كان والدا عبدالله اوجلان الملقب بپ"آبو" قرويين كرديين فقيرين الى حد انهما لم يحفظا تاريخ ولادته: ترى هل ولد في العام 1947 ام في 1948 ام في 1949؟ هو نفسه لا يدري. لكنه بعدما تعلم في مدرسة اورفه درس العلوم السياسية، وكان في الوقت ذاته يناضل في صفوف المنظمات اليسارية التركية المتطرفة. وفي فترة لاحقة بدأ يعي هويته الكردية فأسس في العام 1978 حزب العمال الكردستاني الذي اعلن في آب اغسطس 1984 الكفاح المسلح مخلفاً حتى ايامنا هذه ما يزيد على 9500 قتيل. "آبو" قائد كردي لا يشبه الآخرين وهو خلافاً لزعماء الحركات الكردية في العراقوايران الذين تربطهم بحكومات اوروبا وأميركا علاقات ممتازة، يعيش مختبئاً في سورية حيث يدير حزب العمال الكردستاني بقبضة من حديد. ويعقد في لبنان بين حين وآخر مؤتمرات صحافية مقتضبة. والحكومات الغربية تتهمه بتزعم حركة شيوعية متطرفة تلجأ الى اساليب ارهابية مماثلة لتلك التي يعتمدها "الدرب المضيء" في بيرو، وبممارسة عبادة الشخصية كما لم تمارس في أسوأ ايام ستالين. ولئن اتبع حزب العمال الكردستاني سياسة قمعية ضد القرويين الاكراد الذين تعاونوا مع السلطات التركية بانخراطهم في ميليشيات تسمى "حراس القرى" تشبه ميليشيات "الحركيين" التي انشأتها فرنسا في الجزائر، فقد قام "آبو" بعملية نقد ذاتي. الا ان تهمة الارهاب التصقت به خصوصاً ان الحكومة التركية تجند كل وسائل اعلامها لترسيخ هذه السمعة. وما دام ان المناضلين الذين يقاتلون في شرق تركيا كردستان تركيا لنيل ابسط حقوقهم ينظر اليهم كارهابيين، فان الحكومة التركية يمكنها بكل طمأنينة ان تواصل حربها غير المعلنة التي يشارك فيها ما يزيد على 150 الف عنصر من الجيش وقوى الامن. اوجلان يدافع عن سياسته ودافع اوجلان في مؤتمر صحافي على مقربة من الحدود السورية في منطقة البقاع اللبناني، عن سياسته. قال: "لقد بلغت الحرب نقطة اللارجوع، واذا استمرت على هذه الوتيرة فان ذلك سيعرض توازن دول المنطقة للخطر وسيعاد النظر في رسم حدودها. ان هدفنا هو ان نرفع عدد مقاتلينا من 15 الفاً الى ثلاثين الفاً في آذار مارس المقبل. نريد ان ندافع عن هويتنا وعن ثقافتنا كما نريد ان نناقش موضوع حقوقنا. عندما اعلنا وقف اطلاق النار في آذار الماضي، كنا نريد ان نبحث في كل هذه النقاط، كالديموقراطية، والفيديرالية المحتملة... لكنهم لم يصغوا الينا". من هي الدولة الاجنبية التي تدعم حزب العمال الكردستاني؟ - لا احد يدعمنا. نحن نقاتل وحدنا ضد حلف شمال الاطلسي وضد العالم بأسره. ونحن قادرون على ذلك لأننا نلقى من شعبنا دعماً لا حدود له. فأنا لو طلبت من نصف مليون شخص ان يفعلوا كذا وكذا من اجل حزب العمال الكردستاني لفعلوا ذلك من دون تردد. هل ستواصلون خطف السياح؟ ولماذا؟ - سنواصل ونوسع حملتنا ضد الصناعة السياحية في تركيا لأنها تمول الحرب ضدنا. وما قمنا به حتى الآن لم يكن سوى مجرد انذار. حتى الآن لم يقتل احد. ولكن اذا قتل لاحقاً بعض الاشخاص، او اذا سقط يوماً خمسون قتيلاً لن اكون مسؤولاً عن ذلك لانني حذرت السياح. وأود ان انبه الى اننا لسنا كسائر الحركات. فنحن نقرن القول بالفعل. لم يعد لدينا خيار آخر. اننا نريد ان نوقف الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الكردي. سنهاجم الفنادق والمراكز السياحية في كل مكان خصوصاً شاطئ بحر ايجه. اما السياح الذين خطفوا فلم يتعرضوا لأي ايذاء. انهم ضيوفنا اطلق سائحان اميركي ونيوزيلندي الاسبوع ما قبل الماضي ولكن اذا اراد الناس ان يذهبوا الى كردستان فعليهم ان يطلبوا تأشيرة دخول من مكاتبنا في