آلاف الأطفال السودانيين والصوماليين ضائعون بين اسرائيل و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق. وزير الخارجية الصومالي محمد علي حامد اعلن، خلال مؤتمر صحافي عقده في القاهرة يوم 18 آب اغسطس الجاري، ان "350 طفلاً صومالياً وقعوا فريسة ظروف الحرب الاهلية في البلاد ونقلوا الى اسرائيل والتاريخ سيوضح الحقيقة". وأكد رئيس الوزراء الصومالي عمر عرته، تصريحات وزير الخارجية لكنه امتنع عن اتهام جهة معينة مسؤولة عن نقل 350 طفلاً صومالياً الى اسرائيل في ظروف غامضة. وحصلت "الوسط" على معلومات خاصة تتعلق بهذه القضية اذ كشفت مصادر الأممالمتحدة في نيروبي ان "عصابات محلية مسلحة في الصومال استغلت حال الفوضى وتداعي مؤسسات الدولة بعد سقوط نظام سياد بري، فتولت بتكليف من اسرائيل، تجميع الاطفال الصوماليين ونقلهم الى مراكز تجمع محددة على الشاطئ الصومالي، حيث رست قوارب صغيرة قامت بحملهم على متنها متجهة نحو اعالي البحار، لينقلوا من بعد الى سفن كبرى مكنت طائرات غير محددة الهوية من التقاطهم والتوجه بهم نحو تل ابيب". ولم تستبعد مصادر اوروبية ان تكون هذه العملية تمت بالتنسيق بين اسرائيل وبعض المنظمات الدولية. وليس واضحاً ما الهدف الذي يسعى اليه الاسرائيليون من خلال خطف الاطفال الصوماليين. في المقابل، اتهمت مصادر سودانية رسمية حركة قرنق بخطف ما يزيد على "50 الف طفل سوداني". وقد عقدت لجنة خاصة تحمل اسم "لجنة الاطفال المحتجزين لدى حركة التمرد" مؤتمراً صحافياً في الخرطوم الاسبوع الماضي اكدت فيه ان حركة قرنق اختطفت ما يزيد على 50 الف طفل سوداني "لتسخيرهم في حمل المؤن والمعدات العسكرية التابعة لها وتجنيدهم في ما يسمى "الجيش الاحمر" وذلك لتعويض النقص الكبير في قواتها كما ان حركة التمرد تستخدم هؤلاء الاطفال لتحاول استدرار عطف العالم للحصول على المساعدات الانسانية". اضافة الى ذلك اتهم بيان اصدرته الحكومة السودانية المفوضية العليا للاجئين في نيروبي "بتسهيل نقل 4 آلاف طفل سوداني من معسكر لوكوتشيكو والحاقهم بقوات قرنق المتنقلة بين مناطق في جنوب السودان وأوغندا". ورد ليث بريدج، مسؤول مكتب المفوضية العليا للاجئين في معسكر لوكوتشيكو داخل كينيا على الاتهام فقال ان قوات قرنق قامت باختطاف 4 آلاف طفل سوداني عنوة خلال نقلهم من معسكر لوكوتشيكو الى معسكر آخر في مدينة كاكوما، التي تبعد 90 كلم عن الحدود الكينية - السودانية. وقال ليث بريدج لپ"الوسط"، خلال اتصال هاتفي "إن الاطفال السودانيين الذين اختفوا كانوا يساعدون المفوضية في عملية ترحيل آخرين اصغر سناً منهم الى المعسكر الجديد في مدينة كاكوما. غير انهم تخلفوا عن الرحلات واختفوا فجأة من معسكر لوكوتشيكو". وقد تقدمت الأممالمتحدة بشكوى بهذا الشأن الى السلطات الكينية. وفي لندن اتصلت "الوسط" بالناطق الرسمي لحركة قرنق ريتشارد مولا الذي نفى خطف الاطفال السودانيين وقال ان الحركة الشعبية سلمت 12 الف طفل جنوبي الى الأممالمتحدة بعد اطلاق الحكومة السودانية عملية "صيف العبور" العسكرية، في 4 آذار مارس الماضي، حرصاً على سلامة هؤلاء الاطفال الذين اعيد نقلهم من اثيوبيا الى ولاية اعالي النيل. وأضاف ان الحركة الشعبية تتهم الاممالمتحدة "بالتواطؤ" مع النظام السوداني ضد العقيد قرنق وجماعته، وان الحركة الشعبية تعتقد بوجود الاطفال الذين اختفوا داخل الأراضي الكينية تحت رعاية الأممالمتحدة. وإذا لم يكشف قريباً عن مقر اقامة هؤلاء الأطفال سترفع الحركة الشعبية القضية الى محكمة العدل الدولية.