربتك مع اللوبي الاسرائيلي عندما كنت عضواً في الكونغرس؟ - انني لم اهرب واختفي مثلما يفعل معظم الساسة عندما يتعرضون للهجوم من جانب هذا اللوبي. لقد وقفت على قدمي وقبلت التحدي. ولم يكن الموضوع مثارا في اثناء حملتي الانتخابية، على رغم ان مدير هذه الحملة كان صهيونياً. ولم اكن اعرف اتجاهاته في ذلك الوقت، بل كان كل ما اعرفه انه محام من داكوتا الجنوبية. وعندما اعلنت نيتي ترشيح نفسي لمجلس الشيوخ، لم يكن هناك من يعتقد انني سأفوز، ولذلك تطوع لادارة الحملة. ولم يكن هناك اي شخص آخر يود القيام بهذا الدور، الى جانب انه اعجبني. وفي اثناء الحملة الانتخابية قال لي انه يستطيع ان يدبر لي اموالاً كثيرة من يهود نيويورك، اذا اصدرت البيان المناسب عن الشرق الاوسط. ووافقت على ذلك، وطلبت من احد العاملين اليهود معي ان يعد لي بياناً عن الشرق الاوسط، بشرط ان يكون محايداً. وهكذا جاء في هذا البيان انني اؤيد السلام في الشرق الاوسط، وجاء ذلك في سياق قدر كبير من الكلام. وهكذا دخلت الى قائمة المرشحين الذين يوافق عليهم اليهود، وحصلت على الكثير من اموالهم. كم استغرق الامر حتى تم اكتشاف حقيقتك؟ - حدث ذلك لدى عودتي من جولة في الشرق الاوسط، وتحدثي في اجتماع في الولاية عن هذه الجولة. وكان مدير حملتي الانتخابية بين الحضور، وشعر بالغضب بسبب ما كنت اقوله. وهكذا نهض قائلاً: "هذا ما قلته خلال حملتك الانتخابية". واخرج من حقيبته نص البيان الذي اصدرته وبدأ يقرأ منه على لساني: "انني اؤيد السلام في الشرق الاوسط". فقلت: "وانا ما زلت اؤيد ذلك". وواصل القراءة قائلاً: "ولن ارسم الحدود بنفسي، بل سأترك للأطراف المعنية تقرير ذلك". فقلت: "وما زلت اتمسك بهذا الموقف". وهكذا استمر في القراءة، وكنت اقول عند كل شيء يقرأه: نعم، وما زال هذا موقفي. واستمر الامر كذلك بعض الوقت، وكان يشعر بغضب حقيقي. وفي النهاية نهض مزارع من بين الحضور الستمئة في القاعة قائلاً: "لماذا لا تنقلان انتما الاثنان هذه الحرب القبلية الى مكان آخر، وتركونا نتحدث عن شيء مهم، مثل الخراف". اعتقد ان اعضاء اللوبي الاسرائيلي شعروا بأنك خنتهم. - طبعاً. وبعد فترة قصيرة كتب ساي كينان، الذي كان المدير التنفيذي للجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية، افتتاحية يقول فيها ان ابو رزق "باع نفسه للعرب" ولا يستحق مساهمات مالية من جانب اليهود. وارسلت صديقة لي من نيويورك، وهي سيدة يهودية، نسخة من هذه المقالة الي على اوراق المذكرات الخاصة بلجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية. وابلغني ساي كينان بواسطة اشخاص مختلفين، مثل جورج ماكغفرن، انهم يعملون على القضاء علي. وكان قراري انهم اذا كانوا يريدون حرباً معي، فسيحصلون بالفعل على تلك الحرب. وقد ابقيتهم بالفعل مشغولين طوال فترة عملي بالسياسة. هل كان لذلك اي دخل بقرارك بالتنحي عن عضوية مجلس الشيوخ؟ - كلا، وربما كان الامر على عكس ذلك تماماً. لقد كان اللوبي الاسرائيلي يشعر بفخر شديد عندما اعلنت قراري بالاستقالة من مقعدي. وقابلت احدهم في احد ممرات مجلس الشيوخ ذات يوم، وقلت له: "ان لم تكفوا عن هذا الهراء، سأتقدم الى الانتخابات مرة اخرى، وسأغيّر رأيي". وهكذا التزموا الصمت. ثمن تأييد العرب ما هو في رأيك الاسلوب الذي يعملون به؟ - اسلوب غير مستقيم. فعندما لم يتمكنوا من الحصول على شيء ضدي، حاولوا الاساءة الى اسرتي. وكانت هناك في ذلك الوقت مشاكل بيني وبين ابني، لانه ذهب ليعيش في مستوطنة للهنود الحمر، وكان يعيش على الغذاء الذي يحصل عليه عن طريق الضمانات الاجتماعية. ونشرت بعض الصحف المحلية القصة، ثم تناولتها لجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية واستخدمتها في التشهير بي، الى ان نشرتها "الواشنطن بوست". وشعر عدد من الصحافيين العاملين في الصحيفة بالغضب لنشر هذه القصة، فقال لهم بن برادلي رئيس التحرير انهم اذا عثروا على ابن شخصية بارزة اخرى يعيش على بطاقات الطعام، فإنه سينشر القصة. واكتشف واحد من الصحافيين ان ابنة برادلي نفسه تعيش على بطاقات الضمان الاجتماعي، ولكن القصة لم تنشر بالطبع. وعندما اصبحت اول عربي اميركي ينتخب لعضوية مجلس الشيوخ، كنت اتلقى دعوات من الجمعيات العربية - الاميركية للتحدث امامها في شتى انحاء البلاد. وكانت هذه الجمعيات تقدم لي اجراً رمزياً عن الكلمات التي القيها، وكان ذلك شيئاً رائعاً. وقد رحبت بكل تلك الجمعيات، واعلنت المكافآت الرمزية التي كنت احصل عليها بالصورة القانونية الصحيحة. وبعد ذلك اتصل بي مارتن بيريتس رئيس تحرير "نيو ريبابليك"، وقال انه يود توجيه بعض الاسئلة اليّ بشأن الاجور الرمزية. وقال ايضا انه لم يعجبه ما قلته في مجلس الشيوخ عن مبيعات الاسلحة الاميركية الى دول الشرق الاوسط. وقلت له انني يسعدني ان اجيب عن كل اسئلته، بشرط ان يجيب هو اولاً عن سؤال واحد، هو: "هل صحيح انه حول "نيو ريبابليك" الى نشرة ناطقة باسم اللوبي الاسرائيلي؟" وهنا انفجر بيريتس قائلاً انه يعتقد انني عضو جيد في مجلس الشيوخ من نواح كثيرة، ولكنني كنت "مريعاً" في هذه المسألة المتصلة بالسياسة الخارجية. وقلت له: "يا مستر بيريتس، اعتقد انني عضو جيد للغاية في مجلس الشيوخ، لأنني مستقل. انني لا اتلقى أوامر من اي جهة، سواء كانت عربية او يهودية". وبعد ذلك كتب بيريتس بالفعل مقالاً عن الاجور الرمزية التي كنت اتقاضاها، ولم يذكر في هذا الصدد ان تلك الاجور كانت تقل عما يتقاضاها هيوبرت همفري، الذي كان يحصل على كل الاجور اليهودية. وبعد ذلك اتصل بي صديق صحافي قائلاً: "هل يضطهدونك الآن؟"، ووعد بأن يفعل شيئاً حيال ذلك. وبالفعل نشر هذا الصديق مقالاً عن الاجور التي يتقاضاها هيوبرت همفري. كيف تستطيع لجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية اللوبي الاسرائيلي الرئيسي عمل هذا كله من دون مساءلة؟ - كان بعض اعضاء مجلس الشيوخ يقولون لي بصورة غير علنية في غرف الاستقبال في المجلس: "كنا نتمنى ان يكون لدينا القدر الكافي من الشجاعة لكي نقول ما تقوله انت عنهم. وكنا نتمنى الا نكون معتمدين على اموالهم، او اصواتهم او اي شيء آخر". وفي الواقع يكرههم الاعضاء، ولا يطيقونهم. وسيأتي الوقت الذي لا يعتمد فيه الاعضاء على اموال اللوبي الاسرائيلي، وسيعملون في تلك الحالة على القضاء عليه. هل قاموا قبل اعوام عدة بحملة ضد احد المنسقين الحزبيين في المجلس، وفاز هذا المنسق عليهم في اقتراع سري؟ - نعم، وكان ذلك المنسق ديفيد بونيور الذي يؤيد الفلسطينيين بدرجة كبيرة. وحاولوا هزيمته بالطبع، ولكنه يمثل ميتشيغان حيث هناك جالية عربية اميركية كبيرة، كما ان الاقتراع كان سرياً. هل وضع ذلك المزارع في داكوتا الجنوبية اصبعه على سر قوتهم، عندما طلب منك الحديث عن الخراف في اميركا، وليس عن الأجانب في الخارج؟ وهل يستطيعون ملء الفراغ الناتج عن ذلك؟ - بالطبع، ولكنني حاولت توعية اعضاء دائرتي بأبعاد مشكلة الشرق الاوسط. لقد كنت اضع في النشرة التي اصدرها معلومات عن النزاع في الشرق الاوسط، وكنت ارسلها الى كل انسان في داكوتا الجنوبية. لا عجب اذن في ان يكرهك اعضاء اللوبي الاسرائيلي؟ - نعم، وقد كنت مشاكساً في مداولات مجلس الشيوخ ايضاً. واتذكر هنا ان نائب الرئيس الاميركي والتر مونديل كان يتحدث ذات مرة مندداً بالعرب قائلاً ان "اسرائيل هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة". وهنا توجهت اليه قائلاً: "هل تود ان احضر اليك قلنسوة يهودية لكي ترتديها وانت تقول ذلك؟" وفي مرة اخرى قلت للسناتور فرانك تشيرش، وهو من اكثر اعضاء مجلس الشيوخ قدرة على الخطابة والجدل: "انني لا اهتم على الاطلاق بمحاولاتك الحصول على تبرعات لحملتك الانتخابية من نيويورك. ولكن هل يمكنك ان تفعل ذلك من دون مهاجمتي كأميركي عربي؟". وهنا رد عليّ قائلاً: "انت تعرف طبيعة الامور، وسأفعل كل ما في استطاعتي". هل كان لك اي احتكاك آخر معهم بعد مغادرتك مجلس الشيوخ؟ - لقد اشرفت بالطبع على تنظيم الجمعية العربية - الاميركية لمكافحة التمييز، وكان ذلك سبباً في بدء حرب شاملة معهم. ولم يستغرق الامر طويلاً حتى بدأوا في الهجوم علينا لانهم اعتبروا ان الجمعية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية. وبعد تلطيخ سمعة منظمة التحرير الفلسطينية، كان كل ما يجب عليهم قوله للهجوم على اي شخص هو انه يؤيد منظمة التحرير الفلسطينية. واذا حاول شخص منا القاء كلمة في اي مكان، فإنهم كانوا يحاولون منعه من ذلك قائلين انه من مؤيدي منظمة التحرير الفلسطينية. وأنا لا اشكو من هذا الوضع الآن، ولكنني اقول الحقيقة الواقعة. لقد كنت من النجوم الصاعدة في الحزب الديموقراطي عندما بدأ ذلك كله. ان اي شخص يؤيد الفلسطينيين او اية قضية عربية اخرى من اي نوع، يدفع ثمناً غالياً جداً من الناحية السياسية في هذه البلاد. وحتى اذا لم يتم دفع هذا الثمن من ناحية تأييد الناخبين، وقد كان مقعدي آمناً جداً في داكوتا الجنوبية، فإنه يتعرض للاستبعاد من اشياء كثيرة في واشنطن، وانا لا اعني بذلك الاشياء الاجتماعية، وانما السياسية. وهكذا يمكنك الحديث بصراحة، ولكن يجب عليك ان تدرك ان هناك ثمناً لذلك. اضطر رئيس لجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية للاستقالة في الآونة الاخيرة لأنه ادلى على الهاتف بتصريحات غير ملائمة عن نفوذ اللجنة على كلينتون ووصفت اللجنة تلك التصريحات بأنها مبالغ فيها. هل كانت هناك حقاً مبالغة في ذلك؟ - ليس من السهل معرفة قدر الكلام الفارغ وقدر الحقيقة. والامر الواقع هو انهم يتفاوضون بالفعل مع الادارات الاميركية. والحقيقة ان الادارات الاميركية تذهب اليهم. وكما قلت من قبل، يجب على العرب التوقف عن الهرولة الى الادارات الاميركية، والعمل على ان تأتي هذه الادارات اليهم. ان الامر يؤدي الى الحط بالمكانة. ان طلب موعد هو شيء مختلف تماماً عن تبادل القبلات امام المصورين. نفوذهم لا يزال قوياً ألا تعتقد ان الخلاف الاخير مع اسحق رابين اضعف جماعات الضغط اليهودية في اميركا؟ - كلا، سيعودون الى بعضهم بعضاً مرة اخرى. وما هي الجهة الاخرى التي يستطيع رابين الاتصال بها اذا كان يرغب بممارسة الضغط داخل الولاياتالمتحدة؟ وحتى اذا اخذنا القصص التي نشرت اخيراً عن الحيل القذرة التي يستخدمونها، فلن يلصق بهم شيء منها. انهم مثل أواني "تيفال". والحقيقة الاساسية هي ان اعضاء مجلس الشيوخ واعضاء الكونغرس يشعرون بالخوف منهم بسبب الاموال التي يمكنهم تقديمها للحملات الانتخابية. وعندما يحضر الى واشنطن مرشح جديد من ايداهو، او من اي ولاية اخرى فإنه يقابل المسؤولين عن جمع الاموال، ويرسله هؤلاء على الفور الى اللوبي الاسرائيلي. أليس ذلك مصدرا للقوة بالنسبة اليهم؟ انني لا اتحدث هنا عن المبالغ المالية الصغيرة التي يقدمونها الى كل مرشح، ولكن عن الخوف من الاموال الضخمة التي يمكن ان يستخدموها ضد اي شخص يثير غضبهم؟ - بلى، بالطبع، انهم يقدمون قدراً ضئيلاً من المال للمرشح الذي يسعى اليهم، ولكن المبالغ الكبيرة تذهب الى اعضاء اللجان التي تهمهم. وفي اثناء هذه العملية يكونون اوقعوا الخوف ايضاً في قلب كل شخص آخر. ألم تؤد الانتخابات الاخيرة الى اخراج بعض الشخصيات المؤيدة لاسرائيل من عضوية تلك اللجان؟ - بلى، ولكنهم سيصلون الى تلك اللجان مباشرة مرة اخرى. ان هذا الامر لا يمثل مشكلة بالنسبة اليهم. ان الموقف لا يعني سوى انه سيتعين عليهم بذل مزيد من الجهد لفترة من الزمن. لقد كنت اتناقش ذات يوم معپهايمان بوكبايندر من جمعية القانونيين، وذكرت له ان ما يقوله اعضاء مجلس الشيوخ في غرفة الاستراحة عن اللوبي الاسرائيلي يختلف تماماً عما يقولونه عن هذا اللوبي علناً. وهنا طلب مني احد الحضور ان اذكر اسماً واحداً كدليل على ما اقوله. ولم أكن ارغب في احراج اي شخص، ولكن المتكلم اصر على طلب احد الاسماء، فقلت: "تيد كينيدي". ويرجع الامر الى السبعينات عندما وقع 78 من اعضاء مجلس الشيوخ خطاباً يهددون فيه باتخاذ موقف معارض من جيرالد فورد وهنري كيسينجر عندما حاولا ايقاف تصدير الاسلحة الاميركية الى اسرائيل. وفي ذلك الوقت اقترب تيد كينيدي من مجموعة من الاشخاص كنت أنا بينهم قائلاً: "لقد كنت اعرف الهدف من هذا الخطاب عندما عرضوه عليّ للتوقيع"، واضاف قائلاً: "انهم يتقنون اسلوب اصطياد كل واحد منا منفرداً، ولذلك يجب علينا الاجتماع سوياً ومناقشة الامر قبل توقيع الخطاب التالي". وبعد اسبوع واحد اتصل بي هاتفياً قائلاً: "انك استخدمت اسمي في غير الموضع المناسب مرة اخرى، أليس كذلك يا جيم؟" وبالطبع كانت اسرة كينيدي تحصل على الاموال دائماً من نيويورك، وهذا هو الامر المثير للاستغراب، لانهم غير مضطرين لذلك. وقد ذكرت هذه الحادثة لكي ادلل على ان الساسة يشعرون بالتهديد حقيقة من دون ان يتعرضوا لتهديد فعلي. قيل ايضاً في هذا الصدد ان لجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية ايباك لديها شبكة للتوظيف تضمن حصول الشباب من مؤيديها على وظائف في مكاتب اعضاء الكونغرس. هل شاهدت اي شيء يؤيد ذلك؟ - كانت احدى العاملات في مكتبي يهودية من اصل مغربي، وكانت واحدة من اكثر النساء اللاتي قابلتهن ذكاء. وكانت ترغب في التمرد من اجل كسر طوق ما كانت تعتبره سيطرة وسائل الاعلام على الكونغرس الاميركي. ولكن الامر كان ابعد من ذلك، فقد قالت لي ذات مرة: "هناك شبكة من الرجال البيض اليهود تسيطر على الكونغرس. وعندما تخلو وظيفة كبيرة هنا، يتصل كل منهم بالآخر، ولا نستطيع نحن الحصول على اية فرصة".