اوروبا. وسنهاجم ايضاً المصالح والاستثمارات الاجنبية في تركيا، وهكذا ستتفاقم الحرب وتتسع دائرتها بعد تحولها من المجال العسكري الى المجال الاقتصادي. بين العراقوايران ثمة حبل دقيق من الفضة يرسم الحدود، فمن جهة ايران وفي الجهة الاخرى العراق، وعلى مسافة قصيرة أنت فوق التراب الايراني من الجهتين واذا توغلت ابعد قليلاً بلغت العراق. وعلى الحدود بين البلدين، في واد ضيق تشرف عليه الجبال الشاهقة وعلى مسيرة ساعات من الحدود التركية يقع معسكر التدريب الرئيسي لحزب العمال الكردستاني. وليس ثمة ما يميز اكواخ المقاومين وخيامهم عن تلك التي يعيش فيها القرويون والمهربون الاكراد في الجوار. قبل فترة قصف الايرانيون قرية سونه التي تقع في اسفل الوادي فأحرقوا سوق المهربين وقتلوا اثنين من المدنيين من دون ان يصيبوا احداً من رجال منظمة المقاومة الكردية الايرانية. واذا حاول الاتراك ان يقصفوا معسكر زاله الذي يقع شمال خط العرض 36 ضمن المنطقة الآمنة التي يحظر على الطيران العراقي ان يحلق فوقها، فانهم لن يصيبوا على الارجح الا المدنيين والقرويين الاكراد العراقيين. ومع ذلك فان الفي مقاتل يعيشون في هذا المعسكر الذي تنتشر منشآته على امتداد كيلومترات عدة، في اكواخ من الطوب او الخيام المختبئة فوق منحدرات الجبل او تحت الاشجار قرب مجاري الانهار، وفي هذه المواقع يتدرب جميع المتطوعين الجدد الذين التحقوا بحزب العمال الكردستاني بعد تسللهم عبر الحدود العراقية. وبين هؤلاء المتطوعين فتيان امثال سيلوبي - وهو اسمه الحركي نسبة الى المدينة التي ولد فيها - انه في الرابعة عشرة والتحق بحزب العمال منذ سنة، ويعيش حالياً في المعسكر حيث يتلقى تدريباً عسكرياً وسياسياً في انتظار السماح له بالقتال على اعتبار ان الحزب من الوجهة النظرية لا يرسل الى الجبهة مقاتلين دون السابعة عشرة. لكن سيلوبي ليس اصغر المتطوعين سناً، فنصرت، وهو في الحادية عشرة التحق بحزب العمال منذ اسابيع وهو يصر على تعلم فنون القتال. وباستثناء هاتين الحالتين الخاصتين فان اعمار المتطوعين في سرية تتكون من 82 مقاتلاً خلال فترة التدريب تتراوح بين 17 و33 سنة. وكثير من هؤلاء لم يدخل المدرسة ابداً مثل إلحان 17 عاماً وهو ابن راع في منطقة اغدير. علماً ان ربع رفاقه في السرية اميون تماماً. وتجدر الاشارة الى ان فتيات كثيرات - وهذه خاصة يتميز بها حزب العمال عن سائر الحركات الكردية - يشاركن في حرب العصابات. وكن في الثمانينات بالعشرات ومعظمهن من المثقفات والجامعيات، اما اليوم فانهن يتوافدن من جميع الاوساط حتى من القرى الاكثر تمسكاً بالتقاليد ويبلغ عددهن حوالي ألفي فتاة من اصل عشرة آلاف الى اثني عشر الف مقاتل. على أية حال، يوجد الآن في زاله 350 مقاتلاً يخضعون للتدريب بأمرة القائدة "عزيمة"، وهي امرأة في الخامسة والثلاثين تفرض احترامها على رجال المعسكر، وهو احترام يصل الى حد الخوف. تقول "عزيمة" وهي ابنة مدرس في منطقة موش: "صحيح ان الميزان ليس لمصلحة النساء على الصعيد الجسدي، لكنهن في غاية الحماسة. وتعترف بأن "المرأة التي تأمر رجالاً حتى في حركة تقدمية كحزب العمال الكردستاني تسبب احياناً بعض المشاكل لمجرد انها امرأة". والنساء المقاتلات يتلقين تدريباً في قسم من المعسكر معزول عن قسم الرجال، إلا انهن ينضوين لاحقاً في وحدات مختلطة. ولهذا التحرر المثير للدهشة حدود، فالشبان والفتيات يمكنهم اقامة علاقات صداقة لكن العلاقات الجنسية محظورة كلياً. وتقول احدى الفتيات المقاتلات: "نحن جنود. ولا مجال للحب قبل ان تتحرر بلادنا". زينارين ولورين