أعلن عثمان اوجلان القائد السابق ل "حزب العمال الكردستاني" وشقيق زعيمه المسجون في تركيا عبدالله أوجلان أن "آلافاً من مقاتلي" الحزب المتمركزين في شمال العراق انتقلوا الى إيران تحسباً لهجوم واسع النطاق يحتمل أن يشنه الجيش التركي على مواقعهم. وأكد عثمان أوجلان في مقابلة أجرتها معه وكالة"فرانس برس"في منزله الكبير في كويا في إقليم كردستان العراقي نهاية هذا الأسبوع أن القوات التركية"ستطارد أشباحاً"إذا شنت هجوماً تلوح بتنفيذه منذ فترة ضد المتمردين الأكراد. وقال هذا القيادي الذي قاتل الجيش التركي في صفوف"حزب العمال الكردستاني"حوالي 18 عاماً:"منذ شهر أعرف بأن آلافاً من مقاتلي حزب العمال الكردستاني انتقلوا الى ايران، فيما انتقل ألف مقاتل على الاقل إلى تركيا، ولم يبق في العراق إلا عدد قليل". وأوضح أن"معسكرات حزب العمال الكردستاني تقع في منطقة تتقاطع فيها الحدود الثلاثة"، مشيراً الى أن المتمردين الأكراد"ينتقلون من بلد إلى آخر باستمرار، ولا يمكثون طويلاً في مكان واحد". وأضاف أن"الغاية من ذلك هي ألا يشكلوا أهدافاً سهلة، إنهم يعرفون أن عليهم ألا يخوضوا مواجهة مباشرة مع الأتراك، بل أن يشنوا عليهم عمليات محددة، أي حرب عصابات". وتابع أن"السكان الأكراد في كل من العراقوإيرانوتركيا يدعموننا في شكل أو آخر"، مشيراً الى أن لدى المقاتلين الأكراد"دوماً أناسا يمكنهم الاعتماد عليهم عندما يتنقلون بين منطقة وأخرى". وأوجلان الذي أقام في قواعد"حزب العمال الكردستاني"في المنطقة الجبلية الحدودية بين عامي 1986 و2004، يصف هذه المواقع بأنها عصية على الاختراق، نظراً إلى أن المنطقة مليئة بالمغاور العميقة والوديان السحيقة التي يعرفها المقاتلون الأكراد كما يعرفون راحات أيديهم. وقال إن"المغارة الواحدة يمكنها استيعاب 450 شخصاً جلوساً، وهناك مغاور أصغر، ولكن مخفية ... وهناك أيضا كثير من المواقع الخلفية"للتراجع. ومعلوم أن الهجوم التركي أصبح محتملاً منذ سمح البرلمان التركي الشهر الماضي للجيش بشن هجوم على المتمردين الأكراد خارج الحدود، رداً على مكمنين داميين نصبهما مقاتلون من"حزب العمال الكردستاني"تسللوا من شمال العراق، وأوقعا قتلى وأسر خلالهما المتمردون الأكراد جنوداً أتراكاً. وذكر اوجلان أن أي هجوم تركي لن يكون الأول من نوعه ضد الحزب في هذه المنطقة. وقال إن الوضع كان مشابهاً"في عام 1992. كانوا يتمتعون بدعم الحزبين الكرديين العراقيين ورجالهم... وأكدت دعايتهم أنهم قتلوا أكثر من ألفين من رجالنا، ولكنني أؤكد لكم أننا لم نتكبد أكثر من 150 قتيلاً". وأضاف:"هذه المرة أيضاً، إذا هاجمونا سنتكبد خسائر، ولكنها ستكون ضئيلة. لن يتمكنوا أبداً من التخلص منا ببساطة هكذا". وأوضح أوجلان أن"حزب العمال الكردستاني"لن يقبل بإلقاء السلاح، إلا إذا أطلقت تركيا شقيقه عبدالله الذي يكن له المتمردون الاكراد ولاء تاماً، وتحولت تركيا إلى"دولة فيديرالية على الطراز الالماني". ويقضي عبدالله أوجلان منذ عام 1999 عقوبة السجن المؤبد في جزيرة مرمرة في شمال غربي تركيا. ويؤكد شقيقه عثمان أنه ترك صفوف الحزب لأنه أراد أن تكون له"حياة خاصة، وتأسيس عائلة... وهذا الأمر لا يسمح به حزب العمال الكردستاني".