سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حفيدة كاتب "لمن تقرع الأجراس" و "وداعاً أيها السلاح" تتابع مسيرتها في عالم الأضواء . مارغو همنغواي ل "الوسط" : الأزياء سرقتني من السينما لأن التمثيل لم يغرني
مارغو همنغواي، حفيدة الروائي الأميركي الراحل ارنست همنغواي، تعيش حالياً بين باريس ونيويورك حيث تعمل في مجال الأناقة والموضة بعدما احترفت التمثيل الذي تركته لاحقاً الى اختها الصغيرة ماريال التي حققت فيه نجاحاً جيداً. وكانت مارغو أثارت اهتمام الصحافة، وبخاصة الشعبية منها، منذ حوالى ست سنوات بسبب زيادة في وزنها إثر حالة من التوتر العصبي انتابتها. لكنها بعد عامين تخلصت من هذه الزيادة مستعيدة رشاقتها الأصلية التي سمحت لها بارتداء أزياء أكبر المبتكرين. "الوسط" التقت مارغو في احدى السهرات التي أقيمت أخيراً في باريس للترويج للقلم الأنيق "همنغواي" الذي انتجته دار"مون بلان" ودار معها الحوار الآتي: كيف حالتك الصحية؟ - أنا في حالة جيدة وأشكرك على السؤال تضحك. أنت تحبين باريس مثلما كان جدك يحبها، أليس كذلك؟ - نعم إني أعشق هذه المدينة وربما أكون فعلاً ورثت هذا الحب عن جدي إرنست همنغواي، فهو بدأ حياته المهنية كمراسل لجريدة أميركية في باريس، ثم انتقل الى الكتابة الروائية، وأعتقد أن هذه المدينة أوحت اليه بالكثير في أسلوبه الكتابي. وبماذا تشعرين أنت في عاصمة النور؟ - الجمال هو الشيء الأول الذي أشعر به وأراه في باريس. جمال الأسلوب المعماري أولاً وجمال الطابع العام المميز للمدينة. كما أشعر برغبة في الرسم وكتابة الشعر كلما تجولت في الشوارع سواء في الليل أو النهار. هل تنوين استخدام القلم الذي يحمل اسمك وطبعاً اسم جدك في الكتابة أو الرسم؟ - هذا سؤال جيد ومناسب لآخر حدث عشته في باريس. أكون سعيدة إذا استخدمت القلم الذي يحمل اسم جدي وبالتالي اسمي في كتابة الشعر. ولا شك في أني سأستخدمه بشكل أو آخر، لكن الشيء الذي لا أقدر على تأكيده الآن هو موضوع الشعر هذا، إلا في حالة الاحتفاظ بما أكتبه لنفسي تضحك. أنا لست موهوبة في كتابة القصائد الشعرية على رغم حبي الكبير للشعر، فأكتب لإرضاء رغبتي لكني لا أسمح لشخص ما بقراءة ما أدونه فوق الورق، وذلك ليس لأني متكبرة أبداً، بل لأني أشعر بتحملي مسؤولية كبيرة تجاه الاسم الذي أحمله. هل يمكن تخيل رواية أو قصيدة مكتوبة تحمل اسم همنغواي دون أن تتميز بالمستوى اللائق الذي يحتمه هذا الاسم على أي عمل أدبي يحمل بصماته؟ أنت تعرضين الأزياء الأنيقة منذ سنوات الآن. فهل تدخل الأناقة ضمن إطار الأشياء التي تلهمك باريس بها؟ - نعم، إني لا أتخيل باريس بلا الأناقة التي تميزها وتشكل جزءاً لا يتجزأ من طابعها. فباريس هي أيضاً عاصمة الموضة على مستوى العالم وسمعتها عريقة في هذا الحقل. وأنا لا أعرض الأزياء فوق المسرح مثل العارضات المحترفات، لكني أرتدي الأزياء من أجل تحقيقات مصورة للمجلات النسائية ومجلات الموضة الأنيقة. انها طريقة ثانية لممارسة عرض الأزياء. فأمنح وجهي مثلاً للتحقيقات أو الاعلانات الدعائية الخاصة بمنتجات التجميل عامة. هذا فعلاً جزء من نشاطي، خصوصاً في باريس. مشاكل أبعدتني عن السينما لقد كانت السينما من أهم أنواع نشاطك في وقت من الأوقات، لكنك توقفت عن التمثيل، فلماذا غادرت الشاشة؟ وهل تعرفين ما الذي دفع بأختك الصغيرة ماريال الى تقليدك؟ - بدأت حياتي المهنية كممثلة وحققت بعض النجاح في الحقل السينمائي. وحدث في ما بعد أن واجهت بعض المشاكل الشخصية التي أفضل تفادي الدخول في تفاصيلها، والتي جعلتني أبتعد عن أي نشاط مهني، فقد كانت معنوياتي هابطة الى أبعد حد وبالتالي قل اهتمامي بنفسي على كل صعيد وازداد وزني بطريقة رهيبة الى أن عرفت كيف أمسك مرة جديدة بزمام حياتي وأعود الى طبيعتي عقلياً وجسدياً. كانت الأمور تغيرت نوعاً ما بالنسبة الى طموحي في الحياة عامة ولم أشعر برغبة قوية في معاودة الكفاح لفرض نفسي في السينما، خصوصاً أن ابتعادي أعادني بطبيعة الحال الى نقطة الصفر. هكذا قررت