وجيان هن جميعاً في العشرين من العمر وقصة كل منهن تشبه الاخرى، فقد ولدن في عائلات كردية هاجرت من درسيم الى اسطنبول. وبقين فترة طويلة يجهلن انهن كرديات. وفي الجامعة قررن، بعد أزمة هوية، الالتحاق بالمقاومة من دون اطلاع اهلهن على الامر. تقول زينارين: "كنت في السادسة عندما اضطرت عائلتي الى مغادرة درسيم لأن والدي لم يجد عملاً في اسطنبول. ولم اكن اتكلم الكردية وكان والدي يقول لي: أنت تركية. وإثر نقاش في الجامعة مع بعض الرفاق والرفيقات اكتشفت انني كردية. وعندئذ قررت أنني لا استطيع ان استمر في العيش بعيداً عن وطني وشعبي والتحقت بالمقاومة من دون ان اقول شيئاً لأهلي اذ لم يكن في وسعهم ان يفهموني". يلدز 17 عاماً ولاد 17 عاماً كردستان 19 عاماً وكثيرات سواهن ينتمين الى قرى في مناطق ماردين وسيلوبي وتشوكورجا. بلديز لم تعرف المدرسة ابداً لانها اقفلت بعد اغتيال مدرس في القرية على يد حزب العمال بعد اتهامه بالترويج لافكار كمال اتاتورك. في حين ان ولاد اتمت دراستها الابتدائية. اما كردستان التي اسقطت طائرة بواسطة "دوشكا" روسية قديمة فانها امية. تقول: "عندما كنت صغيرة لم تكن في قريتي مدرسة" والفتيات الثلاث يستخدمن الى حد بعيد الكلمات والعبارات ذاتها لشرح التزامهن. التربية السياسية ان للتربية السياسية مكانة مميزة في تكوين مقاتلي حزب العمال. فكل يوم طوال ساعات وساعات على امتداد تسعة شهور من التدريب وهي فترة قد تمدد وقد تختصر تبعاً للظروف يصغي المقاتلون وقد تحلقوا في الخيام وفي اكواخ من الطوب الى عروض مطولة لبرنامج حزب العمال الكردستاني حيث تتكرر هذه الكلمات كاللازمة: الاشتراكية، الامبريالية، الستالينية، الاستعمار تركيا بالنسبة الى حزب العمال تستعمر كردستان. وحزب العمال حزب شيوعي ينتمي الى الخط الالباني القديم الذي كان ينتقد الاتحاد السوفياتي سابقاً والصين. وفي البرنامج ايضاً محاضرات مستفيضة عن حياة قائد الحزب عبدالله اوجلان. وفي هذا الصدد تقول احدى المناضلات الشابات بحماسة وانفعال: "انه يختلف عن سائر القادة، انه قائد اشتراكي حقيقي". والاعجاب الذي يكنه مقاتلو الحزب لقائدهم يلامس "عبادة الشخصية". وبكثير من الجدية يقول مسؤولو الحزب: "ان حزبهم قوة يحسب لها حساب في الشرق الاوسط". ويزعم بعضهم ان الحزب لن يكتفي بحل المشكلة الكردية "لكنه سيحل ايضاً مشكلة العالم". الحياة في المعسكر متقشفة وقاسية، والنظام صارم. فالمتطوعون ينهضون قبل الفجر ويقيمون بحركات رياضية حتى السادسة، قبل ان يتلقوا دروساً في التربية السياسية تستغرق كل فترة الصباح حتى الغداء. فترة ما بعد الظهر مكرسة للتدريب العسكري، اذ يفترض في المقاتلين ان يعرفوا كل شيء عن الكلاشنيكوف وعن المدافع الرشاشة والار. بي. جي. ومدافع الهاون. وفي المساء يحضر المقاتلون في مجموعات صغيرة جلسات يمارس فيها النقد الذاتي والمناقشات السياسية. وفي الحادية عشرة ليلاً ينام العسكر. فيفترش المقاتلون الارض ويلتحفون غطاءً بسيطاً شأنهم في ذلك شأن المقاومين اسماً وفعلاً. ان اللياقة البدنية عنصر اساسي في تكوين مقاتلي الحزب الذين يتدربون على مسيرات شاقة طوال ساعات من الليل على قمم الجبال وقرب مجاري الانهار وفي مسالك وعرة تعجز عن قطعها البغال. وقد مرت ميلان، وهي شابة كردية في الحادية والعشرين عاشت طفولتها في استراليا قبل ان تنضم الى حركة المقاومة بهذه التجربة القاسية، فبعد تدريب استمر ستة اشهر في معسكر زاله تقرر انها غير صالحة للقتال لأنها عجزت عن مجاراة رفيقاتها في المشي. ولدى سماعها القرار انفجرت باكية، وقد غادرت