لمعت الممثلة الأميركية المراهقة ريتشل هورد وود البالغة من العمر 16 سنة، في ثلاثة أفلام سينمائية هي"بيتر بان"وپ"كابوس أميركي"وپ"العطر"، إضافة إلى المسلسل التلفزيوني الناجح"شيرلوك هولمز"الذي ساهم في إرتفاع شعبيتها في الولاياتالمتحدة وخارجها، بسبب بيع الحلقات إلى شبكات تلفزيونية عالمية في الوقت نفسه الذي ظهر فيه فيلم"بيتر بان"في الأسواق الدولية، ما جعل ريتشل نجمة يحبها الكبار والصغار على السواء، بما أن قصة"بيتر بان"تتجه أولاً إلى جمهور الأطفال. وجاء بعد ذلك فيلم"كابوس أميركي"المخصص للبالغين بسبب حبكته المخيفة ولقطاته الدامية، ثم"العطر"المأخوذ عن رواية ناجحة ظهرت في العام 1985 وترجمت إلى حوالى 45 لغة في العالم، وهي من تأليف الألماني باتريك سوسكيند، قبل أن تتحول في العام 2006 إلى فيلم سينمائي أخرجه توم تيكوير، السينمائي الذي سبق وقدم"أركضي يا لولا إركضي"وپ"حقيقي"وپ"الأميرة والمحارب"وپ"سماء"المكلل بجوائز عدة في مهرجانات سينمائية دولية. وفيلم"العطر"من بطولة البريطاني الشاب بين ويشو وداستين هوفمان، إلى جانب هورد وود بطبيعة الحال. وبما أن قصة فيلم"العطر"تدور حول شاب يتمتع بحاسة شم غير عادية، يسعى ولو من طريق إرتكاب سلسلة من الجرائم البشعة، إلى إبتكار العطر المثالي الذي يدير الرؤوس ويثير الحواس، راح المبتكر الباريسي تييري موغلر ينفذ بالتعاون مع الشركة المنتجة للفيلم، مجموعة ضمت حوالى 15 عطراً مختلفاً، بيعت في علبة مخملية أنيقة وبكميات محدودة جداً على شبكة الأنترنت أو في"البوتيكات"الفاخرة المتخصصة، في العالم، مع العلم أن هذه العطور مستوحاة في تركيبتها من تلك التي يبتكرها البطل على مدار أحداث الفيلم. في باريس التي زارتها هورد وود أخيراً، إلتقت"الحياة"النجمة المراهقة. مائي هل تتعطرين اليوم بأحد عطور تييري موغلر المستوحاة من فيلم"العطر"؟ - إذاً شاهدت الفيلم وعرفت إنني أموت ضحية المجنون الذي يرغب في إبتكار أحلى عطر في العالم، كيف يتسنى لي أن أرتدي ما يذكرني بموتي السينمائي؟ أنت إذاً لا تفرقين بين الخيال والواقع؟ - أنا أفرق جيداً بين الإثنين طبعاً، لكنني لا أستطيع أن ألتقي الإعلام متعطرة بالعطر الذي يوحي بموتي. أما خارج نشاطي المهني فأنا حرة بطبيعة الحال، ولكنني على رغم ذلك أعترف لك بعدم ميلي لاستخدام أحد عطور العلبة التي صممها تييري موغلر لمناسبة ظهور الفيلم. أنها مسألة لا علاقة لها بنوعية هذه العطور، فهي جذابة وهائلة، لكنني أميل دائماً إلى إستخدام عطري المفضل"لور بلو"من دار"غيرلان". لكن هذا العطر لا يلائم فتاة في مثل عمرك، فهو يخص النساء في سن الأربعين وما فوق؟ - أخذته من أمي، فأنا أحب تقليدها في تصرفاتها بين حين وآخر كي أبدو ناضجة ولكن خصوصاً كي أمزح وأضحك على حالي. أصغر مما هي أعتقد بأن في ملابسك اليوم لا تتأثرين بوالدتك؟ - لا طبعاً، أنها ثيابي الشخصية علماً أن أمي تحب في بعض الظروف تقليدي من هذه الناحية كي تبدو بدورها أصغر مما هي في الحقيقة. أنت هنا في باريس من أجل حضور عروض الأزياء، فما هي ماركتك المفضلة في هذا الميدان؟ - أنا مولعة بالكثير من ماركات الأزياء الفرنسية والإيطالية، خصوصاً كل ما يقدمة جان بول غوتييه موسماً وراء موسم، فهو في رأيي الوريث الأمثل لما يسمى بالموضة الباريسية الفاخرة التي أسسها أصلاً كل من كريستسان ديور وكوكو شانيل وإيف سان لوران وبيار بالمان، ذلك أن تصاميمه من الفساتين والتنانير تدمج بين أناقة أيام زمان التي كانت تعجب جدتي، والأسلوب الحديث الذي يثير اهتمام شباب جيلي. أنا أحب متابعة ما يحدث في الموضة، وأقرأ الكتب التي تروي تاريخ الزي والدور الذي يلعبه في الحضارات المختلفة على مدار الزمن. أسأل نفسي حدِّثينا عن مشوارك مع السينما؟ - بدأت في سن السابعة في إعلان تلفزيوني، بعدما أرسلت والدتي صورتي إلى الشركة المنتجة عندما قرأت خبر تفتيشها عن صبية موهوبة. لم أكن أعرف شخصياً في ذلك الحين إني موهوبة تبتسم لكني فرحت بالتردد إلى الاختبار وبتمثيل لقطة أمام الكاميرا، فالعملية بدت لي بمثابة لعبة، والطريف إني حصلت على الدور. لقد فتحت لي هذه التجربة الأولى باب ميدان الإعلانات ومثلت في ما بعد في شكل دوري في دعايات للتلفزيون والسينما وحتى الإذاعة، إلى أن جاءتني فرصة العمل في فيلم"بيتر بان"وأنا في الثالثة عشرة. وهل شعرت بالغبطة نفسها أمام فرصة العمل في فيلم روائي طويل؟ - نعم إلى حد ما، لكنني كنت قد كبرت بعض الشيء وبالتالي بدأت أشعر بالمسؤولية التي تتحملها أي ممثلة حينما تتلقى سيناريو الفيلم الذي ستشارك في بطولته. وشعرت بالخوف أيضاً وهو شيئ لم أحس به من قبل أمام الكاميرا أو حتى في الاختبارات السابقة لحصولي على الأدوار، ورحت أسأل نفسي عن حقيقة رغبتي في ممارسة فن التمثيل إلى أن حان أول يوم في التصوير فنسيت كل مخاوفي ولم أركز إهتمامي إلا على حسن أدائي لدوري. وهل أنت مقتنعة بصلاحيتك لمهنة التمثيل؟ - أنا مقتنعة بمدى صلاحيتي للمهنة، لكني لست متأكدة أبداً من رغبتي في ممارستها طوال حياتي. لماذا؟ - لأنني أميل بشدة نحو البيولوجيا البحرية وأتمنى تعلمها في الجامعة بعد تخرجي من المدرسة بعد عامين. كيف يتصرف رفاقك معك في المدرسة؟ - يتصرفون أحياناً بأسلوب غريب خصوصاً كلما ظهر أحد أفلامي في الصالات أو عندما أشارك في برنامج تلفزيوني، فهم يعاملونني وكأنني لست منهم أو كأنني أتية من كوكب أخر، ثم تعود المياه إلى مجاريها في شكل سريع نوعاً ما، خصوصاً لأنني أستمر في التصرف معهم بأسلوب طبيعي جداً. كيف دار تصوير فيلم"العطر"بالنسبة إليك؟ - دار بطريقة طبيعية، فأنا لم أشعر أثناء العمل بأي شيء مختلف عن العادة، لكني شعرت بالخوف حينما رأيت الشريط للمرة الأولى في عرض خاص ورأيت السفاح وهو يغتال الفتيات، وأنا منهن. وهنا تأكدت من أن الخيال لا يخص فقط أفلام الصغار مثل"بيتر بان"الذي ظهرت فيه، ولكن أيضاً الأعمال الروائية التي تتجه إلى البالغين. كنت قد مثلت من قبل في فيلم مخيف هو"كابوس أميركي"، ولكن المبالغة في حبكته جعلتني أضحك أكثر مما خفت، والموضوع مختلف تماماً بالنسبة إلى قصة"العطر"لأنها تمزج المواقف الطبيعية بالخيال، وذلك بمهارة متفوقة ومؤثرة. ماذا عن داستين هوفمان؟ - مع الأسف لم أمثل في لقطات مشتركة معه، لكني رأيته فوق"بلاتو"التصوير ودهشت لقدرته على التحول في ثوان وفور تفوه المخرج بكلمة"أكشن"، من داستين هوفمان إلى الشخصية الخيالية التي يؤديها. صحيح أنه متقدم جداً في العمر وصاحب خبرة طويلة أمام الكاميرا. هل قدم لك النصيحة أو شجعك مثلاً؟ - لا أبداً، فكل ما أتذكره هو توجيهه عشرات الابتسامات إلي بمناسبة ومن دون مناسبة، لكن ربما أن الابتسامة هي نوع من التشجيع، أليس كذلك؟ هل قرأت كتاب"العطر"؟ - لا فهو سميك جداً، والصبر ينقصني حتى أستطيع قراءته بكامله. الفتاة التي تؤدين دورها في فيلم"كابوس أميركي"تحب الخروج إلى الأماكن العامة والرقص وسماع الموسيقى الصاخبة، فهل أنت تشبهينها من هذه الناحية؟ - أنا لا أشبهها إطلاقاً، ولا يعني إني لا أحب الموسيقى والرقص والخروج إلى الأماكن العامة، لكنني لا أتصرف مثلها، فهي تشرب الكحول وتتعاطى المخدرات وتحب أول شاب تلتقيه في سهرة ما. أنا أميل إلى الرقص على الأنغام البرازيلية القديمة وعلى موسيقى الهيب هوب القديمة أيضاً، فكل ما هو حديث على عكس بطلة الفيلم، لا يثير مخيلتي ولا يهز مشاعري، وأنا لا أعرف سبب هذا الشيء. أما عن الشرب والمخدرات والحب الطائش فلا علاقة لي بهذه الأشياء إطلاقاً. ماذا عن الحب العاقل؟ - أنه المفضل لدي وما أحلاه تبتسم. هل هذه المرة الأولى التي تزورين فيها فرنسا؟ - لا فقد جئت سابقاً إلى باريس وإلى مهرجان"كان"في الجنوب الفرنسي، وعلى رغم أنني اعتدت هذا البلد في ما يخص تفننه في الوجبات الغذائية فلا أزال أفاجئ نفسي في كل زيارة جديدة وأقضي معظم وقتي في الأكل عندما لا أزور المخازن لشراء أخر مبتكرات غوتييه أو غيره من المبتكرين الذين يثيرون اهتمامي. ما هو لونك السينمائي المفضل؟ - أنت تقصد كممثلة أو متفرجة؟ كممثلة أولاً ثم متفرجة إذا كان الرد مختلفاً؟ - نعم الرد مختلف، فأنا كمتفرجة مولعة بالأفلام الكوميدية التي تسمح لي بنسيان كل مشاكل حياتي اليومية وهمومي، بينما أفضل كممثلة المشاركة في أعمال تدور حول قصص الحب الدرامية التي تنتهي بطريقة مأسوية مسيلة للدموع، مثل ما فعلته في"العطر"وفي"كابوس أميركي". ما هي همومك اليومية كمراهقة؟ - التفاهم مع الآخرين خصوصاً مع المقربين، والنجاح في الامتحانات بما أنني لا أزال طالبة، وعلاقاتي مع صديقاتي، وقراراتي الخاصة بمستقبلي الفني، ومتابعة جديد الموضة الباريسية والإيطالية، وذلك كله على سبيل المثال لا الحصر.