هل وقعت، حقاً، محاولة انقلاب في ليبيا في منتصف الشهر الماضي؟ المعلومات تضاربت، فبينما نفت المصادر الرسمية وقوع هذه المحاولة واعتبرتها "من نسج الخيال"، أكدت المعارضة ان تمرداً عسكرياً حصل بالفعل في مدينة مصراته، في المنطقة الوسطى من البلاد وان الطيران الليبي قصف المتمردين لاخماد التحرك. واوضحت المعارضة ان "نحو الفي جندي من المشاة بقيادة العقيد الصقر خرجوا بآلياتهم وسيطروا على تقاطع طرق قرب الحامية". وذكرت ان التمرد بدأ في منطقة بني وليد حيث قبيلة ورفلة ثم امتد الى مصراته. وتؤكد مصادر اميركية اقوال المعارضة الليبية مضيفة ان الانقلاب خطط له العقيد عبدالكريم الشريف الذي هرب خلسة الى سويسرا حيث يقيم نجله شريف. والشريف من "الضباط الاحرار" الذين اشتركوا مع العقيد معمر القذافي في اعلان الثورة عام 1969. ومن المعروف ان العقيد الشريف كان على رأس القوة الليبية التي اقتحمت العاصمة التشادية نجامينا. وعمل منذ عودته من هناك كاتبا عاماً للقوات المسلحة وجاور مكتبه مكتب القذافي في مقر القيادة في ثكنة باب العزيزية في طرابلس وكان حتى مغادرته ليبيا مسؤولاً مباشراً، بعد القذافي عن تقديم المساعدات العسكرية لحركات التحرر وغيرها في العالم. الا ان مصادر المعارضة الليبية تؤكد ان "الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا" هي وراء التمرد العسكري الذي حصل في منطقة مصراته مفيدة "ان هذه الانتفاضة الجريئة والشجاعة قام بالتخطيط لها وقيادتها وتنفيذها ضباط على علاقة تنظيمية بالجبهة". وقال الرائد عبدالمنعم الهوني رئيس "هيئة التنسيق للقوى الوطنية والديموقراطية الليبية" ان "حركة العصيان بدأت حين أرسل القذافي مجموعة فنية لفك جنازير الدبابات في معسكر مصراته تمهيداً للزيارة التي قام بها للمدينة للقاء اللجان الثورية". وتابع ان "الضباط والعسكريين في المعسكر رفضوا الفكرة، واصطدموا بالوحدة الفنية، وما لبث التمرد ان امتد الى بني وليد، غير ان "القوات الخاصة" قمعت التحرك بسرعة، وقام "السرب الخاص" للطيران بقصف الحامية". وذكر ان "القوات الليبية الموالية للنظام لا تزال تقيم الحواجز على طرقات المنطقة حيث حصل التمرد وتشدد الرقابة على نقاط الحدود وتدقق في الهويات وفق لوائح اسمية صادرة عن القوات المسلحة". اما الدكتور محمد المقريف الأمين العام لپ"الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا" فقال لپ"الوسط": "ان انتفاضة اكتوبر التي ذهب ضحيتها اكثر من 300 شهيد هي رسالة الى العالم يجب الا ينساها وهو ينظر الى نظام القذافي من خلال أزمة لوكربي. فالشعب الليبي، بصرف النظر عن هذه الأزمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام، له اسبابه الخاصة التي جعلته ينتفض في السابق وينتفض حالياً، وهي ما ستجعله يستمر في الانتفاض".