الانطلاق في الموضة، فأنا أعشق الأناقة وربما لم يغرني التمثيل الى درجة الكفاح من أجل النجاح فيه، وهو ينتمي الآن الى فترة من حياتي أعتبرها قد انتهت على أكثر من صعيد. أما أختي ماريال فقد بدأت في السينما ونجحت ثم قللت من ظهورها فوق الشاشة فجأة مثيرة تساؤلات الجمهور حول سبب هذه الظاهرة الغريبة التي تميز عائلة همنغواي. وأنا أشكر السماء على كون جدنا لم يعتزل الكتابة، فكان العالم خسر عبقريته التي نعرفها. والواقع ان أختي الصغيرة تزوجت وأنجبت واكتشفت أن الحياة العائلية تعجبها ألف مرة أكثر من الفن، فقررت قبول الأدوار التي تعجبها جداً جداً مرة في كل سنتين أو ثلاث سنوات. ولو حدث أن توقفت العروض فهي لن تندم على شيء لأنها سعيدة في حياتها الخاصة وهذا هو الأهم بالنسبة اليها حسب ما أعرفه عنها. هل عرفت جدك عن قرب؟ - نعم ولكنه توفي وأنا بعد طفلة صغيرة جداً فلا أحمل عنه شخصياً ذكريات عميقة، وكل ما أعرفه يأتي من الحكايات التي سمعتها من والديّ، والصور الموجودة في الألبوم العائلي وطبعاً كل ما يكتب عنه في الصحافة. كما اني قرأت أعماله كلها وهي في رأيي وسيلة جيدة لفهم أبعاد شخصيته التي أعرف عنها الكثير أساساً، ما يسمح لي بالدمج بين بعض العناصر الواضحة في كتابته والبعض الآخر الذي أعرفه في عائلتي. يضاف الى ذلك ما شاهدته من أفلام عنه: منها واحد للسينما والباقي للتلفزيون، الى جانب الأفلام التي لم تتحدث عنه مباشرة، بل عن باريس في الفترة التي عرفها هو، وبالتالي يظهر فيها بشكل أو آخر، ولو في دور صغير. وأتذكر "مودرنز" منذ خمس أو ست سنوات من اخراج ألان رودولف حيث أدى الممثل كيث كارادين شخصية جدي في شبابه. أنا في الحقيقة لست راضية عن أي من هذه الأعمال بشكل كلي، على رغم أنها جيدة وجادة بشكل عام يمكنها أن تعجب الجمهور. وبطبيعة الحال لا يمكنني أن ألقي على أي فيلم يتكلم عن جدي نظرة المتفرج العادي، فأنا أعرف الحقيقة وألاحظ بسرعة درجة الرومانسية التي تتميز بها الأفلام، وهو شيء عادي في سينما الخيال، ولا استطيع أن أقول اني تعلمت الكثير عن حياة جدي من خلال السينما. ولو كانت الأفلام تسجيلية لتغير الأمر. الفرق بين الرواية والفيلم وما رأيك في الأفلام المأخوذة عن روايات كتبها إرنست همنغواي؟ - أعجبت بفيلمين وهما "الشمس تشرق ثانية" و"الوداع أيها السلاح" وقد نجح كل واحد منهما جماهيرياً الى درجة كبيرة حسب ما أعرفه عند نزوله الى دور العرض في العالم كله خلال فترة الخمسينات. وإذا أردت توجيه بعض الانتقادات لأظل مخلصة لطابعي الصعب، قلت إن "الوداع أيها السلاح"، على رغم جاذبيته، لم ينجح في إعادة تفاصيل أسلوب جدي بالشكل الدقيق الملموس في الفيلم الآخر "الشمس تشرق ثانية"، فأنا إذن أفضل هذا بلا أدنى شك. وعموماً، لا أعتقد أن الأفلام السينمائية، مهما كانت ممتازة، تعيد حساسية الكلمات المكتوبة فوق الورق بقوتها الأصلية ذاتها، ولو كان هناك بعض الأفلام الجيدة التي تم تنفيذها انطلاقاً من أعمال أدبية. وكثيراً ما نسمع في هذه الحالات العبارة: "الرواية كانت أحسن"، والعيب لا يقع على مخرج الفيلم أبداً، بل على الفارق الجوهري ما بين الرواية المكتوبة والفن السينمائي، والذي يكمن في حرية الكاتب المطلقة أمام الصفحة البيضاء، وهو شيء لا يتوفر في السينما بسبب قيود الانتاج الخاصة بمدة العرض مثلاً. فقد كتب جدي آلاف الصفحات التي حُوِّلت الى أفلام دام كل منها ثلاث ساعات، وكلفت ملايين الدولارات دون أن تفلت من الحذف، وإلا دام الفيلم الواحد ست ساعات مثلاً. وأعتقد أن جدي لم ينفق ملايين الدولارات ليعبئ صفحات كتبه. فالمقارنة أساساً بين الأدب المكتوب والسينما، في رأيي، لا تجوز. هل أنت فخورة بموضوع القلم الذي يحمل اسم جدك؟ - أنا سعيدة لأن القلم هو شيء يناسب الصورة التي تلازم جدي بشكل مستمر ولأن هذا القلم بالتحديد من نوعية ممتازة. ولا أعتقد أني كنت سررت، أو حتى وافقت على إطلاق بضاعة تحمل اسم عائلتي ولا تناسب روح هذا الاسم. فأنا فخورة جداً بعائلتي وبالاسم الذي أحمله.