بدأ اسم ملس زيناوي رئيس الحكومة الاثيوبية، يبرز بشكل لافت في افريقيا. ففي الوقت الذي كان وزير الخارجية الأميركي وارن كريستوفر يقول ان مصلحة القرن الافريقي هي في تشكيل زعماء المنطقة لجنة تحقيق وبحث لاعادة هيبة الدولة الى الصومال، كان المبعوث الأميركي الى الصومال روبرت أوكلي يلتقي زيناوي في أديس أبابا ليقنعه بقبول عضوية لجنة تقصي حقائق وفاقية خاصة بالصومال يرأسها الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وتضم عدداً من زعماء منطقة شرق افريقيا. وعلى صعيد السودان يلعب زيناوي مع الرئيس الكيني اراب موي والرئيس الأوغندي يوري موسوفيني، دوراً وفاقياً في لجنة منبثقة عن "القمة الانسانية" التي استضافتها اديس أبابا في العام الماضي. وفي اتصالاته بأطراف الحرب الأهلية في جنوب السودان يستفيد موي من العلاقات التي أقامها زيناوي مع قادة "الجبهة القومية الاسلامية" في السودان خلال الفترة التي استضافت فيها الخرطوم قيادات المعارضة الاثيوبية، من حركات الارومو والتبغراي واريتريا، أثناء حكم العقيد منغستو هيلا مريام. إلا أن مساعي الرئيس زيناوي الوفاقية على صعيد السودان متعثرة، بسبب تحفظات العقيد جون قرنق الذي لا يبدو مرتاحاً الى طبيعة العلاقة بين زيناوي والمسؤولين في الخرطوم. ويعتبر قرنق ان زيناوي أصبح طرفاً مؤيداً للنظام الحاكم في الخرطوم منذ ان سمحت اثيوبيا، في آذار مارس 1992، للجيش السوداني بدخول أراضيها والالتفاف على قوات قرنق واسترداد مدينة فشلا في ولاية أعالي النيل المتاخمة لاثيوبيا. لكن تعثر مساعي زيناوي على مستوى اللجنة الرئاسية لحل مشكلة جنوب السودان، لا تطال دوره المتنامي لحل الأزمة الصومالية. ذلك ان الرئيس الاثيوبي على علاقة وطيدة بالرئيس السابق كارتر، ويتمتع في الوقت نفسه بثقة الجنرال محمد فارح عيديد. وعلمت "الوسط" ان عيديد تلقى عرضاً سرياً من زيناوي للاقامة في أديس ابابا "معززاً وتحت حماية الحكومة". وقالت مصادر ديبلوماسية في لندن ل "الوسط" ان موافقة زيناوي على لعب دور في الصومال مرتبطة بالسياسة الأميركية الجديدة في مقديشو، ذلك ان الرئيس الاثيوبي لا يرغب في الدخول على خط المصالحة لا في ذروة احتدام الصراع بين عيديد والادارة الأميركية، حرصاً منه على المصالح الاقليمية لبلاده، وخوفاً على طموحاته السياسية المتنامية في القرن الافريقي. لذلك فهو ينتظر تهدئة الوضع العسكري في الصومال للدخول على خط المصالحة.