المعسكر لتشغل وظيفة ادارية في احدى مدن كردستان ما سبب لها خيبة عظيمة. ان حزب العمال هو حزب الاكراد في تركيا لكنه يقاتل من اجل استقلال كل اجزاء كردستان لاقامة كردستان الكبرى، وفي صفوفه مقاتلون اكراد من سورية وجدوا انفسهم على هامش الحركة الكردية بسبب عددهم الضئيل 10 في المئة في بلد لا يمكنهم ان يطلقوا فيه حركة مقاومة. ووجدوا ان حزب العمال وحده يوفر لهم الامل في ان يعيشوا يوماً في كردستان موحدة. احد قادة الكوماندوس في معسكر زاله يدعى ناصر وهو طبيب في السابعة والعشرين أتم دروسه في حلب، ثاني أكبر مدن سورية. ولدى سؤاله ألا يزعجه بحكم كونه طبيباً ان يتعلم قتل الناس، اجاب فوراً: "ليس هدفي قتل الناس بل هدفي تحرير بلادي". وحيدون ولا يملك الحزب اسلحة ثقيلة تتجاوز مدافع الهاون من عيار 120 ملم ومدافع رشاشة قديمة وقاذفات صواريخ. "اننا نخوض حرب عصابات وعلينا ان نتحرك بسرعة والاسلحة الثقيلة التي يصعب نقلها بسهولة تعيق تحركنا". قال أمين، وهو مهندس في الثالثة والثلاثين ومنظر استراتيجية حرب العصابات في المعسكر، وسبق له ان تدرب في جيش اجنبي لم يشأ ان يفصح عن اسمه، كما انه طالع كثيراً من الكتب عن تاريخ الحروب في الهند الصينية وعن حرب العصابات في المدن في اميركا اللاتينية. وهو يعلق على ذلك قائلاً: "ان وضعنا مختلف تماماً ففي فيتنام والاوس وكمبوديا، كانت ثمة قوى اجنبية تساعد المقاومين وتحميهم كالصين والاتحاد السوفياتي. اما نحن فاننا وحيدون. وسلاحنا الرئيسي في وجه التكنولوجيا هو الشجاعة، اذ ليست لدينا صواريخ مضادة للمروحيات والطائرات. لكن المهم ان نعرف كيف نتحرك وكيف نستخدم الارض لئلا نمكن المروحيات والطائرات من الوصول الينا". بعد انقضاء عشر سنوات على انطلاق الكفاح المسلح في آب اغسطس 1984 تحول حزب العمال من جماعات صغيرة تخوض حرب عصابات الى جيش بكل معنى الكلمة يقدر عدد عناصره بنحو 12 - 15 ألف مقاتل، وقد اعلن اوجلان الأمين العام للحزب ان العدد سيرتفع الى 30 ألف مقاتل في الربيع المقبل. وقد دخلت تركيا دوامة العنف بعدما خلفت هذه الحرب غير المعلنة 3 آلاف ضحية في العام الماضي. وبعد انهيار وقف النار في حزيران يونيو الماضي يعلن كل يومين سقوط ما بين 50 و70 قتيلاً. وقد ضاعف الحزب هجماته على مراكز الجيش التركي، في حين يقصف الطيران الجبال التي ينشط فيها "الارهابيون"، ويقصف حتى احياء المدن التي ينتشر فيها مقاتلو الحزب. ومنذ الصيف الماضي اعتمد الحزب خطة جديدة تقوم على احتجاز الرهائن للفت نظر الاعلام الى كفاحه، فضاعف بدءاً من تموز يوليو خطف السياح شرق تركيا وبينهم فرنسيون وبريطانيون وسويسريون وألمان وايطاليون، وقد انضم الى لائحة المخطوفين حديثاً اميركي ونيوزيلندي اطلقا الخميس ما قبل الماضي. وحتى الآن حقق الحزب ما اراد فقد خصصت الصحافة الأوروبية مساحات عريضة له ولحرب العصابات التي تستعر في كردستان تركيا. والرهائن الذين اطلقوا بعد احتجازهم فترة قصيرة لم يظهروا اي حقد او ضغينة على المحتجزين. ومع ذلك فان هذه الخطة تتسم بالخطورة، لأن الرهائن قد يتعرضون لحادث ما بسبب القصف التركي فيجرح أحدهم او يقتل، وعندئذ قد ينقلب المردود الاعلامي على الاكراد. وقد اعلن "آبو" الذي يبدو ظاهرياً لا مبالياً ازاء هذا الخطر انه سيضاعف هجماته ضد المنشآت السياحية التركية ولن يعتبر نفسه مسؤولاً اذا ادى ذلك الى مقتل 50 شخصاً "لأنني حذرتكم من السياحة في تركيا، ونحن سنضرب المصالح والاستثمارات الاجنبية الاقتصادية في تركيا". ان حرب العصابات في كردستان في طريقها الى ان تتحول حرباً شاملة.