كشف الدكتور حيدر عبدالشافي رئيس الوفد الفلسطيني الى مفاوضات السلام لپ"الوسط" حقيقة ما جرى في اللقاء بين الوفد الفلسطيني وجيمس بيكر وزير الخارجية الاميركي، وهو لقاء عقد يوم 20 تموز يوليو الجاري في مقر القنصلية الاميركية في القدسالمحتلة واستمر 3 ساعات. وشارك في اللقاء عن الجانب الفلسطيني حيدر عبدالشافي وفيصل الحسيني رئيس لجنة التوجيه في المفاوضات وحنان عشراوي الناطقة باسم الوفد الفلسطيني وغسان الخطيب وسامي الكيلاني عضوا الوفد الفلسطيني. وعن الجانب الاميركي شارك في اللقاء، اضافة الى بيكر، ادوارد دجرجيان مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ودينيس روس رئيس مركز التخطيط في الخارجية وريتشارد هاس عضو مجلس الامن القومي والسفير الاميركي في تل ابيب وليام هارولد والقنصل الاميركي العام في القدس مولي وليامسون. وقال عبدالشافي لپ"الوسط" ان بيكر شدد خلال اللقاء على ضرورة ان تتخذ الاطراف العربية والفلسطينية في مفاوضات السلام مع اسرائيل "مواقف عملية وجادة"، وأعرب عن مخاوف من تعرض الجانب العربي - الفلسطيني لضغوط اميركية في المرحلة المقبلة. وقال عبدالشافي ان بيكر رفض اي تعديل في صيغة الوفد الفلسطيني الحالي عندما أثار معه فيصل الحسيني موضوع اجراء تغييرات في الوفد الفلسطيني بحيث يضم ممثلاً عن القدس وممثلين عن الفلسطينيين في الشتات. وذكر ان بيكر أصرّ على ان العمل بالصيغة التي تمت في مدريد يجب ان يتواصل. ونقل عبدالشافي عن بيكر رفضه اعادة الحوار بين الولاياتالمتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقال "أن مسألة اعادة الحوار ستبقى قيد الدرس من حين الى آخر". وذكر عبدالشافي لپ"الوسط" ان دينيس روس قدم مداخلات عدة، لا سيما في ما يتعلق بطريقة التعامل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة وضرورة ان يقدم الفلسطينيون "كل ما يرونه مناسباً من تصورات عملية بشأن المرحلة الانتقالية والحكم الذاتي" في الضفة الغربية وغزة. وذكر عبدالشافي ان الوفد الفلسطيني طالب بعقد جولة جديدة من المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة، فكان رد بيكر ان واشنطن مستعدة لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات خلال الشهر الجاري او مطلع شهر اب اغسطس المقبل نظراً الى عدم استعداد السلطات الايطالية حالياً لاستضافة اي مؤتمر سلام قبل شهر ايلول سبتمبر بسبب العطلة الصيفية. لكن ذلك متوقف على موافقة كل الاطراف. وأوضح عبدالشافي ان الوفد الفلسطيني قدم مذكرة جدّد فيها الموقف الذي عرض على طاولة المفاوضات او خارجها. وقال ان المذكرة تضمنت دعوة الولاياتالمتحدة لاعادة الحوار مع المنظمة، ودعوة الحكومة الاسرائيلية الى اتخاذ تدابير ملموسة تعكس رغبتها في احراز تقدم في المفاوضات. وتضمنت المذكرة الفلسطينية الامور الآتية: ننتظر استئناف مفاوضات السلام في روما في اسرع وقت ممكن من آب اغسطس. من الافضل والمفيد ان تتخذ الولاياتالمتحدة تدابير ملموسة لاستئناف الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية. مع اعترافنا بتغيير اللجهة في اسرائيل، نرغب في رؤية تدابير فاعلة من شأنها التعبير عن الارادة الطيبة للحكومة الاسرائيلية وبداية مرحلة جديدة من المفاوضات. نأمل في الا يتم اي تحسن في العلاقات الاسرائيلية - الاميركية على حساب عملية السلام. لكي تبرهن عن جدية نواياها، على اسرائيل ان تقبل قانوناً بانطباق اتفاقية جنيف الرابعة واتخاذ تدابير ملموسة وخصوصاً الافراج عن كل السجناء السياسيين والغاء الرقابة والتوقف التام عن التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرض لها السجناء الفلسطينيون ووضع حد للاعدامات بلا محاكمة. نحب ان نؤكد مجدداً ان المرحلة الاولى، اي مرحلة الحكومة الانتقالية الفلسطينية هي مرحلة موقتة وانتقالية. كل سلطة فلسطينية يجب ان تتمكن من السيطرة على الارض والموارد، بما في ذلك الماء، ويجب ان تنتخب عبر اقتراع وطني في الاراضي المحتلة، بما في ذلك القدس. ان انتخاب هذه السلطة وانتقالها يتطلبان اشرافاً دولياً منعاً للتدخلات الاسرائيلية". وقال عبدالشافي ان حنان عشراوي أبلغت بيكر ان الفلسطينيين ينظرون بأهمية بالغة الى عملية وقف الاستيطان ووقف مصادرة الاراضي "لذا فاننا نتطلع بأمل، بأن يكون هناك موقف اسرائيلي جدي غير الموقف المتعنت الذي عرفت به الحكومة السابقة". وأثار غسان الخطيب موضوع الضمانات المصرفية لاسرائيل مقابل وقفها بناء المستوطنات والموقف الاميركي من هذا الموضوع، فكان رد بيكر "ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان الحكومة الجديدة في اسرائيل قامت بمبادرات طيبة تعكس رغبة في التوصل الى السلام، وأن خطوة كإلغاء العقود لبناء 7 آلاف وحدة سكنية في الاراضي المحتلة، ووقف الدعم المالي للمستوطنين. كل هذه مواقف ايجابية تتطلب منا مراجعة موقفنا من موضوع الضمانات". وحذّر عبدالشافي من ان يكون هناك ضمانات قبل الحصول على موقف اسرائيلي واضح لوضع حد نهائي لعملية الاستيطان. وأضاف عبدالشافي، ناقلاً عن بيكر قوله: "اطرحوا مسائل ومشروعات بالنسبة الى الحكم الذاتي وشكل الحكومة الانتقالية وصلاحياتها واطلبوا كل ما تريدون في المفاوضات. ان هذا حق مشروع من حقوقكم". وذكرت مصادر فلسطينية في القدسالشرقية نقلاً عن مسؤولين اميركيين ان بيكر ينوي ان يقترح فكرة عقد قمة مصغرة عربية - اسرائيلية تضم رابين وبعض الزعماء والمسؤولين العرب. وأوضحت هذه المصادر لپ"الوسط" ان المسؤولين الاميركيين متفائلون بتحقيق تقدم ملموس، لا سيما في المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.