نيروبي، الخرطوم - "الحياة"، أ ف ب - حذّر مسؤول سوداني بارز في نيروبي من امتداد نيران الحرب الأهلية السودانية الى مناطق أخرى في افريقيا اذا لم يتحقق انفراج في محادثات السلام مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق الجارية حالياً في كينيا. وأعلن الجيش السوداني أمس انه استولى على قاعدة تابعة ل"الجيش الشعبي" كان يستخدمها لتهديد مناطق انتاج النفط في جنوب البلاد. ونقلت صحيفة "نيشن" الكينية عن رئيس الوفد السوداني الى المفاوضات مستشار الرئيس غازي صلاح الدين قوله: "لدينا أفضل فرصة منذ ربع عقد لانهاء الحرب ... لكن يجب على افريقيا بأسرها أن تحذر، من دون انفراج يمكن أن يتفجر النزاع سريعاً ويتعدى حدود السودان ويهدد المنطقة". وقال ان "أي محاولة لإقامة دولة منفصلة في الجنوب ستشجع الحركات الانفصالية في افريقيا". الى ذلك، أعلن ناطق باسم الجيش السوداني ان الجيش سيطر على قاعدة مانكن التي تهدد مناطق النفط في ولاية الوحدة. وأوضح في بيان ان "الجيش، باسناد من قوات الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وحماة البترول من مجندي الخدمة الوطنية والقوات الصديقة، تمكن من اقتحام قاعدة مانكن بعد معارك شرسة استمرت اسبوعين". وأوضح ان المتمردين استخدموا القاعدة لتهديد مناطق النفط، وانهم لجأوا اليها بعدما طردتهم القوات الحكومية من منطقة نيال ديو. ورفض الناطق باسم "الجيش الشعبي" سامسون كواجي التعليق على هذه الأنباء، بانتظار التحقق منها من رفاقه داخل السودان. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الفريق محمد بشير سليمان ان "استهداف حركة التمرد النفط بعد طرحها من قاعدة مانكن، بات أمراً بعيد المنال". على صعيد آخر، توقفت عمليات نزع الألغام في منطقة جبال النوبة في وسط السودان التي تشهد وقفاً لاطلاق النار بين الحكومة وحركة قرنق منذ ستة أشهر. وغادر مدينة لحادقلي مقر اللجنة العسكرية المتعددة الجنسيات التي تشرف على وقف النار فريق من موزمبيق استقدمته شركة أميركية متخصصة في نزع الألغام لأداء المهمة تحت اشراف خبير في الأممالمتحدة. وقال الناطق باسم اللجنة العسكرية توماس جيناتش للصحافيين ان عمليات نزع الألغام تعثرت لفشل الكلاب التي استعان بها الفريق الموزمبيقي في كشف مواقع الألغام واصابتها بالتهابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار بغزارة. خطف النساء والاطفال الى ذلك، اعلن مسؤول في اللجنة الحكومية للقضاء على عمليات خطف النساء والاطفال ان اللجنة استطاعت اعادة 2500 مخطوف من الاطفال والنساء في غرب البلاد منذ العام 1999. واوضح ان 450 من هؤلاء أُعيدوا من المتمردين و167 من قبيلة الرزيقات بعدما كانوا خطفوا في العام 1997. وقال المسؤول في اللجنة محمد عمر الانصاري ان منظمة "البر" الخيرية الدولية وفّرت تمويلاً للبحث عن مخطوفين في منطقة المجلد الغنية بالنفط. وقال ان ظاهرة الخطف في مناطق التماس بين شمال البلاد وجنوبها "احدى نتائج الحرب ولا يمكن القضاء عليها الا بتحقيق السلام". وكان فريق دولي تقوده الولاياتالمتحدة قضى اسابيع في غرب البلاد وجنوبها واصدر تقريراً حمّل فيه طرفي النزاع مسؤولية ظاهرة الخطف وتقدم بتوصيات لانهاء المشكلة.